الصفحة 1 من 7

فَتْحُ الإِلَهْ فِي نَظْمِ شُرُوطِ وَأَدِلَّةِ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهْ

إنَّ كلمةّ التَّوحيدِ - لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ - لَيْست مُجرَّد قولٍ يُقالُ باللِّسانِ، دُون فهمٍ لمعناهُ، وعملٍ بمقتضاهُ، ولكنَّها كما قيلَ: (قُيِّدت بقيودٍ ثقالٍ، هي أثقلُ عنْدَ منْ أضلَّه الله منَ الجبالٍ، وأشقُّ عليْهِ حملُها منَ السَّلاسِل والأغلالِ، أمَّا من وفَّقهُ الله وهداهُ ويسَّر لهُ سُبل النَّجاةِ، وجعلَ هواهُ تبعًا لمَا جاءَ بِهِ رسُولُهُ ومصطفاهُ، فهي أسهلُ عليْه وألذُّ لديْهِ من العذْبِ الزُّلالِ) [1] . اهـ

فهي إذًا كلمَةٌ أمرُها عظيمٌ وشأنُها كبيرٌ وحاجَةُ العبادِ إلى فهْمِهَا وتحقِيقِهَا والعملِ بها أعظَمُ منْ حاجَتِهم إلى الطَّعامِ والشَّرابِ، لذَا رأيْتُ أنَّه منَ النُّصحِ لنفْسِي وإخوانِي أنْ أُذَكِّرَ بهذِهِ القيودِ الثِّقالِ مقْرونةً بأدِلَّتِها منَ الكتابِ والسُّنةِ، ليتبصَّرَ أُولُوا الألبابِ، ويَعبدوا ربَّهم علَى عِلْمٍ ويقينٍ بمعناهَا، وقَبولٍ وانْقيادٍ لمقتضاهَا، معَ صدْقٍ وإخْلاصٍ في قولِهَا والعملِ بهَا، كلُّ ذلك على محبَّةٍ للهِ وبُغضٍ لِمَنْ ضَاهَاهُ فيمَا لا يستَحِقُّهُ سواهُ. وقدْ جعلتُ هذهِ القيودَ وأدلَّتَها فِي نظْمٍ مُخْتصَرٍ، بالمقصودِ لا يُخلُّ، ولَيْس هو بِطوِيلٍ فيُملُّ، فقلتُ مُستعينًا بمنْ لا يُخَيِّبُ منِ اسْتعانَ بِهِ:

(1) - مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام، حافظ بن أحمد الحكمي، تحقيق: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، ص: 14 - 15

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام