عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : " {{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }} قَالَ : {{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ }} مِنْ أَحَدِ الْكِتَابَيْنِ , هُمَا كِتَابَانِ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنْ أَحَدِهِمَا {{ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }} , أَيْ : جُمْلَةُ الْكِتَابِ "
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }} قَالَ : {{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ }} مِنْ أَحَدِ الْكِتَابَيْنِ , هُمَا كِتَابَانِ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنْ أَحَدِهِمَا {{ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }} , أَيْ : جُمْلَةُ الْكِتَابِ قَالَ الشَّيْخُ : وَالْمَعْنَى فِي هَذَا أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَدْ كَتَبَ مَا يُصِيبُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْحِرْمَانِ وَالْمَوْتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ إِنْ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى أَوْ أَطَاعَهُ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ وَغَيْرِهَا , لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ , وَرَزَقَهُ كَثِيرًا , وَعَمَّرَهُ طَوِيلًا , وَكَتَبَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الْأَمْرَيْنِ , فَالْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ يَرْجِعُ إِلَى أَحَدِ الْكِتَابَيْنِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ