عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا عَلَى النِّصْفِ ، وَعَلَى أَنْ يَكْفُوا الْمُسْلِمِينَ الْمَؤُونَةَ حَتَّى يَبْلُغَ التَّمْرُ ، وَلَهُمُ الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ ، فَلَمَّا بَلَغَتِ التَّمْرَةُ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ ، فَفَرِحُوا بِهِ وَقَالُوا : مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ ، كَيْفَ أَنْتَ ، وَكَيْفَ صَاحِبُكَ الَّذِي تَرَكْتَ وَرَاءَكَ ؟ فَقَالَ : أَمَّا أَنَا فَصَالِحٌ ، وَأَمَّا صَاحِبِي فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ ، وَلَأَنْتُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ عَدَدِكُمْ مِنَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ . قَالُوا : فَكَيْفَ تَعْدِلُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : لَنْ يَحْمِلَنِي حُبُّ صَاحِبِي عَلَى أَنْ أَجُورَ لَهُ عَلَيْكُمْ ، وَلَا يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ لَا أَعْدِلَ عَلَيْكُمْ . قَالُوا : بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ . قَالَ : فَطَافَ فِي النَّخْلِ وَنَظَرَ فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَكِيلَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا ، وَلَنَا الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ قَالَ : فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَقَبِلُوهُ ، ثُمَّ كَالُوا التَّمْرَةَ فَلَمْ يَجِدُوهَا نَقَصَتْ شَيْئًا مِمَّا خَرَصَ وَلَا زَادَتْ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا عَلَى النِّصْفِ ، وَعَلَى أَنْ يَكْفُوا الْمُسْلِمِينَ الْمَؤُونَةَ حَتَّى يَبْلُغَ التَّمْرُ ، وَلَهُمُ الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ ، فَلَمَّا بَلَغَتِ التَّمْرَةُ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ ، فَفَرِحُوا بِهِ وَقَالُوا : مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ ، كَيْفَ أَنْتَ ، وَكَيْفَ صَاحِبُكَ الَّذِي تَرَكْتَ وَرَاءَكَ ؟ فَقَالَ : أَمَّا أَنَا فَصَالِحٌ ، وَأَمَّا صَاحِبِي فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ ، وَلَأَنْتُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ عَدَدِكُمْ مِنَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ . قَالُوا : فَكَيْفَ تَعْدِلُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : لَنْ يَحْمِلَنِي حُبُّ صَاحِبِي عَلَى أَنْ أَجُورَ لَهُ عَلَيْكُمْ ، وَلَا يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ لَا أَعْدِلَ عَلَيْكُمْ . قَالُوا : بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ . قَالَ : فَطَافَ فِي النَّخْلِ وَنَظَرَ فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَكِيلَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا ، وَلَنَا الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ قَالَ : فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَقَبِلُوهُ ، ثُمَّ كَالُوا التَّمْرَةَ فَلَمْ يَجِدُوهَا نَقَصَتْ شَيْئًا مِمَّا خَرَصَ وَلَا زَادَتْ