حَجَّ عُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - مَعَهُ ، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ فِي أَعْظَمِ حُرْمَةٍ لِلَّهِ وَاللَّهِ لَا أَقُولُ فِي مَقَامِي هَذَا إِلَّا حَقًّا هَيْبَةً لِلَّهِ وَحُرْمَتِهِ ، وَخِيفَةً مِنَ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَأَنْعَمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ ، وَهَذَانِ الْبَلَدَانِ الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ خَيْرُ الْبُلْدَانِ ، فَالتَّابِعُونَ يَنْظُرُونَ إِلَى السَّابِقِينَ ، وَالْبُلْدَانُ يَنْظُرُونَ إِلَى هَذَيْنِ الْبَلَدَيْنِ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ بَطِرْتُمْ نِعَمَكُمْ ، وَنَشِبْتُمْ فِي الطَّعْنِ عَلَى إِمْرَتِكُمْ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنَّ صَفَّقَتْ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى لَمْ يَقُمِ السَّابِقُونَ لِلتَّابِعِينَ ، وَلَا الْبَلَدَانِ عَلَى الْبُلْدَانِ ، وَمَا هُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ، فَلَا يُنْزَعَنَّ أَمْرُكُمْ مِنْ أَيْدِيكُمْ ، وَلَا يَخْرُجْنَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ ، فَرُبَّ أَمْرٍ يُسْتَأْنَى فِيهِ وَإِنْ كُرِهَ خِيفَةً لِمَا فِي عَاقِبَتِهِ "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : حَجَّ عُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - مَعَهُ ، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ فِي أَعْظَمِ حُرْمَةٍ لِلَّهِ وَاللَّهِ لَا أَقُولُ فِي مَقَامِي هَذَا إِلَّا حَقًّا هَيْبَةً لِلَّهِ وَحُرْمَتِهِ ، وَخِيفَةً مِنَ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَأَنْعَمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ ، وَهَذَانِ الْبَلَدَانِ الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ خَيْرُ الْبُلْدَانِ ، فَالتَّابِعُونَ يَنْظُرُونَ إِلَى السَّابِقِينَ ، وَالْبُلْدَانُ يَنْظُرُونَ إِلَى هَذَيْنِ الْبَلَدَيْنِ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ بَطِرْتُمْ نِعَمَكُمْ ، وَنَشِبْتُمْ فِي الطَّعْنِ عَلَى إِمْرَتِكُمْ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنَّ صَفَّقَتْ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى لَمْ يَقُمِ السَّابِقُونَ لِلتَّابِعِينَ ، وَلَا الْبَلَدَانِ عَلَى الْبُلْدَانِ ، وَمَا هُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ، فَلَا يُنْزَعَنَّ أَمْرُكُمْ مِنْ أَيْدِيكُمْ ، وَلَا يَخْرُجْنَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ ، فَرُبَّ أَمْرٍ يُسْتَأْنَى فِيهِ وَإِنْ كُرِهَ خِيفَةً لِمَا فِي عَاقِبَتِهِ