• 2363
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ لَمْ يَبْرَحْ مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَالَ لَنَا يَوْمًا : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَيْهِ مِسْحَةُ مَلِكٍ " قَالَ : فَطَلَعَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ فِي أَحَدَ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ ، فَعَقَلُوا رِكَابَهُمْ ثُمَّ دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَقَالَ جَرِيرٌ : أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا رَسُولُ اللَّهِ يَا جَرِيرُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يَا جَرِيرُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ - قَالَهَا ثَلَاثًا - يَا جَرِيرُ ، إِنَّكَ لَمْ تَسْتَحِقَّ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ حَتَّى تَدَعَ الْأَوْثَانَ ، يَا جَرِيرُ ، إِنَّ غِلْظَ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءَ وَالْحَوْبَ فِي أَهْلِ الْوَبَرِ وَالصُّوفِ ، يَا جَرِيرُ ، إِنِّي أُحَذِّرُكَ الدُّنْيَا وَحَلَاوَةَ رَضَاعِهَا وَمَرَارَةَ فَطَامِهَا " فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ قَالَ : " جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ، وَعَنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ ، وَمِنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ يَخْضَعَ لَهُ فِي الْغَضَبِ وَالتَّعَبِ ، وَمِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ أَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ وَأَنْ لَا يَجْحَدَ نَسَبَهُ ، إِنَّ الْمُكَافِئَ لَيْسَ بِالْوَاصِلِ ، إِنَّمَا الْوَاصِلُ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا " . قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا جَرِيرُ ، أَيْنَ تَنْزِلُونَ ؟ " قَالَ : نَنْزِلُ فِي أَكْنَافِ بِيشَةَ بَيْنَ سَلَمٍ وَأَرَاكٍ ، وَسَهْلٍ وَدَكْدَاكٍ ، وَحَمْضٍ وَعَلَاكٍ ، بَيْنَ نَخْلَةٍ وَنَخْلَةٍ ، شِتَاؤُنَا رَبِيعٌ ، وَرَبِيعُنَا مَرِيعٌ ، وَمَاؤُنَا يَمِيعُ ، لَا يُضَامُ مَاتِحُهَا ، وَلَا يَعْزُبُ سَارِحُهَا ، وَلَا يَحْسِرُ صَاحِبُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا إِنَّ خَيْرَ الْمَاءِ الشَّبِمُ ، وَخَيْرَ الْمَالِ الْغَنَمُ ، وَخَيْرَ الْمَرْعَى الْأَرَاكُ وَالسَّلَمُ ، إِذَا أَخْلَفَ كَانَ لَجِينًا ، وَإِذَا سَقَطَ كَانَ دَرِينًا ، وَإِذَا أُكِلَ كَانَ لَبِينَا " فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَعَنِ الْأَرْضِ السُّفْلَى قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ أَلْوَاحِ الْكُفُوفِ ، وَحَفَّهَا بِالنُّجُومِ ، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ السُّفْلَى مِنَ الزَّبَدِ الْجُفَاءِ وَالْمَاءِ الْكُبَاءِ وَجَعَلَهَا عَلَى صَخْرَةٍ عَنْ ظَهْرِ حُوتٍ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ ، فَلَوِ انْخَرَقَ مِنْهَا خَرْقٌ لَأَذْرَتِ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ " . قَالَ : فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أُبَايِعَكَ قَالَ : فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْتَقِدْ قَالَ : " أَعْتَقِدُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ " قَالَ : نَعَمْ قَالَ : " وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ " قَالَ : نَعَمْ قَالَ : " وَتَصُومَ رَمَضَانَ " قَالَ : نَعَمْ قَالَ : " وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " قَالَ : نَعَمْ قَالَ : " وَتَسْمَعَ وَتُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا " قَالَ : نَعَمْ "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : حَدَّثَنَا الرَّقَاشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ نُصَيْرٍ الْبَيْرُوذِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزَّيَّانُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ شِبْلٍ الْمَذْحِجِيُّ ، عَرَبِيٌّ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ لَمْ يَبْرَحْ مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَالَ لَنَا يَوْمًا : يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَيْهِ مِسْحَةُ مَلِكٍ قَالَ : فَطَلَعَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ فِي أَحَدَ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ ، فَعَقَلُوا رِكَابَهُمْ ثُمَّ دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَقَالَ جَرِيرٌ : أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ يَا جَرِيرُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يَا جَرِيرُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ - قَالَهَا ثَلَاثًا - يَا جَرِيرُ ، إِنَّكَ لَمْ تَسْتَحِقَّ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ حَتَّى تَدَعَ الْأَوْثَانَ ، يَا جَرِيرُ ، إِنَّ غِلْظَ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءَ وَالْحَوْبَ فِي أَهْلِ الْوَبَرِ وَالصُّوفِ ، يَا جَرِيرُ ، إِنِّي أُحَذِّرُكَ الدُّنْيَا وَحَلَاوَةَ رَضَاعِهَا وَمَرَارَةَ فَطَامِهَا فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ قَالَ : جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ، وَعَنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ ، وَمِنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ يَخْضَعَ لَهُ فِي الْغَضَبِ وَالتَّعَبِ ، وَمِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ أَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ وَأَنْ لَا يَجْحَدَ نَسَبَهُ ، إِنَّ الْمُكَافِئَ لَيْسَ بِالْوَاصِلِ ، إِنَّمَا الْوَاصِلُ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا . قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا جَرِيرُ ، أَيْنَ تَنْزِلُونَ ؟ قَالَ : نَنْزِلُ فِي أَكْنَافِ بِيشَةَ بَيْنَ سَلَمٍ وَأَرَاكٍ ، وَسَهْلٍ وَدَكْدَاكٍ ، وَحَمْضٍ وَعَلَاكٍ ، بَيْنَ نَخْلَةٍ وَنَخْلَةٍ ، شِتَاؤُنَا رَبِيعٌ ، وَرَبِيعُنَا مَرِيعٌ ، وَمَاؤُنَا يَمِيعُ ، لَا يُضَامُ مَاتِحُهَا ، وَلَا يَعْزُبُ سَارِحُهَا ، وَلَا يَحْسِرُ صَاحِبُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَا إِنَّ خَيْرَ الْمَاءِ الشَّبِمُ ، وَخَيْرَ الْمَالِ الْغَنَمُ ، وَخَيْرَ الْمَرْعَى الْأَرَاكُ وَالسَّلَمُ ، إِذَا أَخْلَفَ كَانَ لَجِينًا ، وَإِذَا سَقَطَ كَانَ دَرِينًا ، وَإِذَا أُكِلَ كَانَ لَبِينَا فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَعَنِ الْأَرْضِ السُّفْلَى قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ أَلْوَاحِ الْكُفُوفِ ، وَحَفَّهَا بِالنُّجُومِ ، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ السُّفْلَى مِنَ الزَّبَدِ الْجُفَاءِ وَالْمَاءِ الْكُبَاءِ وَجَعَلَهَا عَلَى صَخْرَةٍ عَنْ ظَهْرِ حُوتٍ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ ، فَلَوِ انْخَرَقَ مِنْهَا خَرْقٌ لَأَذْرَتِ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ . قَالَ : فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أُبَايِعَكَ قَالَ : فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ جَرِيرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْتَقِدْ قَالَ : أَعْتَقِدُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَتَسْمَعَ وَتُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا قَالَ : نَعَمْ

    الفج: الفج : الطريق الواسع البعيد
    يمن: اليمن : الخير والبركة
    والجفاء: الجفاء : الغلظة وشدة الطبع ، والفحش في القول والفعل
    سارحها: السَّرحُ والسَّارحُ والسَّارحةُ سواء : هي المْاَشية
    الأراك: الأراك : هو شجر معروف له حَمْلٌ كعناقيد العنب، واسمه الكباث بفتح الكاف، وإذا نَضِج يسمى المرْدَ
    " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَيْهِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات