كَانَ أَوَّلُ مَا عَرَفْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيَّ أَنِّي رَأَيْتُهُ ، فَوَصَفَ لِي قَرِيبًا مِنْ رَحْبَةِ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُظْلَمُ ، فَنَهَى عَنْهُ ، فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ : " كَذَبْتُمْ ، وَاللَّهِ لَا تُظْلَمُ ذِمَّةُ اللَّهِ الْيَوْمَ وَأَنَا شَاهِدٌ " ، قَالَ : فَتَخَلَّصَهُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُهُ فِي مَنْزِلِهِ ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ : إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ السَّمْنَ ، وَلَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَلَا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ ، وَيَقُولُ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ بُرْنُسٍ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي ، فَقُلْتُ : هَذِهِ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا تَحَدَّثَنَا ، قُلْتُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ ، وَلَا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَتَقُولُ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : " أَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا آكُلُ اللَّحْمَ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَنَعُوا فِي الذَّبَائِحِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ فَإِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَمَرْنَا بِشَاةٍ ، فَاشْتُرِيَتْ لَنَا ، فَذَبَحْنَاهَا ، وَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا آكُلُ السَّمْنَ ، فَإِنِّي لَا آكُلُ مَا يَجِيءُ مِنْ هَهُنَا ، وَآكِلُ مَا يَجِيءُ مِنْ هَهُنَا ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَإِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ ، لَقَدْ كَادَتْ أَنْ تَغْلِبَنِي ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنِّي قُلْتُ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ "
أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : كَانَ أَوَّلُ مَا عَرَفْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيَّ أَنِّي رَأَيْتُهُ ، فَوَصَفَ لِي قَرِيبًا مِنْ رَحْبَةِ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُظْلَمُ ، فَنَهَى عَنْهُ ، فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ : كَذَبْتُمْ ، وَاللَّهِ لَا تُظْلَمُ ذِمَّةُ اللَّهِ الْيَوْمَ وَأَنَا شَاهِدٌ ، قَالَ : فَتَخَلَّصَهُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُهُ فِي مَنْزِلِهِ ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ : إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ السَّمْنَ ، وَلَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَلَا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ ، وَيَقُولُ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ بُرْنُسٍ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي ، فَقُلْتُ : هَذِهِ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا تَحَدَّثَنَا ، قُلْتُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ ، وَلَا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَتَقُولُ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : أَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا آكُلُ اللَّحْمَ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَنَعُوا فِي الذَّبَائِحِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ فَإِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَمَرْنَا بِشَاةٍ ، فَاشْتُرِيَتْ لَنَا ، فَذَبَحْنَاهَا ، وَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا آكُلُ السَّمْنَ ، فَإِنِّي لَا آكُلُ مَا يَجِيءُ مِنْ هَهُنَا ، وَآكِلُ مَا يَجِيءُ مِنْ هَهُنَا ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَإِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ ، لَقَدْ كَادَتْ أَنْ تَغْلِبَنِي ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنِّي قُلْتُ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ