عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }} الْآيَةَ جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي هَاشِمٍ , فَأَجْلَسَهُمْ عَلَى الْبَابِ , وَجَمَعَ نِسَاءَهُ وَأَهْلَهُ , فَأَجْلَسَهُمْ فِي الْبَيْتِ , ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ : يَا بَنِي هَاشِمٍ , اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , لَا يَغُرَّنَّكُمْ قَرَابَتُكُمْ مِنِّي , فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ , وَيَا حَفْصَةُ بِنْتَ عُمَرَ , وَيَا أُمَّ سَلَمَةَ , وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ , يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ يَا عَمَّةَ النَّبِيِّ : اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَاسْعَوْا فِي فِكَاكِ رِقَابِكُمْ , فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا , فَبَكَتْ عَائِشَةُ , ثُمَّ قَالَتْ : أَيْ حِبِّي , وَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ يَوْمَ لَا تُغْنِي عَنِّي شَيْئًا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ , فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }} فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا , وَعِنْدَ النُّورِ : مَنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَتَمَّ نُورَهُ , وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ فِي الظُّلْمَةِ يَعْمَهُ فِيهَا , فَلَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا , وَعِنْدَ الصِّرَاطِ , مَنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَلَّمَهُ وَأَنْجَاهُ , وَمَنْ شَاءَ كَبْكَبَهُ فِي النَّارِ " قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَيْ حِبِّي , قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْمَوَازِينَ هِيَ الْكِفَّتَانِ يُوضَعُ فِي هَذَا الشَّيْءَ , وَفَى هَذَا الشَّيْءَ فَتَرْجَحُ إِحْدَاهُمَا , وَتَخِفُّ إِحْدَاهُمَا , وَقَدْ عَلِمْنَا النُّورَ وَالظُّلْمَةَ , فَمَا الصِّرَاطُ ؟ قَالَ : " طَرِيقٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , يُجَازُ النَّاسُ عَلَيْهَا , وَهَىَ مِثْلُ حَدِّ الْمُوسَى , وَالْمَلَائِكَةُ صَافُّونَ يَمِينًا وَشِمَالًا يَتَخَطَّفُونَهُمْ بِالْكَلَالِيبِ , مِثْلَ شَوْكِ السَّعْدَانِ , وَهُمْ يَقُولُونَ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ , وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ , فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ سَلَّمَهُ , وَمَنْ شَاءَ كَبْكَبَهُ فِيهَا "
وَأَنْبَأَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {{ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }} الْآيَةَ جَمَعَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَنِي هَاشِمٍ , فَأَجْلَسَهُمْ عَلَى الْبَابِ , وَجَمَعَ نِسَاءَهُ وَأَهْلَهُ , فَأَجْلَسَهُمْ فِي الْبَيْتِ , ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ : يَا بَنِي هَاشِمٍ , اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , لَا يَغُرَّنَّكُمْ قَرَابَتُكُمْ مِنِّي , فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ , وَيَا حَفْصَةُ بِنْتَ عُمَرَ , وَيَا أُمَّ سَلَمَةَ , وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ , يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ يَا عَمَّةَ النَّبِيِّ : اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَاسْعَوْا فِي فِكَاكِ رِقَابِكُمْ , فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا , فَبَكَتْ عَائِشَةُ , ثُمَّ قَالَتْ : أَيْ حِبِّي , وَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ يَوْمَ لَا تُغْنِي عَنِّي شَيْئًا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ , فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }} فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا , وَعِنْدَ النُّورِ : مَنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَتَمَّ نُورَهُ , وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ فِي الظُّلْمَةِ يَعْمَهُ فِيهَا , فَلَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا , وَعِنْدَ الصِّرَاطِ , مَنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَلَّمَهُ وَأَنْجَاهُ , وَمَنْ شَاءَ كَبْكَبَهُ فِي النَّارِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَيْ حِبِّي , قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْمَوَازِينَ هِيَ الْكِفَّتَانِ يُوضَعُ فِي هَذَا الشَّيْءَ , وَفَى هَذَا الشَّيْءَ فَتَرْجَحُ إِحْدَاهُمَا , وَتَخِفُّ إِحْدَاهُمَا , وَقَدْ عَلِمْنَا النُّورَ وَالظُّلْمَةَ , فَمَا الصِّرَاطُ ؟ قَالَ : طَرِيقٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , يُجَازُ النَّاسُ عَلَيْهَا , وَهَىَ مِثْلُ حَدِّ الْمُوسَى , وَالْمَلَائِكَةُ صَافُّونَ يَمِينًا وَشِمَالًا يَتَخَطَّفُونَهُمْ بِالْكَلَالِيبِ , مِثْلَ شَوْكِ السَّعْدَانِ , وَهُمْ يَقُولُونَ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ , وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ , فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ سَلَّمَهُ , وَمَنْ شَاءَ كَبْكَبَهُ فِيهَا