فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو صَلِّ وَنَمْ ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَأَطِعْ عَمْرًا
نا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فِي حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَمَرَّ بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ ، وَسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى فَرَغُوا ، رَفَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو صَوْتَهُ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ فَقَالُوا : بَلَى قَالَ : هُوَ هَذَا الْمُقْعِيُّ ، وَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي بِكَلِمَةٍ مُنْذُ لَيَالِي صِفِّينَ ، وَلَأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَلَا تَعْتَذِرُ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْهِ ، فَغَدَوْتُ مَعَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، إِنَّهُ لَمَّا مَرَرْتَ بِنَا أَمْسِ أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ لَهُ حُسَيْنٌ : أَعَلِمْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قَاتَلْتَنِي وَأَبِي يَوْمَ صِفِّينَ فَوَاللَّهِ لَأَبِي كَانَ خَيْرًا مِنِّي قَالَ : أَجَلْ وَلَكِنْ عَمْرٌو شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو صَلِّ وَنَمْ ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَأَطِعْ عَمْرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ أَقْسَمَ عَلَيَّ فَخَرَجْتُ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَكْثَرْتُ لَهُمْ سَوَادًا ، وَلَا اخْتَرَطْتُ مَعَهُ سَيْفًا ، وَلَا طعَنْتُ بِرُمْحٍ ، وَلَا رَمَيْتُ مِنْهُمْ بِسَهْمٍ قَالَ : كَأَنَّكَ