بسم الله الرحمن الرحيم
صفحة مشرقة من صفحات بيت النبوة نقلبها بعد أربعة عشر قرنًا من الزمن، فإذا بها صفحات بيضاء، مليئة بالنقاء والصفاء والطهارة والوفاء.
فيها الألم والأمل، والدموع والفرح، تجلت فيها عناية الله بنبيه وبزوجته المحببة إلى قلبه.
قصة اعتصرت قلب فتاة في ربيع الزهور، لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها. أثقلتها الهموم والغموم، وقدر الله لها قضاءً كان فيه الخير والرفعة والذكر الحسن، وقرآنًا يُتلى.
وقع الحديث العظيم في مرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعودته إلى المدينة من غزوة بني المطلق سنة خمس للهجرة، وبعد محاولات المنافقين إشعال نار الفتنة بين المسلمين بإثارة العصبية الجاهلية والتي حمى الله المسلمين منها في تلك الغزوة وأطفأها النبي - صلى الله عليه وسلم - بهدوء وروية، هاهي الفرصة تواتيهم مرة أخرى في طريق العودة للنيل من هذا الدين وإيذاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وعرضه.
تروي ذلك أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- بقولها: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه