عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : طَلَبَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ ، إِلَى بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنْ يَنْحِلَنِيَ ، نَحْلًا مِنْ مَالِهِ ، وَإِنَّهُ أَبَى عَلَيْهَا ، ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ حَوْلٍ ، أَوْ حَوْلَيْنِ ، أَنْ يَنْحَلَنِيهِ ، فَقَالَ لَهَا : الَّذِي سَأَلْتِ لِابْنِي كُنْتُ مَنَعْتُكِ ، وَقَدْ بَدَا لِي ، أَنْ أَنْحَلَهُ إِيَّاهُ ، قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ ، لَا أَرْضَى ، حَتَّى تَأْخُذَ بِيَدِهِ ، فَتَنْطَلِقَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتُشْهِدَهُ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ لَكَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرَهُ ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَهَلْ آتَيْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي آتَيْتَ هَذَا ؟ " ، قَالَ : لَا ، قَالَ : " فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا ، هَذَا جَوْرٌ أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ ، فِي النَّحْلِ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ ، وَاللُّطْفِ "
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : طَلَبَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ ، إِلَى بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنْ يَنْحِلَنِيَ ، نَحْلًا مِنْ مَالِهِ ، وَإِنَّهُ أَبَى عَلَيْهَا ، ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ حَوْلٍ ، أَوْ حَوْلَيْنِ ، أَنْ يَنْحَلَنِيهِ ، فَقَالَ لَهَا : الَّذِي سَأَلْتِ لِابْنِي كُنْتُ مَنَعْتُكِ ، وَقَدْ بَدَا لِي ، أَنْ أَنْحَلَهُ إِيَّاهُ ، قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ ، لَا أَرْضَى ، حَتَّى تَأْخُذَ بِيَدِهِ ، فَتَنْطَلِقَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَتُشْهِدَهُ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَلْ لَكَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرَهُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ آتَيْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي آتَيْتَ هَذَا ؟ ، قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا ، هَذَا جَوْرٌ أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ ، فِي النَّحْلِ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ ، وَاللُّطْفِ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَوْلُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي ، أَرَادَ بِهِ الْإِعْلَامَ ، بِنَفْيِ جَوَازِ اسْتِعْمَالِ الْفِعْلِ ، الْمَأْمُورِ بِهِ لَوْ فَعَلَهُ ، فَزَجَرَ عَنِ الشَّيْءِ ، بِلَفْظِ الْأَمْرِ بِضِدِّهِ ، كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ : اشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلَاءَ ، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ