سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ , وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى : بِسُورَةِ مَرْيَمَ , وَفِي الثَّانِيَةِ بِ : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ , فَكَانَ رَجُلٌ عِنْدَنَا لَهُ مِكْيَالِانِ , يَأْخُذُ بِأَحَدِهِمَا , وَيُعْطِي بِالْآخَرِ , فَقُلْتُ : " وَيْلٌ لِفُلَانٍ "
وَكَمَا حَدَّثَنَا الْمُزَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخَيْبَرَ , وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى : بِسُورَةِ مَرْيَمَ , وَفِي الثَّانِيَةِ بِ : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ , فَكَانَ رَجُلٌ عِنْدَنَا لَهُ مِكْيَالِانِ , يَأْخُذُ بِأَحَدِهِمَا , وَيُعْطِي بِالْآخَرِ , فَقُلْتُ : وَيْلٌ لِفُلَانٍ فَكَانَ مَا رُوِّينَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ هَذَا يُخَالِفُ مَا رُوِّينَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ ؛ لِأَنَّ الَّذِي رُوِّينَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ إِخْبَارُهُ بِتَرْكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ السُّجُودَ فِي الْمُفَصَّلِ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَفِي هَذَا سُجُودُهُ فِيهِ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ هَذَا عِنْدَنَا أَوْلَى ؛ لِأَنَّ إِثْبَاتَ الْأَشْيَاءِ أَوْلَى مِنْ نَفْيِهَا , وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِّينَاهُ عَنْهُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَعَلَهُ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ مَنْ ذَكَرَ أَنَّهُ فَعَلَهُ بَعْدَ أَنْ قَدِمَهَا أَوْلَى . فَقَالَ قَائِلٌ : فَقَدْ شَدَّ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ مَا قَدْ رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِيهِ .