عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " اسْتَأْذَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ امْرَأَتَهُ سَارَةَ فِي جَارِيَتِهَا هَاجَرَ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، عَلَى أَنْ لَا تَسُوءَنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، فَأَطَافَ عَلَيْهَا ، فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ جَالِسٌ اسْتَبَقَ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ إِلَيْهِ ، فَسَبَقَ إِسْمَاعِيلُ ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْحَاقُ أَخَذَهُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى يَمِينِهِ ، وَعَنْ يَسَارِهِ إِسْمَاعِيلُ ، وَسَارَةُ تَطَّلِعُ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ ، قَدْ رَأَتْ مَا صَنَعَ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَالَتْ : قَدْ سَاءَنِي ، فَأَخْرِجْهُمَا عَنِّي ، فَانْطَلَقَ بِهِمَا حَتَّى نَزَلَ بِهِمَا مَكَّةَ ، وَتَرَكَ عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ قَلِيلٍ ، قَالَ : أَرْجِعُ فَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ أَيْضًا ، قَالَ : فَأَخَذَتْ هَاجَرُ بِثَوْبِهِ فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِلَى مَنْ تَكِلُنَا هَا هُنَا ؟ قَالَ : أَكِلُكُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَانْطَلَقَ وَتَرَكَهَا ، فَنَفِدَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ ، وَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، تَوَارَ عَنِّي حَتَّى تَمُوتَ ، فَتَوَارَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ ، وَقَدْ أَيْقَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْمَوْتِ ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، فَقَالَ لِهَاجَرَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكِ ؟ قَالَتِ : ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِلَى مَنْ وَكَلَكُمْ إِبْرَاهِيمُ حِينَ ذَهَبَ ؟ قَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ ، فَقُلْتُ : إِلَى مَنْ تَكِلُنَا ؟ قَالَ : أُوكِلِكُمَا إِلَى اللَّهِ ، قَالَ : وَكَلَكُمَا إِلَى كَافٍ ، قَالَ : ثُمَّ خَطَّ بَأُصْبُعِهِ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ طَوَّلَهَا ، فَإِذَا الْمَاءُ يَنْبُعُ ، وَهِيَ زَمْزَمُ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعِي ابْنَكِ ، قَالَ : فَجَعَلَتْ تَدْعُوهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، فَجَاءَ وَهُوَ يَنْجُو ، وَقَدْ كَادَ أَنْ يَمُوتَ ، وَأَخَذَتْ قُوتَةً عِنْدَهَا يَابِسَةً ، فَجَعَلَتْ تَرُشُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ تَبُلُّهَا ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّهَا رِيٌّ ، ثُمَّ صَعِدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ : جَاءَكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، جَاءَنَا خَيْرُ رَجُلٍ فِي النَّاسِ ، فَحَدَّثَتْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : اسْتَأْذَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ امْرَأَتَهُ سَارَةَ فِي جَارِيَتِهَا هَاجَرَ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، عَلَى أَنْ لَا تَسُوءَنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، فَأَطَافَ عَلَيْهَا ، فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ جَالِسٌ اسْتَبَقَ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ إِلَيْهِ ، فَسَبَقَ إِسْمَاعِيلُ ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْحَاقُ أَخَذَهُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى يَمِينِهِ ، وَعَنْ يَسَارِهِ إِسْمَاعِيلُ ، وَسَارَةُ تَطَّلِعُ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ ، قَدْ رَأَتْ مَا صَنَعَ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَالَتْ : قَدْ سَاءَنِي ، فَأَخْرِجْهُمَا عَنِّي ، فَانْطَلَقَ بِهِمَا حَتَّى نَزَلَ بِهِمَا مَكَّةَ ، وَتَرَكَ عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ قَلِيلٍ ، قَالَ : أَرْجِعُ فَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ أَيْضًا ، قَالَ : فَأَخَذَتْ هَاجَرُ بِثَوْبِهِ فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِلَى مَنْ تَكِلُنَا هَا هُنَا ؟ قَالَ : أَكِلُكُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَانْطَلَقَ وَتَرَكَهَا ، فَنَفِدَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ ، وَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، تَوَارَ عَنِّي حَتَّى تَمُوتَ ، فَتَوَارَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ ، وَقَدْ أَيْقَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْمَوْتِ ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، فَقَالَ لِهَاجَرَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكِ ؟ قَالَتِ : ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِلَى مَنْ وَكَلَكُمْ إِبْرَاهِيمُ حِينَ ذَهَبَ ؟ قَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ ، فَقُلْتُ : إِلَى مَنْ تَكِلُنَا ؟ قَالَ : أُوكِلِكُمَا إِلَى اللَّهِ ، قَالَ : وَكَلَكُمَا إِلَى كَافٍ ، قَالَ : ثُمَّ خَطَّ بَأُصْبُعِهِ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ طَوَّلَهَا ، فَإِذَا الْمَاءُ يَنْبُعُ ، وَهِيَ زَمْزَمُ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعِي ابْنَكِ ، قَالَ : فَجَعَلَتْ تَدْعُوهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، فَجَاءَ وَهُوَ يَنْجُو ، وَقَدْ كَادَ أَنْ يَمُوتَ ، وَأَخَذَتْ قُوتَةً عِنْدَهَا يَابِسَةً ، فَجَعَلَتْ تَرُشُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ تَبُلُّهَا ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّهَا رِيٌّ ، ثُمَّ صَعِدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ : جَاءَكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، جَاءَنَا خَيْرُ رَجُلٍ فِي النَّاسِ ، فَحَدَّثَتْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ