في أنفسها، ووجود الحق هو وجودها، والخالق مفتقر إلى الأعيان في ظهور وجوده بها ... ويقول: فالوجود المخلوق هو الوجود الخالق، والوجود الخالق هو الوجود المخلوق )) . اهـ.
فأنتم ترون (أيها الاخوة السلفيون) أن سليمان بن سحمان، وابن تيمية قد اتفقا على أن ابن عربي كافر لأنه يقول بالحلول والاتحاد، ولكن هل الأمر صحيحا كما ما ذكرا؟ أم هو افتراء وإغواء مبين.
ذكر الشيخ محمد جمال الدين القاسمي في كتابه (دليل التوحيد ص 7) قوله: قال إمام الصوفية الشيخ محمد الدين بن عربي: (( ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول ) ). اهـ.
وقال القاسمي: وقال أيضا: (( لو صح أ يرقى الانسان عن إنسانيته، ويتحد بخالقه لصح انقلاب الحقائق وخرج الإله عن كونه إلها، وصار الحق خالقا، والخلق حقا، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجبا فلا سبيل إلى قلب الحقائق أبدا ) ). أهـ.
ونقل قوله هذا أيضا الشعراني في (اليواقيت) والآن حصحص الحق، وبطل ما كانوا يفترون (أسأل بالله) كل من عنده ضمير حي، هل كلام ابن عربي يوجب تلك الافتراءات الكبرى عليه، أم أنه قال: (( لا يقول بالاتحاد إلا أهل الالحاد ) )ولا يقتصر الأمر على تكفير هذا الرجل الصالح، بل كل من انتسب إلى الصوفية في عقيدة السلفية الحشوية، صنم يعبد يجب أن يحطموه ليكون التوحيد خالصا لله تعالى، وكل عاقل يوافقني أن مثل هذه الأقوال عصبية حمقاء وغواية خرقاء وتجريح بالعلماء الأتقياء الذين هم أوتاد الأرض، وملح البلاد.
(( إن ربك لبلمرصاد ) ).