• 2401
  • سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : " مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ " قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، مَا أَخْرَجَكَ ؟ " قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، قَالَ : فَقَعَدَ عُمَرُ وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : " هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ فَتَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذِهِ النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا ؟ " قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : " مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي هَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ " قَالَ : فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ تَسْمَعُ الْكَلَامَ ، تُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السَّلَامِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ هَيْثَمٍ تَسْعَى خَلْفَنَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلَامِكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : " أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَا أَرَاهُ ؟ " قَالَتْ : هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَرِيبٌ ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ ، ادْخُلُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ ، وَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَفَرِحَ بِهِمْ ، وَقَرَّتْ عَيْنَاهُ بِهِمْ ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ أَعْذَاقًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَسْبُكَ أَبَا الْهَيْثَمِ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ رُطَبِهِ ، وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ " فَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ " فَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ وَتَخْبِزُ لَهُمْ ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُءُوسَهُمْ لِلْقَائِلِةِ ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا ، وَحَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الْأَعْذَاقِ فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ "

    وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، مَا أَخْرَجَكَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، قَالَ : فَقَعَدَ عُمَرُ وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ فَتَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذِهِ النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي هَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ تَسْمَعُ الْكَلَامَ ، تُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ السَّلَامِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ هَيْثَمٍ تَسْعَى خَلْفَنَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلَامِكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَا أَرَاهُ ؟ قَالَتْ : هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَرِيبٌ ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ ، ادْخُلُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ ، وَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَفَرِحَ بِهِمْ ، وَقَرَّتْ عَيْنَاهُ بِهِمْ ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ أَعْذَاقًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : حَسْبُكَ أَبَا الْهَيْثَمِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ رُطَبِهِ ، وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ فَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ فَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ وَتَخْبِزُ لَهُمْ ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُءُوسَهُمْ لِلْقَائِلِةِ ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا ، وَحَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الْأَعْذَاقِ فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِأَحَادِيثَ صَالِحَةِ الْإِسْنَادِ

    يستعذب: العذب : الماء الطيب الذي لا ملوحة فيه
    بساطا: البساط : نوع من الفرش ينسج من الصوف ونحوه
    وقرت: القرة : برود العين وهدوؤها ويعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان
    بسره: البسر : تمر النخل قبل أن يُرْطِبَ
    " مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ " قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات