عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : " كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَمْرِ الشُّورَى ؛ لِأَنِّي كُنْتُ رَسُولَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّالِثَةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي دَارِ الْقَضَاءِ ، قَدْ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ مِنْ دُورِهَا ، فَالْمَسْجِدُ . . . يَنْظُرُونَ مَا كَانَ فِي صَبَاحِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَكَلَّمَهُ سَعْدٌ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ " . قَالَ : " إِنَّكَ يَا سَعْدُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ : ابْنُ عَمِّهِ خَلِيفَةٌ ، وَإِنَّكَ يَا مِسْوَرُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ : خَالُهُ خَلِيفَةٌ ، وَاللَّهِ لَأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ ، فَأَشَارَ إِلَى لَبَّتِهِ ، فَتُوضَعَ هَاهُنَا ، وَمَرَّ بِيَدِهِ إِلَى لَبَّتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا " . فَقَامَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، اشْهَدِ الصُّبْحَ ، وَالْبَسِ السَّيْفَ " . قَالَ : وَدَعَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَقَالَ : " اذْهَبْ إِلَى عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَائْتِنِي بِهِمَا " . قَالَ : وَكَانَ هَوَايَ فِي عَلِيٍّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِهِ ، فَقُلْتُ : بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ ؟ قَالَ : " بِأَيِّهِمَا شِئْتَ " . قَالَ : فَقُلْتُ : آتِيكَ بِهِمَا جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى ؟ قَالَ : " لَا بَلْ جَمِيعًا " . قَالَ عَبْدَانُ لِعَلِيٍّ : فَكَانَ هَوَايَ فِيهِ ، فَقُلْتُ : أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ خَالِي ، قَالَ : " أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ إِلَى عُثْمَانَ . قَالَ : " بِأَيِّنَا أَمَرَكَ أَنْ تَبْدَأَ " ؟ قُلْتُ : قَدْ سَأَلْتُهُ ، قَالَ : بِأَيِّهِمَا شِئْتَ ، فَبَدَأْتُ بِكَ . فَقَالَ : " جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى ؟ " . قَالَ : لَا ، بَلْ جَمِيعًا . قَالَ : فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ، وَقَالَ : " اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ " . قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدْتُهُ يُوتِرُ فِي بَيْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ عُثْمَانُ عَاقِدًا إِزَارَهُ فِي عُنُقِهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ، فَقُلْتُ : إِنَّ خَالِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ ، فَقَالَ : هَلْ أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، إِلَى عَلِيٍّ ، فَسَأَلْتُهُ بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ ، فَقَالَ : بِأَيِّهِمَا شِئْتَ ، وَقَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ ، وَهُوَ يَنْتَظِرُكَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ حَتَّى جِئْنَا عَلِيًّا ، ثُمَّ خَرَجْنَا ثَلَاثَتُنَا حَتَّى جِئْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي مَجْلِسِهِ . قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يَتَكَلَّفُ الْكَلَامَ وَلَا الْخُطَبَ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْتُهُ خَطَبَ قَبْلَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ : " إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ ، وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا ، هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ ؟ " قَالَ : " لَا ، وَلَكِنْ أُبَايِعُكَ عَلَى طَاقَتِي " . قَالَ : فَصَمَتَ شَيْئًا ثُمَّ تَكَلَّمَ مَا دُونَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ : إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى إِنْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ عَلَى طَاقَتِي . ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ : " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُبَايِعُكَ عَلَى إِنْ وَلَّيْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ " . قَالَهَا عُثْمَانُ فِي الثَّالِثَةِ : ثُمَّ كَانَتِ الثَّالِثَةُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : " اسْمَعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ " . قَالَ : " فَمَا تَرَى ، وَعَسَى أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ خَيْرًا " . قَالَ : " فَأُحِبُّ أَنْ تَقُومَا عَنِّي . قَالَ : مَا شِئْتُمَا أَوْ إِنْ شِئْتُمَا " . فَقَامَا عَنْهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَاعْتَمَّ وَلَبِسَ السَّيْفَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَعِدَ ، وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ يُبَايِعُ لِعَلِيٍّ لَمَّا رَأَيْتُ حِرْصَهُ عَلَى عَلِيٍّ . قَالَ : فَلَمَّا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ رَقَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ ، وَهُوَ حَجْرَةً مِنَ النَّاسِ مَا هُوَ بِقَرِيبٍ ، فَقَالَ : " ادْنُ " ، فَبَايَعَهُ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ خَالِي قَدْ كَانَ أَصَوَبَ رَأْيًا ، أُشْكِلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ ، فَأَعْطَاهُ أَحَدُهُمَا الْوُثْقَى ، وَأَبَى الْآخَرُ
أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ : أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّايِغُ ، قَالَ : نا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : نا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شُرَيْحٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَمْرِ الشُّورَى ؛ لِأَنِّي كُنْتُ رَسُولَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّالِثَةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي دَارِ الْقَضَاءِ ، قَدْ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ مِنْ دُورِهَا ، فَالْمَسْجِدُ . . . يَنْظُرُونَ مَا كَانَ فِي صَبَاحِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَكَلَّمَهُ سَعْدٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ . قَالَ : إِنَّكَ يَا سَعْدُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ : ابْنُ عَمِّهِ خَلِيفَةٌ ، وَإِنَّكَ يَا مِسْوَرُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ : خَالُهُ خَلِيفَةٌ ، وَاللَّهِ لَأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ ، فَأَشَارَ إِلَى لَبَّتِهِ ، فَتُوضَعَ هَاهُنَا ، وَمَرَّ بِيَدِهِ إِلَى لَبَّتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا . فَقَامَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، اشْهَدِ الصُّبْحَ ، وَالْبَسِ السَّيْفَ . قَالَ : وَدَعَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَائْتِنِي بِهِمَا . قَالَ : وَكَانَ هَوَايَ فِي عَلِيٍّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِهِ ، فَقُلْتُ : بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ ؟ قَالَ : بِأَيِّهِمَا شِئْتَ . قَالَ : فَقُلْتُ : آتِيكَ بِهِمَا جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى ؟ قَالَ : لَا بَلْ جَمِيعًا . قَالَ عَبْدَانُ لِعَلِيٍّ : فَكَانَ هَوَايَ فِيهِ ، فَقُلْتُ : أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ خَالِي ، قَالَ : أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ إِلَى عُثْمَانَ . قَالَ : بِأَيِّنَا أَمَرَكَ أَنْ تَبْدَأَ ؟ قُلْتُ : قَدْ سَأَلْتُهُ ، قَالَ : بِأَيِّهِمَا شِئْتَ ، فَبَدَأْتُ بِكَ . فَقَالَ : جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى ؟ . قَالَ : لَا ، بَلْ جَمِيعًا . قَالَ : فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ، وَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ . قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدْتُهُ يُوتِرُ فِي بَيْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ عُثْمَانُ عَاقِدًا إِزَارَهُ فِي عُنُقِهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ، فَقُلْتُ : إِنَّ خَالِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ ، فَقَالَ : هَلْ أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، إِلَى عَلِيٍّ ، فَسَأَلْتُهُ بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ ، فَقَالَ : بِأَيِّهِمَا شِئْتَ ، وَقَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ ، وَهُوَ يَنْتَظِرُكَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ حَتَّى جِئْنَا عَلِيًّا ، ثُمَّ خَرَجْنَا ثَلَاثَتُنَا حَتَّى جِئْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي مَجْلِسِهِ . قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يَتَكَلَّفُ الْكَلَامَ وَلَا الْخُطَبَ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْتُهُ خَطَبَ قَبْلَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ : إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ ، وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا ، هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ أُبَايِعُكَ عَلَى طَاقَتِي . قَالَ : فَصَمَتَ شَيْئًا ثُمَّ تَكَلَّمَ مَا دُونَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ : إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى إِنْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ عَلَى طَاقَتِي . ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُبَايِعُكَ عَلَى إِنْ وَلَّيْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ . قَالَهَا عُثْمَانُ فِي الثَّالِثَةِ : ثُمَّ كَانَتِ الثَّالِثَةُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اسْمَعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ . قَالَ : فَمَا تَرَى ، وَعَسَى أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ خَيْرًا . قَالَ : فَأُحِبُّ أَنْ تَقُومَا عَنِّي . قَالَ : مَا شِئْتُمَا أَوْ إِنْ شِئْتُمَا . فَقَامَا عَنْهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَاعْتَمَّ وَلَبِسَ السَّيْفَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَعِدَ ، وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ يُبَايِعُ لِعَلِيٍّ لَمَّا رَأَيْتُ حِرْصَهُ عَلَى عَلِيٍّ . قَالَ : فَلَمَّا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ رَقَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ ، وَهُوَ حَجْرَةً مِنَ النَّاسِ مَا هُوَ بِقَرِيبٍ ، فَقَالَ : ادْنُ ، فَبَايَعَهُ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ خَالِي قَدْ كَانَ أَصَوَبَ رَأْيًا ، أُشْكِلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ ، فَأَعْطَاهُ أَحَدُهُمَا الْوُثْقَى ، وَأَبَى الْآخَرُ