سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ : " لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَظَهَرَ أَمْرُهُ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ , فَلَمَّا كُنْتُ بِبُصْرَى أَتَانَا جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى فَقَالُوا : أَمِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالُوا : أَتَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَنَبَّأَ قِبَلَكُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ , وَفِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ فَقَالُوا : انْظُرْ , هَلْ تَرَى صُورَةَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَقُلْتُ : لَا أَرَى صُورَتَهُ , فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْرِ , فَقَالُوا : هَلْ تَرَى صُورَتَهُ ؟ فَرَأَيْتُ , فَقُلْتُ : لَا أُخْبِرُكُمْ حَتَّى تُخْبِرُونِي , فَإِذَا أَنَا بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُورَتِهِ , وَصِفَةِ أَبِي بَكْرِ وَصُورَتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِعَقِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : هَلْ تَرَى صُورَتَهُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ , قُلْتُ : لَا أُخْبِرُكُمْ حَتَّى أَعْرِفَ مَا تَقُولُونَ , قَالُوا : أَهُوَ هَذَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالُوا : أَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي قَدْ أَخَذَ بِعَقِبِهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا صَاحِبُكَ وَأَنَّ هَذَا الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجُبَيْرِيُّ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهَا , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَظَهَرَ أَمْرُهُ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ , فَلَمَّا كُنْتُ بِبُصْرَى أَتَانَا جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى فَقَالُوا : أَمِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالُوا : أَتَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَنَبَّأَ قِبَلَكُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ , وَفِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ فَقَالُوا : انْظُرْ , هَلْ تَرَى صُورَةَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَقُلْتُ : لَا أَرَى صُورَتَهُ , فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْرِ , فَقَالُوا : هَلْ تَرَى صُورَتَهُ ؟ فَرَأَيْتُ , فَقُلْتُ : لَا أُخْبِرُكُمْ حَتَّى تُخْبِرُونِي , فَإِذَا أَنَا بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَصُورَتِهِ , وَصِفَةِ أَبِي بَكْرِ وَصُورَتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِعَقِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالُوا : هَلْ تَرَى صُورَتَهُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ , قُلْتُ : لَا أُخْبِرُكُمْ حَتَّى أَعْرِفَ مَا تَقُولُونَ , قَالُوا : أَهُوَ هَذَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالُوا : أَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي قَدْ أَخَذَ بِعَقِبِهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا صَاحِبُكَ وَأَنَّ هَذَا الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَقَدْ ذَكَرْتُ قِصَّةَ هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّومِ , وَمُسَاءَلَتِهِ لِأَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ , عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَعَلِمَ أَنَّهُ حَقٌّ , وَقِصَّةَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , إِلَى قَيْصَرَ صَاحِبِ الرُّومِ , ثُمَّ أُحْضِرَ لَهُ أُسْقُفُّ مِنْ عُظَمَاءِ النَّصَارَى , فَلَمَّا وَصَفَهُ دِحْيَةُ : آمَنَ بِهِ الْقِسُّ , وَعَلِمَ أَنَّهُ النَّبِيُّ , الَّذِي يَجِدُونَهُ فِي الْإِنْجِيلِ , فَقَتَلَتْهُ النَّصَارَى , وَعَلِمَ قَيْصَرُ أَنَّهُ النَّبِيُّ فَجَشَعَتْ نَفْسُهُ مِنَ الْقَتْلِ , فَقَالَ لِدِحْيَةَ : أَبْلِغْ صَاحِبَكَ أَنَّهُ نَبِيٌّ , وَلَكِنْ لَا أَتْرُكُ مُلْكِي وَقَدْ ذَكَرْتُ قِصَّةَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ , رَحِمَهُ اللَّهُ وَخِدْمَتَهُ لِلرُّهْبَانِ , وَقِصَّةَ الرَّاهِبِ الَّذِي عَرَّفَهُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , أَنَّهُ يُبْعَثُ مِنْ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَتْبَعَهُ , فَكَانَ كَذَلِكَ ثُمَّ أَسْلَمَ سَلْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ ذَكَرْتُ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي فَضَائِلِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَقَدْ ذَكَرْتُ تَصْدِيقَ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ , وَإِخْبَارَهُمْ لِأَوْلِيَائِهِمْ مِنَ الْإِنْسِ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَآمَنَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ , وَهَجَرُوا الْأَصْنَامَ , وَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ