• 1594
  • قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالَ الْأَنْصَارِ ، وَنِسَاءَهُمْ قَدْ أَتْحَفُوكَ غَيْرِي ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلَّا بُنَيَّ هَذَا ، فَاقْبَلْهُ مِنِّي يَخْدِمُكَ مَا بَدَا لَكَ قَالَ : " فَخَدَمْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَشْرَ سِنِينَ ، فَلَمْ يَضْرِبُنِي ضَرْبَةً ، وَلَمْ يَسُبَّنِي ، وَلَمْ يَعْبَسْ فِي وَجْهِي " وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَوْصَانِي أَنْ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، اكْتُمْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا " فَمَا أَخْبَرْتُ بِسِرِّهِ أَحَدًا قَطُّ ، وَإِنَّ أُمِّي وَأَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَأَلُونِي فَمَا أَخْبَرْتُهُنَّ بِسِرِّهِ ، وَلَا أُخْبِرُ سِرَّهُ أَحَدًا أَبَدًا ثُمَّ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يَزِدْ فِي عُمُرِكَ ، وَيُحِبُّكَ حَافِظَاكَ " ثُمَّ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَبِيتَ إِلَّا عَلَى وَضُوءٍ فَافْعَلْ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ ، وَهُوَ عَلَى وَضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ " ثُمَّ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَا تَزَالَ تُصَلِّي فَافْعَلْ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَزَالُ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي " ثُمَّ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ وَالِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ الِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ هَلَكَةٌ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَفِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْفَرِيضَةِ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ ، وَفَرِّجْ بَيْنَ أَصَابِعَكَ ، وَارْفَعْ يَدَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَمَكِّنْ لِكُلِّ عُضْوٍ مَوْضِعَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِذَا سَجَدْتَ فَلَا تَنْقُرْ كَمَا يَنْقُرُ الدِّيكَ ، وَلَا تُقْعِ كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ ، وَلَا تَفْرِشْ ذِرَاعَيْكَ الْأَرْضَ افْتِرَاشَ السَّبُعِ ، وَافْرِشْ ظَهْرَ قَدَمَيْكَ بِالْأَرْضِ ، وَضَعْ إِلْيَتَيْكَ عَلَى عَقِبَيْكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي حِسَابِكَ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، بَالِغْ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ ، تَخْرُجْ مِنْ مُغْتَسَلِكَ لَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ ، وَلَا خَطِيئَةٌ " قُلْتُ : بِأَبِي ، وَأُمِّي ، مَا الْمُبَالَغَةُ فِي الْغُسْلِ ؟ قَالَ : " تُبِلُّ أُصُولَ الشَّعَرِ ، وَتُنَقِّي الْبَشَرَةَ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِنْ قَدِرْتَ أَنْ تَجْعَلَ مِنْ صَلَاتِكَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا فَافْعَلْ ، فَإِنَّهُ يَكْثُرُ خَيْرُ بَيْتِكَ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلَّمَ ، يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنْ أَهْلِكَ فَلَا يَقَعَنَّ بَصَرَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ ، تَرْجِعُ وَقَدْ زَيْدَ فِي حَسَنَاتِكَ " ثُمَّ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، إِنْ قَدِرْتَ أَنْ تُمْسِيَ ، وَتُصْبِحَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا أَنَسُ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنْ أَهْلِكَ فَلَا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا ظَنَنْتَ أَنَّ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيْكَ فَافْعَلْ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي ، فَقَدْ أَحَبَّنِي ، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ " ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا بُنَيَّ ، إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّاقِطُ الْبَصْرِيُّ قَالَ : نا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالَ الْأَنْصَارِ ، وَنِسَاءَهُمْ قَدْ أَتْحَفُوكَ غَيْرِي ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلَّا بُنَيَّ هَذَا ، فَاقْبَلْهُ مِنِّي يَخْدِمُكَ مَا بَدَا لَكَ قَالَ : فَخَدَمْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، عَشْرَ سِنِينَ ، فَلَمْ يَضْرِبُنِي ضَرْبَةً ، وَلَمْ يَسُبَّنِي ، وَلَمْ يَعْبَسْ فِي وَجْهِي وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَوْصَانِي أَنْ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، اكْتُمْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا فَمَا أَخْبَرْتُ بِسِرِّهِ أَحَدًا قَطُّ ، وَإِنَّ أُمِّي وَأَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، سَأَلُونِي فَمَا أَخْبَرْتُهُنَّ بِسِرِّهِ ، وَلَا أُخْبِرُ سِرَّهُ أَحَدًا أَبَدًا ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يَزِدْ فِي عُمُرِكَ ، وَيُحِبُّكَ حَافِظَاكَ ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَبِيتَ إِلَّا عَلَى وَضُوءٍ فَافْعَلْ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ ، وَهُوَ عَلَى وَضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَا تَزَالَ تُصَلِّي فَافْعَلْ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَزَالُ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ وَالِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ الِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ هَلَكَةٌ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَفِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْفَرِيضَةِ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ ، وَفَرِّجْ بَيْنَ أَصَابِعَكَ ، وَارْفَعْ يَدَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَمَكِّنْ لِكُلِّ عُضْوٍ مَوْضِعَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِذَا سَجَدْتَ فَلَا تَنْقُرْ كَمَا يَنْقُرُ الدِّيكَ ، وَلَا تُقْعِ كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ ، وَلَا تَفْرِشْ ذِرَاعَيْكَ الْأَرْضَ افْتِرَاشَ السَّبُعِ ، وَافْرِشْ ظَهْرَ قَدَمَيْكَ بِالْأَرْضِ ، وَضَعْ إِلْيَتَيْكَ عَلَى عَقِبَيْكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي حِسَابِكَ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، بَالِغْ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ ، تَخْرُجْ مِنْ مُغْتَسَلِكَ لَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ ، وَلَا خَطِيئَةٌ قُلْتُ : بِأَبِي ، وَأُمِّي ، مَا الْمُبَالَغَةُ فِي الْغُسْلِ ؟ قَالَ : تُبِلُّ أُصُولَ الشَّعَرِ ، وَتُنَقِّي الْبَشَرَةَ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِنْ قَدِرْتَ أَنْ تَجْعَلَ مِنْ صَلَاتِكَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا فَافْعَلْ ، فَإِنَّهُ يَكْثُرُ خَيْرُ بَيْتِكَ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلَّمَ ، يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنْ أَهْلِكَ فَلَا يَقَعَنَّ بَصَرَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ ، تَرْجِعُ وَقَدْ زَيْدَ فِي حَسَنَاتِكَ ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنْ قَدِرْتَ أَنْ تُمْسِيَ ، وَتُصْبِحَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَنَسُ ، إِذَا خَرَجْتَ مِنْ أَهْلِكَ فَلَا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا ظَنَنْتَ أَنَّ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيْكَ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي ، فَقَدْ أَحَبَّنِي ، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التَمَامِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، وَلَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى ، تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ عَبَّادٍ الْمِنْقَرِيِّ

    بدا: بدا : وضح وظهر
    قط: قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان
    أسبغ: إسباغ الوضوء : إتمامه وإكماله واستيعاب أعضائه بالغسل
    بد: بد : مفر ومحالة
    صلبه: الصلب : ظهر الإنسان
    تقع: الإقْعاء : أن يُلْصِقَ الرجُل ألْيَتَيه بالأرض، ويَنْصِب ساقَيه وفَخِذَيه، ويَضَع يديه على الأرض كما يُقْعِي الكلْب. وقيل : هو أن يضع ألْيَتَيه على عَقِبَيْه بين السجدتين. والقول الأوّل.
    عقبيك: العقب : عظم مؤخر القدم
    الجنابة: الجُنُب : الذي يجب عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المّنيّ، والجنَابة الاسْم، وهي في الأصل : البُعْد. وسُمّي الإنسان جُنُبا لأنه نُهِيَ أن يَقْرَب مواضع الصلاة ما لم يَتَطَهَّر. وقيل لمُجَانَبَتِه الناسَ حتى يَغْتَسل
    فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِي قَطُّ : هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ،
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات