عَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , قَالَ : " رَغِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ , وَفِي يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيدَةٌ قَدْ نَزَعَ سُلَّاءَهَا وَبَقِيَتْ سُلَّاءَةٌ لَمْ يَفْطِنْ بِهَا فَقَالَ : " أَخِّرُوا عَنِّي هَكَذَا فَقَدْ غَمَمْتُونِي " . فَأَصَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَطْنَ رَجُلٍ فَأَدْمَى الرَّجُلُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ فَكَيْفَ بِالنَّاسِ ؟ فَسَمِعَهُ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ : انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ كَانَ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يُعْطِيكَ الْحَقَّ , وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ لَأُرْعِبَنَّكَ بِعِمَامَتِكَ حَتَّى تُحَدِّثَ فَقَالَ الرَّجُلُ : انْطَلِقْ بِسَلَامٍ فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ مَعَكَ . قَالَ : مَا أَنَا بِوَادِعِكَ . فَانْطَلَقَ بِهِ عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بَطْنَهُ فَمَا تَرَيْ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَحَقٌّ أَنَا أَصَبْتُكَ " ؟ قَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . قَالَ : " هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ " ؟ قَالَ : قَدْ كَانَ هَاهُنَا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُ شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إِلَّا أَخْبَرَنِي " . فَقَالَ النَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ دَمَّيْتَهُ وَلَمْ تُرِدْ . فَقَالَ : " فَخُذْ لِمَا أَصَبْتُكَ مَالًا وَانْطَلِقْ " . قَالَ : لَا . قَالَ : " فَهَبْ لِي ذَلِكَ " ؟ فَقَالَ : لَا أَفْعَلُ . فَقَالَ : فَتُرِيدُ مَاذَا ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَسْتَقِيدُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . فَقَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ . فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الْجَرِيدَةِ يَسْتَقِيدُ مِنْهُ , فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ , وَجَاءَ عُمَرُ لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ : عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَأَنْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ . فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْقَى الْجَرِيدَةَ , وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ لِكَيْمَا يُقْمَعَ الْجَبَّارُونَ مِنْ بَعْدِكَ . فَقَالَ عُمَرُ : لَأَنْتَ أَوْثَقُ عَمَلًا مِنِّي "
قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , قَالَ : رَغِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ , وَفِي يَدِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَرِيدَةٌ قَدْ نَزَعَ سُلَّاءَهَا وَبَقِيَتْ سُلَّاءَةٌ لَمْ يَفْطِنْ بِهَا فَقَالَ : أَخِّرُوا عَنِّي هَكَذَا فَقَدْ غَمَمْتُونِي . فَأَصَابَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَطْنَ رَجُلٍ فَأَدْمَى الرَّجُلُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ فَكَيْفَ بِالنَّاسِ ؟ فَسَمِعَهُ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ : انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِنْ كَانَ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يُعْطِيكَ الْحَقَّ , وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ لَأُرْعِبَنَّكَ بِعِمَامَتِكَ حَتَّى تُحَدِّثَ فَقَالَ الرَّجُلُ : انْطَلِقْ بِسَلَامٍ فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ مَعَكَ . قَالَ : مَا أَنَا بِوَادِعِكَ . فَانْطَلَقَ بِهِ عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بَطْنَهُ فَمَا تَرَيْ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَقٌّ أَنَا أَصَبْتُكَ ؟ قَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . قَالَ : هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : قَدْ كَانَ هَاهُنَا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُ شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إِلَّا أَخْبَرَنِي . فَقَالَ النَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ دَمَّيْتَهُ وَلَمْ تُرِدْ . فَقَالَ : فَخُذْ لِمَا أَصَبْتُكَ مَالًا وَانْطَلِقْ . قَالَ : لَا . قَالَ : فَهَبْ لِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : لَا أَفْعَلُ . فَقَالَ : فَتُرِيدُ مَاذَا ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَسْتَقِيدُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . فَقَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ . فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الْجَرِيدَةِ يَسْتَقِيدُ مِنْهُ , فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ , وَجَاءَ عُمَرُ لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ : عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَأَنْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ . فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَلْقَى الْجَرِيدَةَ , وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ لِكَيْمَا يُقْمَعَ الْجَبَّارُونَ مِنْ بَعْدِكَ . فَقَالَ عُمَرُ : لَأَنْتَ أَوْثَقُ عَمَلًا مِنِّي