سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا "
وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ دِينَارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِثْلَهُ . فَفِي هَذِهِ الْآثَارِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ ، وَفِيهَا مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُ عَادَةً مِنْ عَادَاتِهِ ؛ لِأَنَّ فِي هَذِهِ الْآثَارَ : أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ ، وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّهُ أَتَاهُ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ عَلَى الْإِتْيَانِ مَرَّةً وَاحِدَةً . فَقَالَ قَائِلٌ : فَقَدْ رَوَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ مَا قَدْ تَقَدَّمَتْ رِوَايَتُكُمْ إِيَّاهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ ، فَرَأَى أُنَاسًا يَذْهَبُونَ مَذْهَبًا ، فَقَالَ : أَيْنَ يَذْهَبُ هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا : يَأْتُونَ مَسْجِدًا صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ ذَلِكَ , يَتَّبِعُونَ آثَارَ أَنْبِيَائِهِمْ ، فَاتَّخَذُوهَا كَنَائِسَ وَبِيَعًا ، مَنْ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا ، وَإِلَّا فَلَا يَتَعَمَّدْ لَهَا . قَالَ : وَفِيمَا رَوَيْتُمْ مِنْ قَصْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِتْيَانَ مَسْجِدِ قُبَاءَ مَا دَلَّ عَلَى حَضِّهِ أَصْحَابَهُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ مِنْ إِتْيَانِهِمْ إِيَّاهُ ، بَلْ قَدْ رُوِيَ مِنْ إِتْيَانِهِمْ إِيَّاهُ ، وَلُزُومِهِمْ لَهُ ، وَصَلَاتِهِمْ فِيهِ