عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْأَحْزَابُ بِمَا جَاؤُوا بِهِ مِنَ الْجُنُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ اللَّهُ الْجُنُودَ وَالرِّيحَ فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ وَبَقِيَ الْآخَرُونَ فِي حِصْنِهِمْ قَالَ : فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ السِّلَاحَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَسَانِدٌ إِلَى لَبَانِ الْفَرَسِ قَالَ : يَقُولُ جِبْرِيلُ مَا وَضَعْنَا السِّلَاحَ بَعْدُ وَإِنَّ الْغُبَارَ لَعَاصِبٌ عَلَى حَاجِبِهِ ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ فِي أَصْحَابِي جَهْدًا فَلَوْ أَنْظَرْتَهُمْ أَيَّامًا قَالَ : يَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : انْهَدْ إِلَيْهِمْ ، لَأُدْخِلَنَّ فَرَسِي هَذَا عَلَيْهِمْ فِي حُصُونِهِمْ ثُمَّ لَأُضَعْضِعَنَّهَا قَالَ : فَأَدْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى سَطَعَ الْغُبَارُ فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْلِسْ فَلْنُكْفِكَ قَالَ : " وَمَا ذَاكَ " قَالَ : سَمِعْتُهُمْ يَنَالُونَ مِنْكَ قَالَ : " قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا " . قَالَ : وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ : " يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ إِيَّايَ إِيَّايَ " قَالَ : فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ مَا عَهِدْنَاهُ فَحَّاشًا . قَالَ : وَقَدْ كَانَ رُمِيَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَرَقَأَ الْجَرْحُ وَأَجْلَبَ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَهُ حَتَّى يَشْفِيَ صَدْرَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ . قَالَ : فَأَخَذَهُمْ مِنَ الْغَمِّ فِي حِصْنِهِمْ مَا أَخَذَهُمْ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ . قَالَ : فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ . قَالَ حُمَيْدٌ : قَالَ بَعْضُهُمْ : وَتَكُونُ الدِّيَارُ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الْأَنْصَارِ . قَالَ : فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : إِخْوَتُنَا كُنَّا مَعَهُمْ ؛ فَقَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنْكُمْ . قَالَ : فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ وَحُكْمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ عَنْزٌ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَأَصَابَتِ الْجَرْحَ بِظِلْفِهَا ، فَمَا رَقَأَ حَتَّى مَاتَ . وَبَعَثَ صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِ الْجُبَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ "
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْأَحْزَابُ بِمَا جَاؤُوا بِهِ مِنَ الْجُنُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، بَعَثَ اللَّهُ الْجُنُودَ وَالرِّيحَ فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ وَبَقِيَ الْآخَرُونَ فِي حِصْنِهِمْ قَالَ : فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ السِّلَاحَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُتَسَانِدٌ إِلَى لَبَانِ الْفَرَسِ قَالَ : يَقُولُ جِبْرِيلُ مَا وَضَعْنَا السِّلَاحَ بَعْدُ وَإِنَّ الْغُبَارَ لَعَاصِبٌ عَلَى حَاجِبِهِ ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ فِي أَصْحَابِي جَهْدًا فَلَوْ أَنْظَرْتَهُمْ أَيَّامًا قَالَ : يَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : انْهَدْ إِلَيْهِمْ ، لَأُدْخِلَنَّ فَرَسِي هَذَا عَلَيْهِمْ فِي حُصُونِهِمْ ثُمَّ لَأُضَعْضِعَنَّهَا قَالَ : فَأَدْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى سَطَعَ الْغُبَارُ فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْلِسْ فَلْنُكْفِكَ قَالَ : وَمَا ذَاكَ قَالَ : سَمِعْتُهُمْ يَنَالُونَ مِنْكَ قَالَ : قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا . قَالَ : وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ إِيَّايَ إِيَّايَ قَالَ : فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ مَا عَهِدْنَاهُ فَحَّاشًا . قَالَ : وَقَدْ كَانَ رُمِيَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَرَقَأَ الْجَرْحُ وَأَجْلَبَ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَهُ حَتَّى يَشْفِيَ صَدْرَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ . قَالَ : فَأَخَذَهُمْ مِنَ الْغَمِّ فِي حِصْنِهِمْ مَا أَخَذَهُمْ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ . قَالَ : فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ . قَالَ حُمَيْدٌ : قَالَ بَعْضُهُمْ : وَتَكُونُ الدِّيَارُ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الْأَنْصَارِ . قَالَ : فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : إِخْوَتُنَا كُنَّا مَعَهُمْ ؛ فَقَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنْكُمْ . قَالَ : فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ وَحُكْمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ عَنْزٌ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَأَصَابَتِ الْجَرْحَ بِظِلْفِهَا ، فَمَا رَقَأَ حَتَّى مَاتَ . وَبَعَثَ صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِ الْجُبَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ يَعْنِي مِنْ هَذَا