عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آتٍ وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي ، فَبِمَ آمُرُهُمْ ؟ ، قَالَ : " مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ ، وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِمْ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَعَمَّ أَنْهَاهُمْ ؟ قَالَ : " انْهَهُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ , وَإِضَاعَةِ الْمَالِ " ، يَعْنِي بِالْمَالِ الْحَيَوَانَ أَنْ لَا يُضَيَّعَ وَيُحْسِنَ إلَيْهِمْ ، هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ : " وَانْهَهُمْ عَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ "
فَوَجَدْنَا أَبَا أُمَيَّةَ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا فَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ السُّحَيْمِيُّ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهُوَ فَخِذٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، وَهُمْ مِنْ رَهْطِ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي ، لِأَنَّ أَبَا يُوسُفَ مِنْ بَجِيلَةَ حَلِيفَ الْأَنْصَارِ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ وَلَدُوهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْرُوقٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ آتٍ وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي ، فَبِمَ آمُرُهُمْ ؟ ، قَالَ : مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ ، وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِمْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَعَمَّ أَنْهَاهُمْ ؟ قَالَ : انْهَهُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ , وَإِضَاعَةِ الْمَالِ ، يَعْنِي بِالْمَالِ الْحَيَوَانَ أَنْ لَا يُضَيَّعَ وَيُحْسِنَ إلَيْهِمْ ، هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ : وَانْهَهُمْ عَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ , وَإِنْ كَانَ مَدَارُهُ عَلَى السَّرِيِّ بْنِ إسْمَاعِيلَ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ مَنْ تَكَلَّمَ ، فَإِنَّهُ شَيْخٌ قَدِيمٌ ، قَدْ رَوَى عَنْهُ الْجُلَّةُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمِنْ غَيْرِهِمْ , وَلَيْسَ بِمَتْرُوكِ الْحَدِيثِ . فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهْيُهُ عَنْ إضَاعَةِ الْمَالِ ، وَتَأْوِيلُ إضَاعَةُ الْمَالِ عَلَى الْحَيَوَانِ أَنْ لَا يُضَيَّعَ , وَأَنْ يُحْسِنَ إلَيْهِمْ , وَكَانَ هَذَا التَّأْوِيلُ حَسَنًا ; لِأَنَّ الْقِيَامَ بِهِمْ فِيمَا لَا تَقُومُ أَنْفُسُهُمْ إِلَّا بِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكِسْوَةِ أَعْنِي فِي بَنِي آدَمَ وَمِنَ الْعَلُوفَاتِ فِي سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ وَاجِبٌ عَلَى مَالِكِيهِمْ لَهُمْ ، وَكَانَ مَالِكُوهُمْ إنْ قَصَّرُوا عَنْ ذَلِكَ آثِمِينَ , وَبِهِ مَأْخُوذِينَ . وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ مَا قَدْ رُوِيَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيمَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ لِلنَّاسِ بِمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ، مَعَ وَصِيَّتِهِ إيَّاهُمْ بِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَيْهِمْ .