عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَعَرَفَ أَنَّهُ وَدَاعٌ ؛ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَى فَرُحِّلَتْ ، ثُمَّ رَكِبَ فَوَقَفَ بِالنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدْرٌ ، وَأَوَّلَ دِمَائِكُمْ أُهْدِرُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ـ وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِى لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ، وَكُلُّ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ ، وَأَوَّلُ رِبَاكُمْ أَضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ : رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ، وَذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمِ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ، وَإِنَّمَا {{ النِّسِيءُ زَيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ }} ، كَانُوا يُحِلُّونَ صَفَرَ عَامًا وَيُحَرِّمُونَ صَفَرَ عَامًا ، وَيُحِلُّونَ الْمُحَرَّمَ عَامًا فَذَلِكَ النَّسِيءُ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيَرُدَّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَ بِبِلَادِكُمْ آخِرَ الزَّمَانِ ، وَقَدْ يَرْضَى مِنْكُمْ بِمُحَقَرَاتِ الْأَعْمَالِ فَاحْذَرُوا عَلَى دِينِكُمْ بِمُحَقَرَاتِ الْأَعْمَالِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، النِّسَاءُ عَوَانٌ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، لَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ؛ وَمِنْ حَقِّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُوشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ، وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ ، فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلٌ ، وَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، فَإِنْ ضَرَبْتُمُوهُنَّ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا ؛ لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مَالُ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُم مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا ، كِتَابَ اللَّهِ ، فَاعْتَصِمُوا بِهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ " قَالُوا : هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ " قَالُوا : هَذَا شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْبَلَدِ وَهَذَا الشَّهْرِ ، أَلَا لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ " ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ "
نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، نَا بُهْلُولٌ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، نَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا : نَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، أَخْبَرَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَعَرَفَ أَنَّهُ وَدَاعٌ ؛ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَى فَرُحِّلَتْ ، ثُمَّ رَكِبَ فَوَقَفَ بِالنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدْرٌ ، وَأَوَّلَ دِمَائِكُمْ أُهْدِرُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ـ وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِى لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ، وَكُلُّ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ ، وَأَوَّلُ رِبَاكُمْ أَضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ : رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ، وَذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمِ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ، وَإِنَّمَا {{ النِّسِيءُ زَيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ }} ، كَانُوا يُحِلُّونَ صَفَرَ عَامًا وَيُحَرِّمُونَ صَفَرَ عَامًا ، وَيُحِلُّونَ الْمُحَرَّمَ عَامًا فَذَلِكَ النَّسِيءُ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيَرُدَّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَ بِبِلَادِكُمْ آخِرَ الزَّمَانِ ، وَقَدْ يَرْضَى مِنْكُمْ بِمُحَقَرَاتِ الْأَعْمَالِ فَاحْذَرُوا عَلَى دِينِكُمْ بِمُحَقَرَاتِ الْأَعْمَالِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، النِّسَاءُ عَوَانٌ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، لَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ؛ وَمِنْ حَقِّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُوشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ، وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ ، فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلٌ ، وَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، فَإِنْ ضَرَبْتُمُوهُنَّ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا ؛ لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مَالُ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُم مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا ، كِتَابَ اللَّهِ ، فَاعْتَصِمُوا بِهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْبَلَدِ وَهَذَا الشَّهْرِ ، أَلَا لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ