عَنْ أَبِي مَطَرٍ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي : ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ ، قَالَ : فَانْتَهَى إِلَى سُوقِ الْإِبِلِ ، فَقَالَ : " بِيعُوا ، وَلَا تَحْلِفُوا ، فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنَفِّقُ السِّلْعَةَ ، وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ " ، ثُمَّ أَتَى صَاحِبَ التَّمْرِ ، فَإِذَا خَادِمٌ يَبْكِي ، قَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : بَاعَنِي هَذَا تَمْرًا بِدِرْهَمٍ ، فَأَبَى مَوْلَايَ أَنْ يَقْبَلَهُ ، فَقَالَ : " خُذْهُ ، وَأَعْطِهِ دِرْهَمًا ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَمْرٌ " ، فَكَأَنَّهُ أَبَى ، فَقُلْتُ : أَلَا تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ . فَصَبَّ تَمْرَهُ ، وَأَعْطَاهُ دِرْهَمَهَا ، ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : " أَطْعِمُوا الْمِسْكِينَ يَرْبُوا كَسْبُكُمْ "
قَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ هُوَ ابْنُ نَافِعٍ التَّمَّارُ ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي : ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ ، قَالَ : فَانْتَهَى إِلَى سُوقِ الْإِبِلِ ، فَقَالَ : بِيعُوا ، وَلَا تَحْلِفُوا ، فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنَفِّقُ السِّلْعَةَ ، وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ، ثُمَّ أَتَى صَاحِبَ التَّمْرِ ، فَإِذَا خَادِمٌ يَبْكِي ، قَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : بَاعَنِي هَذَا تَمْرًا بِدِرْهَمٍ ، فَأَبَى مَوْلَايَ أَنْ يَقْبَلَهُ ، فَقَالَ : خُذْهُ ، وَأَعْطِهِ دِرْهَمًا ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَمْرٌ ، فَكَأَنَّهُ أَبَى ، فَقُلْتُ : أَلَا تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ . فَصَبَّ تَمْرَهُ ، وَأَعْطَاهُ دِرْهَمَهَا ، ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : أَطْعِمُوا الْمِسْكِينَ يَرْبُوا كَسْبُكُمْ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا مُحَمَّدٌ عُبَيْدٌ ، مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ : وَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا ، قَالَ : فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : مَا أَرْضَانِي عَنْكَ إِذَا وَفَّيْتَهُمْ ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ : يَرْبُو كَسْبُكُمْ : ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ ، فَقَالَ : لَا يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طَافٌّ ، ثُمَّ أَتَى دَارَ فُرَاتٍ ، وَهِيَ سُوقُ الْكَرَابِيسِ ، وَأَتَى مُسْلِمًا ، فَقَالَ : يَا شَيْخُ بِعْنِي قَمِيصًا ، بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَبْتَعْ مِنْهُ شَيْئًا ، ثُمَّ أَتَى آخَرَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَبْتَعْ مِنْهُ شَيْئًا ، فَأَتَى غُلَامًا وَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ ، وَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ، يَقُولُ فِي لِبْسِهِ