• 421
  • اسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِحِمْصَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيُّ ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِمْصَ قَالَ : يَا أَهْلَ حِمْصَ ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَامِلَكُمْ ؟ فَشَكَوْهُ إِلَيْهِ - وَكَانَ يُقَالُ لِأَهْلِ حِمْصَ : الْكُوَيْفَةُ الصُّغْرَى لِشِكَايَتِهِمُ الْعُمَّالَ - قَالُوا : نَشْكُو أَرْبَعًا : لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا حَتَّى يَتَعَالَى النَّهَارُ ، قَالَ : أَعْظِمْ بِهَا ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : لَا يُجِيبُ أَحَدًا بِلَيْلٍ ، قَالَ : وَعَظِيمَةٌ ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : وَلَهُ يَوْمٌ فِي الشَّهْرِ لَا يَخْرُجُ فِيهِ إِلَيْنَا ، قَالَ : عَظِيمَةٌ ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : يَغْنَظُ الْغُنْظَةَ بَيْنَ الْأَيَّامِ - يَعْنِي تَأْخُذُهُ مَوْتَةٌ - قَالَ : فَجَمَعَ عُمَرُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُقْبَلْ رَأْيِي فِيهِ الْيَوْمَ ، مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا حَتَّى يَتَعَالَى النَّهَارُ ، قَالَ : " وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَكْرَهُ ذِكْرَهُ ، لَيْسَ لِأَهْلِي خَادِمٌ فَأَعْجِنُ عَجِينِي ثُمَّ أَجْلِسُ حَتَّى يَخْتَمِرَ ثُمَّ أَخْبِزُ خُبْزِي ، ثُمَّ أَتَوَضَّأُ ثُمَّ أَخْرَجُ إِلَيْهِمْ " فَقَالَ : مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : لَا يُجِيبُ أَحَدًا بِلَيْلٍ ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : " إِنْ كُنْتُ لَأَكْرَهُ ذِكْرَهُ ، إِنِّي جَعَلْتُ النَّهَارَ لَهُمْ وَجَعَلْتُ اللَّيْلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَمَا تَشْكُونَ ؟ " قَالُوا : إِنَّ لَهُ يَوْمًا فِي الشَّهْرِ لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا فِيهِ ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : " لَيْسَ لِي خَادِمٌ يَغْسِلُ ثِيَابِي ، وَلَا لِي ثِيَابٌ أُبَدِّلُهَا ، فَأَجْلِسُ حَتَّى تَجِفَّ ثُمَّ أَدْلُكُهَا ثُمَّ أَخْرَجُ إِلَيْهِمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ " قَالَ : مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : يَغْنَظُ الْغُنْظَةَ بَيْنَ الْأَيَّامِ ، قَالَ : مَا تَقُولُ : قَالَ : " شَهِدْتُ مَصْرَعَ خُبَيْبٍ الْأَنْصَارِيِّ بِمَكَّةَ وَقَدْ بَضَّعَتْ قُرَيْشٌ لَحْمَهُ ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَى جَذَعَةٍ فَقَالُوا : أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا مَكَانَكَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي فِي أَهْلِي وَوَلَدِي وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِيكَ بِشَوْكَةٍ ، ثُمَّ نَادَى : يَا مُحَمَّدُ فَمَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَتَرْكِي نُصْرَتَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، وَأَنَا مُشْرِكٌ لَا أُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَغْفِرُ لِي بِذَلِكَ الذَّنْبِ أَبَدًا ، قَالَ : فَتُصِيبُنِي تِلْكَ الْغِنْظَةُ " فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُفَيِّلْ فَرَاسَتِي ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَالَ : اسْتَعِنْ بِهَا عَلَى أَمْرِكَ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغْنَانَا عَنْ خِدْمَتِكَ ، فَقَالَ لَهَا : " فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ؟ نَدْفَعُهَا إِلَى مَنْ يَأْتِينَا بِهَا أَحْوَجَ مَا نَكُونُ إِلَيْهَا " قَالَتْ : نَعَمْ ، فَدَعَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَثِقُ بِهِ فَصَرَهَا صُرَرًا ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ بِهَذِهِ إِلَى أَرْمَلَةِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى يَتِيمِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى مِسْكِينِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى مُبْتَلَى آلِ فُلَانٍ ، فَبَقِيَتْ مِنْهَا ذَهَبِيَّةٌ فَقَالَ : " أَنْفِقِي هَذِهِ " ثُمَّ عَادَ إِلَى عَمَلِهِ ، فَقَالَتْ : أَلَا تَشْتَرِي لَنَا خَادِمًا ، مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْمَالُ ؟ قَالَ : " سَيَأْتِيكِ أَحْوَجَ مَا تَكُونِينَ "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَبْدِيُّ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، قَالَ : اسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِحِمْصَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيُّ ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِمْصَ قَالَ : يَا أَهْلَ حِمْصَ ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَامِلَكُمْ ؟ فَشَكَوْهُ إِلَيْهِ - وَكَانَ يُقَالُ لِأَهْلِ حِمْصَ : الْكُوَيْفَةُ الصُّغْرَى لِشِكَايَتِهِمُ الْعُمَّالَ - قَالُوا : نَشْكُو أَرْبَعًا : لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا حَتَّى يَتَعَالَى النَّهَارُ ، قَالَ : أَعْظِمْ بِهَا ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : لَا يُجِيبُ أَحَدًا بِلَيْلٍ ، قَالَ : وَعَظِيمَةٌ ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : وَلَهُ يَوْمٌ فِي الشَّهْرِ لَا يَخْرُجُ فِيهِ إِلَيْنَا ، قَالَ : عَظِيمَةٌ ، قَالَ : وَمَاذَا ؟ قَالُوا : يَغْنَظُ الْغُنْظَةَ بَيْنَ الْأَيَّامِ - يَعْنِي تَأْخُذُهُ مَوْتَةٌ - قَالَ : فَجَمَعَ عُمَرُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُقْبَلْ رَأْيِي فِيهِ الْيَوْمَ ، مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا حَتَّى يَتَعَالَى النَّهَارُ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَكْرَهُ ذِكْرَهُ ، لَيْسَ لِأَهْلِي خَادِمٌ فَأَعْجِنُ عَجِينِي ثُمَّ أَجْلِسُ حَتَّى يَخْتَمِرَ ثُمَّ أَخْبِزُ خُبْزِي ، ثُمَّ أَتَوَضَّأُ ثُمَّ أَخْرَجُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : لَا يُجِيبُ أَحَدًا بِلَيْلٍ ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كُنْتُ لَأَكْرَهُ ذِكْرَهُ ، إِنِّي جَعَلْتُ النَّهَارَ لَهُمْ وَجَعَلْتُ اللَّيْلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَمَا تَشْكُونَ ؟ قَالُوا : إِنَّ لَهُ يَوْمًا فِي الشَّهْرِ لَا يَخْرُجُ إِلَيْنَا فِيهِ ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : لَيْسَ لِي خَادِمٌ يَغْسِلُ ثِيَابِي ، وَلَا لِي ثِيَابٌ أُبَدِّلُهَا ، فَأَجْلِسُ حَتَّى تَجِفَّ ثُمَّ أَدْلُكُهَا ثُمَّ أَخْرَجُ إِلَيْهِمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ قَالَ : مَا تَشْكُونَ مِنْهُ ؟ قَالُوا : يَغْنَظُ الْغُنْظَةَ بَيْنَ الْأَيَّامِ ، قَالَ : مَا تَقُولُ : قَالَ : شَهِدْتُ مَصْرَعَ خُبَيْبٍ الْأَنْصَارِيِّ بِمَكَّةَ وَقَدْ بَضَّعَتْ قُرَيْشٌ لَحْمَهُ ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَى جَذَعَةٍ فَقَالُوا : أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا مَكَانَكَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي فِي أَهْلِي وَوَلَدِي وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شِيكَ بِشَوْكَةٍ ، ثُمَّ نَادَى : يَا مُحَمَّدُ فَمَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَتَرْكِي نُصْرَتَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، وَأَنَا مُشْرِكٌ لَا أُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَغْفِرُ لِي بِذَلِكَ الذَّنْبِ أَبَدًا ، قَالَ : فَتُصِيبُنِي تِلْكَ الْغِنْظَةُ فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُفَيِّلْ فَرَاسَتِي ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَالَ : اسْتَعِنْ بِهَا عَلَى أَمْرِكَ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغْنَانَا عَنْ خِدْمَتِكَ ، فَقَالَ لَهَا : فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ؟ نَدْفَعُهَا إِلَى مَنْ يَأْتِينَا بِهَا أَحْوَجَ مَا نَكُونُ إِلَيْهَا قَالَتْ : نَعَمْ ، فَدَعَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَثِقُ بِهِ فَصَرَهَا صُرَرًا ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ بِهَذِهِ إِلَى أَرْمَلَةِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى يَتِيمِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى مِسْكِينِ آلِ فُلَانٍ ، وَإِلَى مُبْتَلَى آلِ فُلَانٍ ، فَبَقِيَتْ مِنْهَا ذَهَبِيَّةٌ فَقَالَ : أَنْفِقِي هَذِهِ ثُمَّ عَادَ إِلَى عَمَلِهِ ، فَقَالَتْ : أَلَا تَشْتَرِي لَنَا خَادِمًا ، مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْمَالُ ؟ قَالَ : سَيَأْتِيكِ أَحْوَجَ مَا تَكُونِينَ كَذَا رَوَاهُ حَسَّانُ وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ مُرْسَلًا مَوْقُوفًا ، وَوَصَلَهُ مَرْفُوعًا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادَةَ ، وَمُوسَى الصَّغِيرُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ

    عاملكم: العامل : الوالي على بلدٍ ما لجمع خراجها أو زكواتها أو الصلاة بأهلها أو التأمير على جهاد عدوها
    شيك: شيك : دخل في جسمه شوكة
    مبتلى: المبتلى : المصاب بالعاهات والمصائب والأمراض وغيرها
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات