عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : أَذِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا ، فَلَمَّا نَزَلَ الْحَصْبَةَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَارْتَحَلَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقَالَ : أَيْنَ كَانَ مَنْزِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، فَأُشِيرَ لَهُ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَأَنَاخَ وَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى ، فَقَالَ : {
} عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ {
}يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُخَرَّقِ {
}{
} فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ {
}لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ تَسْبِقِ {
}{
} قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا {
}نَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ {
}قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : اعْلَمُوا إِلَيَّ عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ ، فَلَمْ يَجِدُوا فِي مَكَانِهِ أَحَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحَلَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ شَمَّاخَ أَوْ جَمَّاعَ بْنَ ضِرَارٍ
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : أَذِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا ، فَلَمَّا نَزَلَ الْحَصْبَةَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَارْتَحَلَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقَالَ : أَيْنَ كَانَ مَنْزِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، فَأُشِيرَ لَهُ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَأَنَاخَ وَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى ، فَقَالَ : عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُخَرَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ تَسْبِقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا نَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : اعْلَمُوا إِلَيَّ عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ ، فَلَمْ يَجِدُوا فِي مَكَانِهِ أَحَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحَلَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ شَمَّاخَ أَوْ جَمَّاعَ بْنَ ضِرَارٍ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ فِي الْمُحَصَّبِ ، يَذْكُرُهُ : فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ أَشَتَّ وَأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ الْمُحَصَّبِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ أَيْضًا فِي ذَلِكَ : إِذَا مَا قَضَيْتَ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ حَاجَةً فَمَكَّةُ مِنْ أَوْطَانِهَا فَالْمُحَصَّبُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ فِي الْمُحَصَّبِ : نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى وَلِي نَظَرٌ لَوْلَا التَّحَرُّجُ عَارِمُ ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا فِيهِ : نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى فَقُلْتُ : شُعَاعُ الشَّمْسِ وَالشَّمْسُ تَقْصُرُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا فِيهِ : أَلَمْ تَرَبَّعْ عَلَى الطَّلَلِ التَّرِيبِ عَفَا بَيْنَ الْمُحَصَّبِ فَالطَّلُوبِ بِمَكَّةَ دَارِسًا دَرَجَتْ عَلَيْهِ خِلَافَ الْحَيِّ رِيحُ صَبًّا دَبُوبِ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَذْكُرُ الْمُحَصَّبَ وَالْمَوَاسِمَ ، وَهُوَ يَفْتَخِرُ بِقَوْمِهِ : هُمُ سَمِعُوا يَوْمَ الْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى نِدَائِي وَقَدْ لَفَّتْ رِقَاقُ الْمَوَاسِمِ وَقَالَ النُّصَيْبُ ، يَذْكُرُهُ : ذَكَرْتُكِ يَوْمَ النَّحْرِ لَمَّا بَدَا لَنَا خَدُوجٌ تُدَانِي ضَحْوَةً بِالْمُحَصَّبِ خَدُوجٌ عَلَيْهَا الرَّقْمُ قَدْ أَزِرَتْ بِهِ وَقُنِّعْنَ مِنْ خُضْرِ الْفَرِيدِ الْمُذَهَّبِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْمُسْلِمِ الرِّيَاحِيُّ فِي الْمُحَصَّبِ ، وَهُوَ يَذْكُرُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْعُثْمَانَيَّ : يَا ابْنَ الَّذِي خَطُّ الْحَصَى فِي يَمِينِهِ وَأَكْرَمَ مَنْ وَافَى جِمَارَ الْمُحَصَّبِ وَحُبْرٍ ثَلَاثٍ قَدْ مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ مَضَوْا سَلَفًا أَرْوَاحُهُمْ لَمْ تُشَعَّبِ هُوَ الثَّالِثُ الْهَادِي بِهَدْيِ مُحَمَّدٍ عَلَى رَغِمِ أَنْفِ السَّاخِطِ الْمُتَعَتِّبِ