ثَنَا سِجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ ، قَالَ : صَنَعَ عَبْدُ الْوَاحِدِ طَعَامًا وَجَمَعَ عَلَيْهِ نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِهِ وَكَانَ فِيهِمْ عُتْبَةُ قَالَ : فَأَكَلَ الْقَوْمُ غَيْرَ عُتْبَةَ فَإِنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رُءُوسِهِمْ يَخْدُمُهُمْ قَالَ : فَالْتَفَتَ بَعْضُهُمْ إِلَى عُتْبَةَ فَنَظَرَ إِلَى عَيْنَيْهِ وَالدُّمُوعُ تَنْحَدِرُ مِنْهَا فَسَكَتَ وَأَقْبَلَ عَلَى الطَّعَامِ ، فَلَمَّا فَرَغَ الْقَوْمُ مِنْ طَعَامِهِمْ تَفَرَّقُوا وَأَخْبَرَ الرَّجُلُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بِمَا رَأَى مِنْ عُتْبَةَ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ : بِأَبِي لِمَ بَكَيْتَ وَالْقَوْمُ يَطْعَمُونَ ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ مَوَائِدَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالْخَدَمُ قِيَامٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَشَهِقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، قَالَ سِجْفٌ : حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ : فَمَا رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ دَعَا إِنْسَانًا إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَا أَكَلَ طَعَامًا إِلَّا دُونَ شِبَعِهِ وَلَا يَشْرَبُ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ وَلَا افْتَرَّ ضَاحِكًا حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ ، قَالَ : وَأَمَّا عُتْبَةُ فَإِنَّهُ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ شِبَعِهِ ، وَلَا يَشْرَبَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ ، وَلَا يَنَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ نُبْهَةٍ قَالَ : فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : لَا تَنَمْ يَا عُتْبَةُ بِاللَّيْلِ وَنَمْ بِالنَّهَارِ فِي السَّاعَاتِ اللَّاتِي لَا تَحِلُّ فِيهَا الصَّلَاةُ فَهَذَا أَقَلُّ مِنْ نَبْهِكَ وَوَفَاءً لِنَذْرِكَ ، قَالَ : فَقَالَ : أَنَا إِذًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُرِيدُ أَنْ أَطْلُبَ الْحِيَلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي لَا أَنَامُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا إِلَّا وَأَنَا مَغْلُوبٌ قَالَ : فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ شِبْهَ الْوَالِهِ وَمَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ لَا يَنَامُ إِلَّا مَغْلُوبًا قَالَ : وَكَانَ يَلْبَسُ الشَّعْرَ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَلْقَاهُ عَنْهُ وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ الثِّيَابِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا سِجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ ، قَالَ : صَنَعَ عَبْدُ الْوَاحِدِ طَعَامًا وَجَمَعَ عَلَيْهِ نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِهِ وَكَانَ فِيهِمْ عُتْبَةُ قَالَ : فَأَكَلَ الْقَوْمُ غَيْرَ عُتْبَةَ فَإِنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رُءُوسِهِمْ يَخْدُمُهُمْ قَالَ : فَالْتَفَتَ بَعْضُهُمْ إِلَى عُتْبَةَ فَنَظَرَ إِلَى عَيْنَيْهِ وَالدُّمُوعُ تَنْحَدِرُ مِنْهَا فَسَكَتَ وَأَقْبَلَ عَلَى الطَّعَامِ ، فَلَمَّا فَرَغَ الْقَوْمُ مِنْ طَعَامِهِمْ تَفَرَّقُوا وَأَخْبَرَ الرَّجُلُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بِمَا رَأَى مِنْ عُتْبَةَ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ : بِأَبِي لِمَ بَكَيْتَ وَالْقَوْمُ يَطْعَمُونَ ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ مَوَائِدَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالْخَدَمُ قِيَامٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَشَهِقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، قَالَ سِجْفٌ : حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ : فَمَا رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ دَعَا إِنْسَانًا إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَا أَكَلَ طَعَامًا إِلَّا دُونَ شِبَعِهِ وَلَا يَشْرَبُ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ وَلَا افْتَرَّ ضَاحِكًا حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ ، قَالَ : وَأَمَّا عُتْبَةُ فَإِنَّهُ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ شِبَعِهِ ، وَلَا يَشْرَبَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ ، وَلَا يَنَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ نُبْهَةٍ قَالَ : فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : لَا تَنَمْ يَا عُتْبَةُ بِاللَّيْلِ وَنَمْ بِالنَّهَارِ فِي السَّاعَاتِ اللَّاتِي لَا تَحِلُّ فِيهَا الصَّلَاةُ فَهَذَا أَقَلُّ مِنْ نَبْهِكَ وَوَفَاءً لِنَذْرِكَ ، قَالَ : فَقَالَ : أَنَا إِذًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُرِيدُ أَنْ أَطْلُبَ الْحِيَلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي لَا أَنَامُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا إِلَّا وَأَنَا مَغْلُوبٌ قَالَ : فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ شِبْهَ الْوَالِهِ وَمَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ لَا يَنَامُ إِلَّا مَغْلُوبًا قَالَ : وَكَانَ يَلْبَسُ الشَّعْرَ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَلْقَاهُ عَنْهُ وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ الثِّيَابِ