• 373
  • عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : " اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ النَّاسَ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سِرْ إِذَا شِئْتَ ، وَانْزِلْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَحَارِبْ مَنْ شِئْتَ ، وَسَالِمْ مَنْ شِئْتَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغُمَادِ مِنْ ذِي يَمَنٍ تَبِعْنَاكَ ، مَا تَخَلَّفَ عَنْكَ مِنَّا أَحَدٌ ، قَالَ : وَقَالَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : ارْجِعُوا بِوُجُوهِكُمْ هَذِهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَيَّاتُ ، فَوَاللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى يَقْتُلُوا مِنْكُمْ مِثْلَهُمْ فَمَا خَيْرُكُمْ بَعْدَ هَذَا ؟ قَالَ : وَكَانُوا يَأْكُلُونَ يَوْمَئِذٍ تَمْرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ابْتَدِرُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَات وَالْأَرْضُ " قَالَ وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ فِي نَاحِيَةٍ بِيَدِهِ تَمْرٌ يَأْكُلُهُ ، فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَهْ " ، قَالَ : لَنْ تَعْجِزَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : لَا أَزِيدُ عَلَيْكُنَّ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ ثُمَّ قَالَ : هِيهْ حَبَسَتْنِي ، ثُمَّ قَذَفَ مَا فِي يَدِهِ وَقَامَ إِلَى سَيْفِهِ وَهُوَ مُعَلَّقٌ مَلْفُوفٌ بِخِرَقٍ ، فَأَخَذَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ وَنَزَلُوا عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلَ ، قَالَ : فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَصَارَ مِثْلَ الصَّفَا يَسْعَوْنَ عَلَيْهِ سَعْيًا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }} قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ لَمَّا نَزَلَتْ {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }} قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُّ جَمِعٍ يُهْزَمُ وَمَنْ يُغْلَبُ ؟ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَثَبَا وَهُوَ يَقُولُ : {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }} فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَهْزِمَهُمْ "

    أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ النَّاسَ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سِرْ إِذَا شِئْتَ ، وَانْزِلْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَحَارِبْ مَنْ شِئْتَ ، وَسَالِمْ مَنْ شِئْتَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغُمَادِ مِنْ ذِي يَمَنٍ تَبِعْنَاكَ ، مَا تَخَلَّفَ عَنْكَ مِنَّا أَحَدٌ ، قَالَ : وَقَالَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : ارْجِعُوا بِوُجُوهِكُمْ هَذِهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَيَّاتُ ، فَوَاللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى يَقْتُلُوا مِنْكُمْ مِثْلَهُمْ فَمَا خَيْرُكُمْ بَعْدَ هَذَا ؟ قَالَ : وَكَانُوا يَأْكُلُونَ يَوْمَئِذٍ تَمْرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ابْتَدِرُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَات وَالْأَرْضُ قَالَ وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ فِي نَاحِيَةٍ بِيَدِهِ تَمْرٌ يَأْكُلُهُ ، فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْ ، قَالَ : لَنْ تَعْجِزَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : لَا أَزِيدُ عَلَيْكُنَّ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ ثُمَّ قَالَ : هِيهْ حَبَسَتْنِي ، ثُمَّ قَذَفَ مَا فِي يَدِهِ وَقَامَ إِلَى سَيْفِهِ وَهُوَ مُعَلَّقٌ مَلْفُوفٌ بِخِرَقٍ ، فَأَخَذَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ وَنَزَلُوا عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلَ ، قَالَ : فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَصَارَ مِثْلَ الصَّفَا يَسْعَوْنَ عَلَيْهِ سَعْيًا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }} قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ لَمَّا نَزَلَتْ {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }} قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُّ جَمِعٍ يُهْزَمُ وَمَنْ يُغْلَبُ ؟ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَثَبَا وَهُوَ يَقُولُ : {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }} فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَهْزِمَهُمْ

    بخ بخ: بخ : كلمة تدل على الاستحسان
    مه: مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته
    هيه: هيه : معناها : طلب الاستزادة من الحديث
    كثيب: الكَثِيب : الرَّمْل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب
    " ابْتَدِرُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَات وَالْأَرْضُ " قَالَ وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات