عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَبِيعُ تَالِدًا إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَالِفًا "
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ وَهُو الْعَلَّافُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ شُرَيْحٍ ، هَكَذَا هُوَ فِي كِتَابِنَا ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ سُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ الْجَعْدِ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَبِيعُ تَالِدًا إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَالِفًا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَتَأَمَّلْنَا هَذَا الْحَدِيثَ ، فَوَجَدْنَا التَّالِدَ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ الْقَدِيمُ ، فَكَانَ مَعْنَاهُ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى مَنْ مَتَّعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ طَالَ مُكْثُهُ عِنْدَهُ ، صَارَ بِذَلِكَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ ، فَكَانَ بِبَيْعِهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ مُسْتَبْدِلًا مَا هُوَ ضِدٌّ لِذَلِكَ ، فَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ عُقُوبَةً لَهُ ، مُتْلِفًا لِمَا اسْتَبْدَلَهُ بِهِ ، وَكَانَ مَعْنَى تَالِفًا ، أَيْ : مُتْلِفًا ، كَمَا يَقُولُونَ : هَالِكٌ ، بِمَعْنَى : مُهْلِكٌ قَالَ الْعَجَّاجُ : وَمَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَّجَا بِمَعْنَى : مُهْلِكٍ مَنْ تَعَرَّجَا وَمِثْلُ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ : مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا ، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهُ فِي مِثْلِهِ ، وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ ، أَوْ مِنْ ثَمَنِهِ فِي مِثْلِهِ ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ