• 965
  • أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ ، قَالَ هِشَامٌ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ الرَّجُلَ أَعْلَمَهُ ، وَنَدَبَ النَّاسَ مَعَهُ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ سَرَوَاتُ النَّاسِ وَخِيَارُهُمْ ، وَمَعَهُ عُمَرُ ، قَالَ : فَطَعَنَ النَّاسُ فِي تَأْمِيرِ أُسَامَةَ ، قَالَ : فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : " إِنَّ نَاسًا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ ، كَمَا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أَبَاهُ ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا " ، قَالَ : وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ : " أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ ، أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ " ، قَالَ : فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ الْجُرُفَ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ ، فَقَالَتْ : لَا تَعْجَلْ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَقِيلٌ ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَنِي وَأَنَا عَلَى غَيْرِ حَالِكُمْ هَذِهِ ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكْفُرَ الْعَرَبُ ، فَإِنْ كَفَرَتْ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُ ، وَإِنْ لَمْ تَكْفُرْ مَضَيْتُ ، فَإِنَّ مَعِي سَرَوَاتِ النَّاسِ وَخِيَارَهُمْ ، قَالَ : فَخَطَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَأَنْ تَخَطَّفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى آبِلٍ ، وَاسْتَأْذَنَ لِعُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ ، قَالَ : فَأَذِنَ أُسَامَةُ لِعُمَرَ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَجْزِرَ فِي الْقَوْمِ ، قَالَ هِشَامٌ : بِقَطْعِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ وَالْأَوْسَاطِ فِي الْقِتَالِ حَتَّى يُفْزِعَ الْقَوْمَ ، قَالَ : فَمَضَى حَتَّى أَغَارَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعْظِمُوا الْجِرَاحَةَ حَتَّى يُرْهِبُوهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ سَلِمُوا ، وَقَدْ غَنِمُوا ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : مَا كُنْتُ لِأَجِئَ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ غَيْرَ أُسَامَةَ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَهُوَ أَمِيرٌ . قَالَ : فَسَارُوا ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الشَّامِ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَسَتَرَهُمُ اللَّهُ بِهَا حَتَّى أَغَارُوا ، وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ . قَالَ : فَقُدِمَ بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هِرَقْلَ وَإِغَارَةِ أُسَامَةَ فِي نَاحِيَةِ أَرْضِهِ خَبَرًا وَاحِدًا ، فَقَالَتِ الرُّومُ : مَا بَالُ هَؤُلَاءِ بِمَوْتِ صَاحِبِهِمْ أَنْ أَغَارُوا عَلَى أَرْضَنَا . قَالَ عُرْوَةُ : فَمَا رُئِيَ جَيْشٌ كَانَ أَسْلَمَ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ

    قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ ، قَالَ هِشَامٌ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ الرَّجُلَ أَعْلَمَهُ ، وَنَدَبَ النَّاسَ مَعَهُ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ سَرَوَاتُ النَّاسِ وَخِيَارُهُمْ ، وَمَعَهُ عُمَرُ ، قَالَ : فَطَعَنَ النَّاسُ فِي تَأْمِيرِ أُسَامَةَ ، قَالَ : فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : إِنَّ نَاسًا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ ، كَمَا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أَبَاهُ ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا ، قَالَ : وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ : أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ ، أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ ، قَالَ : فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ الْجُرُفَ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ ، فَقَالَتْ : لَا تَعْجَلْ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَقِيلٌ ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَنِي وَأَنَا عَلَى غَيْرِ حَالِكُمْ هَذِهِ ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكْفُرَ الْعَرَبُ ، فَإِنْ كَفَرَتْ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُ ، وَإِنْ لَمْ تَكْفُرْ مَضَيْتُ ، فَإِنَّ مَعِي سَرَوَاتِ النَّاسِ وَخِيَارَهُمْ ، قَالَ : فَخَطَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَأَنْ تَخَطَّفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى آبِلٍ ، وَاسْتَأْذَنَ لِعُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ ، قَالَ : فَأَذِنَ أُسَامَةُ لِعُمَرَ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَجْزِرَ فِي الْقَوْمِ ، قَالَ هِشَامٌ : بِقَطْعِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ وَالْأَوْسَاطِ فِي الْقِتَالِ حَتَّى يُفْزِعَ الْقَوْمَ ، قَالَ : فَمَضَى حَتَّى أَغَارَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعْظِمُوا الْجِرَاحَةَ حَتَّى يُرْهِبُوهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ سَلِمُوا ، وَقَدْ غَنِمُوا ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : مَا كُنْتُ لِأَجِئَ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ غَيْرَ أُسَامَةَ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَهُوَ أَمِيرٌ . قَالَ : فَسَارُوا ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الشَّامِ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَسَتَرَهُمُ اللَّهُ بِهَا حَتَّى أَغَارُوا ، وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ . قَالَ : فَقُدِمَ بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هِرَقْلَ وَإِغَارَةِ أُسَامَةَ فِي نَاحِيَةِ أَرْضِهِ خَبَرًا وَاحِدًا ، فَقَالَتِ الرُّومُ : مَا بَالُ هَؤُلَاءِ بِمَوْتِ صَاحِبِهِمْ أَنْ أَغَارُوا عَلَى أَرْضَنَا . قَالَ عُرْوَةُ : فَمَا رُئِيَ جَيْشٌ كَانَ أَسْلَمَ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ . وَزَادَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ . قَالَ : وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ثَقُلَ ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقِيمَ فَأَقِمْ ، فَدَوَّمَ أُسَامَةُ بِالْجُرُفِ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : وَأَمَرَ أَنْ يُعْظَمَ فِيهِمُ الْجِرَاحُ يُجْزَلُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ جَزْلًا ، فَكَفَرَتِ الْعَرَبُ

    أمر: أمّره : جعله أميرًا
    يغير: الإغارة : النهب والوقوع على العدو بسرعة ، وقيل الغفلة
    سروات: سروات : أشراف
    لخليق: خليق : أهل وجدير ومستحق
    غنموا: غنم : من الغنيمة وهو ما يؤخذ من المحاربين في الحرب قهرا
    دنوا: الدنو : الاقتراب
    طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ ، كَمَا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أَبَاهُ ،
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات