عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ عَبْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ : خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ ، دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَنْ يُقِرُّوا لَهُ بِالنُّبُوَّةِ ، فَأَبَوْا ، وَكَانَتْ نَارٌ تُسْتَوْقَدُ فِي أَرْضٍ قَرِيبٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَبْسٍ فَقَالَ لَهُمْ : إِنْ أَطْفَأْتُ لَكُمْ هَذِهِ النَّارَ أَتَشْهَدُونَ أَنِّي نَبِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَأَخَذَ عَسِيبًا مِنْ نَخْلٍ رَطِبٍ فَدَخَلَ النَّارَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا بِالْقَضِيبِ وَهُوَ يَقُولُ : بِاسْمِ رَبِّ الْأَعْلَى ، كُلُّ هَدَّى مُوَدَّى ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَّةِ الْمِعْزَى ، أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى . فَمَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْعَسِيبُ إِلَّا انْطَفَأَ ، فَأَطْفَأَهَا ، وَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا فَكَذَّبُوهُ ثَانِيَةً فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي لَبِثْتُ أَيْ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي وَأَتَى عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَأْتُوا قَبْرِي ، فَإِذَا عَرَضَتْ لَكُمْ عَانَةٌ مِنْ حُمُرِ وَحْشٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ فَانْبِشُونِي ؛ فَإِنِّي أَقُومُ فَأُخْبِرُكُمْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَأَتَوَا الْقَبْرَ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، وَسَنَحَتْ لَهُمُ الْحُمُرُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ ، فَقَامَ قَوْمُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَبَنِي عَمِّهِ فَقَالُوا : لَا نَدَعُكُمْ تَنْبِشُونَ صَاحِبَنَا فَنُعَيَّرُ . فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ وَلَدِهِ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ عَبْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ : خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ ، دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَنْ يُقِرُّوا لَهُ بِالنُّبُوَّةِ ، فَأَبَوْا ، وَكَانَتْ نَارٌ تُسْتَوْقَدُ فِي أَرْضٍ قَرِيبٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَبْسٍ فَقَالَ لَهُمْ : إِنْ أَطْفَأْتُ لَكُمْ هَذِهِ النَّارَ أَتَشْهَدُونَ أَنِّي نَبِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَأَخَذَ عَسِيبًا مِنْ نَخْلٍ رَطِبٍ فَدَخَلَ النَّارَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا بِالْقَضِيبِ وَهُوَ يَقُولُ : بِاسْمِ رَبِّ الْأَعْلَى ، كُلُّ هَدَّى مُوَدَّى ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَّةِ الْمِعْزَى ، أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى . فَمَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْعَسِيبُ إِلَّا انْطَفَأَ ، فَأَطْفَأَهَا ، وَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا فَكَذَّبُوهُ ثَانِيَةً فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي لَبِثْتُ أَيْ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي وَأَتَى عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَأْتُوا قَبْرِي ، فَإِذَا عَرَضَتْ لَكُمْ عَانَةٌ مِنْ حُمُرِ وَحْشٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ فَانْبِشُونِي ؛ فَإِنِّي أَقُومُ فَأُخْبِرُكُمْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَأَتَوَا الْقَبْرَ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، وَسَنَحَتْ لَهُمُ الْحُمُرُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ ، فَقَامَ قَوْمُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَبَنِي عَمِّهِ فَقَالُوا : لَا نَدَعُكُمْ تَنْبِشُونَ صَاحِبَنَا فَنُعَيَّرُ . فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ وَلَدِهِ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ