عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ قِتَالِ أُحُدٍ أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَتْلَى , فَرَأَى مَنْظَرًا سَاءَهُ , فَرَأَى حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ , وَاصْطُلِمَ أَنْفُهُ , وَجُدِعَتْ أُذُنَاهُ , فَقَالَ : " لَوْلَا أَنْ تَجْزَعْنَ النِّسَاءُ وَتَكُونَ سُنَّةً بَعْدِي لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ , وَمَثَّلْتُ بِثَلَاثِينَ مِنْهُمْ مَكَانَهُ " ثُمَّ دَعَا بِبُرْدَةٍ فَغَطَّى بِهَا وَجْهَهُ فَخَرَجَتْ رِجْلَاهُ , فَغَطَّى بِهَا رِجْلَيْهِ فَخَرَجَ وَجْهُهُ , فَغَطَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ , وَجَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخِرِ , ثُمَّ قَدَّمَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ عَشْرًا , ثُمَّ جَعَلَ يُجَاءُ بِالرَّجُلِ فَيُوضَعُ إِلَى جَنْبِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ , ثُمَّ يُرْفَعُ وَيُجَاءُ بِآخَرَ فَيُوضَعُ وَحَمْزَةُ مَكَانَهُ , حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ صَلَاةً , وَكَانَ الْقَتْلَى يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ , فَلَمَّا دَفَنَهُمْ وَفَرَغَ مِنْهُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ , وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ }} قَالَ : فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُعَاقِبْ وَلَمْ يَقْتُلْ
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحَجِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ قِتَالِ أُحُدٍ أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى الْقَتْلَى , فَرَأَى مَنْظَرًا سَاءَهُ , فَرَأَى حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ , وَاصْطُلِمَ أَنْفُهُ , وَجُدِعَتْ أُذُنَاهُ , فَقَالَ : لَوْلَا أَنْ تَجْزَعْنَ النِّسَاءُ وَتَكُونَ سُنَّةً بَعْدِي لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ , وَمَثَّلْتُ بِثَلَاثِينَ مِنْهُمْ مَكَانَهُ ثُمَّ دَعَا بِبُرْدَةٍ فَغَطَّى بِهَا وَجْهَهُ فَخَرَجَتْ رِجْلَاهُ , فَغَطَّى بِهَا رِجْلَيْهِ فَخَرَجَ وَجْهُهُ , فَغَطَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَجْهَهُ , وَجَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخِرِ , ثُمَّ قَدَّمَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ عَشْرًا , ثُمَّ جَعَلَ يُجَاءُ بِالرَّجُلِ فَيُوضَعُ إِلَى جَنْبِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ , ثُمَّ يُرْفَعُ وَيُجَاءُ بِآخَرَ فَيُوضَعُ وَحَمْزَةُ مَكَانَهُ , حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ صَلَاةً , وَكَانَ الْقَتْلَى يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ , فَلَمَّا دَفَنَهُمْ وَفَرَغَ مِنْهُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ , وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ }} قَالَ : فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَمْ يُعَاقِبْ وَلَمْ يَقْتُلْ