• 1756
  • أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَجَّهَ إِلَى سَعْدٍ أَنْ وَجِّهْ ، نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ إِلَى حُلْوَانَ الْعِرَاقِ لِيُغِيرَ عَلَى ضَوَاحِيهَا وَلِيَفْتَتِحَهَا ، قَالَ : فَوَجَّهَ سَعْدٌ نَضْلَةَ فِي أَرْبَعِمِائَةِ فَارِسٍ ، فَأَتَوْا حُلْوَانَ الْعِرَاقِ ، فَأَغَارُوا عَلَى ضَوَاحِيهَا فَفَتَحُوهَا ، فَأَصَابُوا غَنِيمَةً وَسَبْيًا ، وَكَانَ وَقْتَ الظُّهْرِ ، فَأَلْجَأَ نَضْلَةُ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ ، ثُمَّ قَامَ فَأَذَّنَ فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَسَمِعَ مُجِيبًا مِنَ الْجَبَلِ : " كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِذَا مُجِيبٌ يُجِيبُهُ : بِذَلِكَ شَهِدَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَلَمَّا قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِذَا مُجِيبٌ يُجِيبُهُ : نَبِيٌّ بُعِثَ وَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، قَالَ : طُوبَى لِمَنْ مَشَى إِلَيْهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، قَالَ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَجَابَ مُحَمَّدًا وَهُوَ الْبَقَاءُ لِأُمَّتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قُمْنَا ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أنَّا وَفْدُ اللَّهِ وَوَفْدُ نَبِيِّهِ وَوَفْدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَانْفَلَقَ عَنْ شَيْخٍ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مِنَ الصُّوفِ ، رَأْسُهُ كَرَأْسِ رَحَاءٍ ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا زُرَيْبُ بْنُ بَرثْمَلَا وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، أَسْكَنَنِي فِي هَذَا الْجَبَلِ ، وَدَعَا لِي بِطُولِ الْحَيَاةِ إِلَى حِينِ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيَنْزِلُ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَتَبَرَّأُ مِمَّا عَلَيْهِ النَّصَارَى ، أَمَا إِذْ فَاتَنِي لِقَاءُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنِّي السَّلَامَ ، وَقُولُوا : يَا عُمَرُ ، سَدِّدْ وَقَارِبْ ، فَقَدْ دَنَا الْأَمْرُ ، وَأَخْبِرُوهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ ، فَإِذَا ظَهَرَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَانْتَسَبُوا إِلَى غَيْرِ مَنَاسِبِهِمْ ، وَانْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِمْ ، وَلَمْ يَرْحَمْ كَبِيرُهُمْ صَغِيرَهُمْ ، وَلَمْ يُوَقِّرْ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ ، وَتُرِكَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ ، وَتُرِكَ الْمُنْكَرُ وَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ ، وَتَعَلَّمَ الْعُلَمَاءُ الْعِلْمَ لِيَجْلِبُوا إِلَيْهِمُ الدِّرْهَمَ وَالدِّينَارَ ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَالْوَلَدُ غَيْظًا ، وَطَوَّلُوا الْمَنَارَ ، وَفَضَّضُوا الْمَصَاحِفَ ، وَزَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ ، وَشَيَّدُوا الْبِنَاءَ ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا ، وَقَطَعُوا الْأَرْحَامَ ، وَبَاعُوا الْأَحْكَامَ ، وَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فَسَلَّمَ ، وَرَكِبَتِ الْفُرُوجُ السُّرُوجَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قِيَامُ السَّاعَةِ ، قَالَ : ثُمَّ غَابَ عَنَّا ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ خَبَرِ نَضْلَةَ ، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، سِرْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ ، فَسَارَ سَعْدٌ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ يُنَادِي بِالْأَذَانِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَلَا جَوَابَ "

    حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ ، : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ ، بِعَبَّادَانَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّاسِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَجَّهَ إِلَى سَعْدٍ أَنْ وَجِّهْ ، نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ إِلَى حُلْوَانَ الْعِرَاقِ لِيُغِيرَ عَلَى ضَوَاحِيهَا وَلِيَفْتَتِحَهَا ، قَالَ : فَوَجَّهَ سَعْدٌ نَضْلَةَ فِي أَرْبَعِمِائَةِ فَارِسٍ ، فَأَتَوْا حُلْوَانَ الْعِرَاقِ ، فَأَغَارُوا عَلَى ضَوَاحِيهَا فَفَتَحُوهَا ، فَأَصَابُوا غَنِيمَةً وَسَبْيًا ، وَكَانَ وَقْتَ الظُّهْرِ ، فَأَلْجَأَ نَضْلَةُ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ ، ثُمَّ قَامَ فَأَذَّنَ فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَسَمِعَ مُجِيبًا مِنَ الْجَبَلِ : كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِذَا مُجِيبٌ يُجِيبُهُ : بِذَلِكَ شَهِدَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَلَمَّا قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِذَا مُجِيبٌ يُجِيبُهُ : نَبِيٌّ بُعِثَ وَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، قَالَ : طُوبَى لِمَنْ مَشَى إِلَيْهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، قَالَ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَجَابَ مُحَمَّدًا وَهُوَ الْبَقَاءُ لِأُمَّتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قُمْنَا ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أنَّا وَفْدُ اللَّهِ وَوَفْدُ نَبِيِّهِ وَوَفْدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَانْفَلَقَ عَنْ شَيْخٍ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مِنَ الصُّوفِ ، رَأْسُهُ كَرَأْسِ رَحَاءٍ ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا زُرَيْبُ بْنُ بَرثْمَلَا وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، أَسْكَنَنِي فِي هَذَا الْجَبَلِ ، وَدَعَا لِي بِطُولِ الْحَيَاةِ إِلَى حِينِ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيَنْزِلُ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَتَبَرَّأُ مِمَّا عَلَيْهِ النَّصَارَى ، أَمَا إِذْ فَاتَنِي لِقَاءُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَقْرِئُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنِّي السَّلَامَ ، وَقُولُوا : يَا عُمَرُ ، سَدِّدْ وَقَارِبْ ، فَقَدْ دَنَا الْأَمْرُ ، وَأَخْبِرُوهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ ، فَإِذَا ظَهَرَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَانْتَسَبُوا إِلَى غَيْرِ مَنَاسِبِهِمْ ، وَانْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِمْ ، وَلَمْ يَرْحَمْ كَبِيرُهُمْ صَغِيرَهُمْ ، وَلَمْ يُوَقِّرْ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ ، وَتُرِكَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ ، وَتُرِكَ الْمُنْكَرُ وَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ ، وَتَعَلَّمَ الْعُلَمَاءُ الْعِلْمَ لِيَجْلِبُوا إِلَيْهِمُ الدِّرْهَمَ وَالدِّينَارَ ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَالْوَلَدُ غَيْظًا ، وَطَوَّلُوا الْمَنَارَ ، وَفَضَّضُوا الْمَصَاحِفَ ، وَزَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ ، وَشَيَّدُوا الْبِنَاءَ ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا ، وَقَطَعُوا الْأَرْحَامَ ، وَبَاعُوا الْأَحْكَامَ ، وَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فَسَلَّمَ ، وَرَكِبَتِ الْفُرُوجُ السُّرُوجَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قِيَامُ السَّاعَةِ ، قَالَ : ثُمَّ غَابَ عَنَّا ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ خَبَرِ نَضْلَةَ ، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، سِرْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ ، فَسَارَ سَعْدٌ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ يُنَادِي بِالْأَذَانِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَلَا جَوَابَ

    وسبيا: السبي : الأسرى من النساء والأطفال
    طوبى: طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
    وقارب: قارب : اقتصد وحاول الوصول إلى الكمال
    " كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : أَشْهَدُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات