الصفحة 2 من 146

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله، صلى الله عليه و على آله و أصحابه و سلم تسليماً كثيرا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102 ) ) ، (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1 ) ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71 ) ) أما بعد:

فإنني أحمد الله سبحانه و تعالى، و أشكره، و أثني عليه بما منّ علينا من النعم الكثيرة الوفيرة الغزيرة و لا شك أن أعظم هذه النعم و أجلها و أكملها و أفضلها أن هدانا لهذا الدين، و جعلنا من أمة سيد المرسلين، و علمنا القرآن، و منّ علينا بالحكمة والبيان، و جعلنا من الأمة الوسط التي هي خيار الأمم و عدلها، كما قال تعالى: (( (( (( (( (((جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) فهذه النعمة هي أعظم النعم في هذه الدنيا؛ لأنه يترتب عليها نجاة العبد في الدنيا ونجاته في الآخرة و فوزه في الدنيا وفلاحه و سعادته في الدنيا والآخرة، ولذلك فإن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة يثنون على الله عز و جل و يقولون: الحمد لله رب العالمين و يذكرون هذه النعمة ألا و هي نعمة الهداية لدين الإسلام و يقولون: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، فنسأل الله كما هدانا للإسلام أن يثبتنا عليه، و أن يتوفانا عليه، و أن يبعثنا عليه، وأن يزيدنا هدى وتقى وثباتاً وعفافاً و كفافاً

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام