أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَقَالَ : مَا تُرِيدُونَ ؟ قَالُوا : نَقْتُلُكَ أَوْ نَعْزِلُكَ . قَالَ : " أَفَلَا نَبْعَثُ إِلَى الْآفَاقِ فَنَأْخُذُ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ نَفَرًا مِنْ خِيَارِهِمْ فَنُحَكِّمُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، فَإِنْ كُنْتُ مَنَعْتُكُمْ حَقًّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا مَظْلِمَتُكَ الَّتِي تَطْلُبُنِي بِهَا ؟ قَالَ : ضَرَبْتَنِي أَرْبَعِينَ سَوْطًا . قَالَ : أَفَلَمْ آتِكَ فِي بَيْتِكَ فَعَرَضْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَقِيدَ فَأَبَيْتَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : بَلَى . فَأَنْتَ الْآنَ تُرِيدُ أَعْظَمَ مِنْهَا ، تَطْلُبُ دَمِي . قَالَ : فَهَابَ النَّاسُ وَأَمْسَكُوا حَتَّى رَمَى يَزِيدُ أَوْ أَبُو حَفْصَةَ غُلَامُ مَرْوَانَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ ، فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُمْ . فَأَدْخَلُوا الْأَسْلَمِيَّ مَقْتُولًا فَقَالُوا : زَعَمَتْ أَنَّكَ لَا تُقَاتِلُ وَهَذَا صَاحِبُنَا مَقْتُولًا قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، فَأَقِدْنَا . قَالَ : مَا لَكُمْ قَوَدٌ قَبْلَهُ ، رَجُلٌ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ أَنْ تَقْتُلُوهُ ، وَلَمْ آمُرْهُ بِقِتَالٍ . وَقَالَ : زَعَمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ ، وَلَا أَنَا لَكُمُ بِإِمَامٍ فِيمَا تَقُولُونَ ، وَإِنَّمَا الْقَوَدُ إِلَى الْإِمَامِ "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَقَالَ : مَا تُرِيدُونَ ؟ قَالُوا : نَقْتُلُكَ أَوْ نَعْزِلُكَ . قَالَ : أَفَلَا نَبْعَثُ إِلَى الْآفَاقِ فَنَأْخُذُ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ نَفَرًا مِنْ خِيَارِهِمْ فَنُحَكِّمُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، فَإِنْ كُنْتُ مَنَعْتُكُمْ حَقًّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا مَظْلِمَتُكَ الَّتِي تَطْلُبُنِي بِهَا ؟ قَالَ : ضَرَبْتَنِي أَرْبَعِينَ سَوْطًا . قَالَ : أَفَلَمْ آتِكَ فِي بَيْتِكَ فَعَرَضْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَقِيدَ فَأَبَيْتَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : بَلَى . فَأَنْتَ الْآنَ تُرِيدُ أَعْظَمَ مِنْهَا ، تَطْلُبُ دَمِي . قَالَ : فَهَابَ النَّاسُ وَأَمْسَكُوا حَتَّى رَمَى يَزِيدُ أَوْ أَبُو حَفْصَةَ غُلَامُ مَرْوَانَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ ، فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُمْ . فَأَدْخَلُوا الْأَسْلَمِيَّ مَقْتُولًا فَقَالُوا : زَعَمَتْ أَنَّكَ لَا تُقَاتِلُ وَهَذَا صَاحِبُنَا مَقْتُولًا قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، فَأَقِدْنَا . قَالَ : مَا لَكُمْ قَوَدٌ قَبْلَهُ ، رَجُلٌ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ أَنْ تَقْتُلُوهُ ، وَلَمْ آمُرْهُ بِقِتَالٍ . وَقَالَ : زَعَمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ ، وَلَا أَنَا لَكُمُ بِإِمَامٍ فِيمَا تَقُولُونَ ، وَإِنَّمَا الْقَوَدُ إِلَى الْإِمَامِ