• 698
  • حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ : " مَا لَكِ ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ ؟ " قَالَتْ : الْحُمَّى ، لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ : " لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "

    حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ : مَا لَكِ ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ ؟ قَالَتْ : الْحُمَّى ، لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ : لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ

    تزفزفين: زفزف : ارتعد وتحرك بشدة
    الحمى: الحُمَّى : علة يستحر بها الجسم
    الكير: الكير : زِقٌّ أو وعاء من جلد أو نحوه يشبه الكيس يستخدمه الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها
    خبث: الخبث : الأوساخ والشوائب
    لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ،
    حديث رقم: 3000 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْجَنَائِزِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مُقَدَّمًا أَوْ مُؤَخَّرًا بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ وَثَوَابِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَعْرَاضِ
    حديث رقم: 10469 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ النَّهْيُ عَنْ لَعَنِ الْحُمَّى
    حديث رقم: 229 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْإِيمَانِ وَأَمَّا حَدِيثُ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ
    حديث رقم: 1226 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْجَنَائِزِ كِتَابُ الْجَنَائِزِ
    حديث رقم: 6186 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجَنَائِزِ بَابُ الْمَرِيضِ لَا يَسُبُّ الْحُمَّى ، وَلَا يَتَمَنَّى الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ
    حديث رقم: 9145 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد العاشر أُمُّ السَّائِبِ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَتْ .
    حديث رقم: 534 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ عِيَادَةِ الْمَرْضَى
    حديث رقم: 11 في المرض و الكفارات لابن أبي الدنيا المرض و الكفارات لابن أبي الدنيا
    حديث رقم: 2029 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ جَابِرٍ
    حديث رقم: 2119 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ جَابِرٍ
    حديث رقم: 7317 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني النساء أُمُّ السَّائِبِ يَرْوِي عَنْهَا : جَابِرٌ ، وَقِيلَ : أُمُّ الْمُسَيَّبِ ، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ
    حديث رقم: 7402 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني النساء أُمُّ الْمُسَيَّبِ الْأَنْصَارِيَّةُ ذَكَرَهَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ

    [2575] (مالك ياأم السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ) بِزَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ وَفَاءَيْنِ وَالتَّاءُ مَضْمُومَةٌ قَالَ الْقَاضِي تُضَمُّ وَتُفْتَحُ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ فِي ضَبْطِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ وَادَّعَى الْقَاضِي أَنَّهَا رِوَايَةُ جَمِيعِ رَوَاةِ مُسْلِمٍ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ بِلَادِنَا بِالرَّاءِ وَالْفَاءِ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ بِالرَّاءِ وَالْقَافِ مَعْنَاهُ تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً شَدِيدَةً أَيْ تَرْعَدِينَ

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
    المعنى العام:
    يقول الله تعالى {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} [النساء 123] نعم إن زيادة الرجاء في عفو الله تخلق الأماني في غفران الذنوب وزيادة الأماني تزيد الطمع وتفضي إلى الاستهانة بالمعاصي والاستهتار بها والوقوع فيها فكانت آيات الخوف والوعيد ليكون المؤمن بين الخوف والرجاء لقد أزعجت هذه الآية القلوب الوجلة وقالوا لو أنا جوزينا بكل ما نعمل من سوء إذا لهلكنا فأزال النبي صلى الله عليه وسلم خوفهم وأعاد الرجاء إلى نفوسهم نعم إنهم سيجزون بسيئاتهم وهم بالفعل يجزون بها صباح مساء كما يقعون في السيئات صباح مساء لا يخلو واحد منهم من المصائب البدنية أو المصائب النفسية فحياة الإنسان كد وتعب وكبد أمراض وأسقام وكفاح وآلام وحزن وهم وغم لا يكاد يخلو من ذلك في اليقظة بل وفي النوم وكل ذلك جزاء وتكفير لما يعمل من سيئات وصدق الله العظيم إذ يقول {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [الشورى 30] من أحبه الله كفر عنه سيئاته في الدنيا ليلقاه يوم القيامة وليس عليه ذنب فمصائب الدنيا تنقية للمؤمن وتطهير له لذا كان الحديث الصحيح مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة شجرة ضخمة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء ومن يرد الله به خيرا يصبه وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء فشكر الله فله أجر وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر فكل قضاء الله للمسلم خير وفي الحديث من أعطى فشكر وابتلي فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وقد رأى بعض الصالحين في المصائب نعما أربع يحمد الله عليها الأولى أنها لم تكن في دينه الثانية أنها لم تكن أكبر منها فكل مصيبة فوقها ما فوقها الثالثة أن الله أقدره عليها الرابعة أنه سيؤجر عليها في الدنيا والآخرة المباحث العربية (ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أشد مفعول ثان لرأيت منصوب والوجع فاعل أشد التي هي أفعل تفضيل وفي ملحق الرواية وجعا بالنصب على التمييز قال النووي قال العلماء الوجع هنا المرض والعرب تسمي كل مرض وجعا اهـ وفي رواية الإسماعيلي ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عبد الله رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك) عبد الله هو ابن مسعود وكان يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا كما سبق في مناقبه وفي رواية للبخاري أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أي الأخير والوعك بسكون العين مع فتح الواو الحمى وقد تفتح العين وقيل ألم الحمى وقيل تعبها وقيل إرعادها المريض وتحريكها إياه وعن الأصمعي الوعك الحر أي حرارة الحمى (فمسسته بيدي) المس اللمس باليد أي فأحسست حرارة شديدة قال الأبي لا يبعد أن يكون من آداب العيادة الأخذ بيد المريض حتى لو كان الآخذ ليس من أهل الطب قلت إذا كان المريض يتقبل ذلك (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم) وجه الشبه مقدار الألم وأجل مثل نعم وزنا ومعنى (فقلت ذلك أن لك أجرين) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف ظهر في رواية البخاري ولفظها قلت إن ذاك بأن لك أجرين أي بسبب أن لك أجرين (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه) في ملحق الرواية ما على الأرض مسلم وفي الرواية الرابعة ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها وفي الرواية السادسة ما من مصيبة يصاب بها المسلم وفي الرواية السابعة لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة .. وفي الرواية الثامنة ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه ... وفي الرواية التاسعة ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه ... وفي الرواية العاشرة في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها من مرض فما سواه من الأذى الكبير أو الصغير وقوله من شوكة فما فوقها صريح في أن الشوكة غاية الأذى الأدنى الأقل والتعبير بالمؤمن في بعض الروايات مراد به المسلم فإنما نحكم نحن بالظاهر وهو الإسلام والوصب بفتح الواو والصاد المرض وزنا ومعنى وقيل هو المرض اللازم ومنه قوله تعالى {ولهم عذاب واصب} [الصافات 9] أي لازم ثابت والنصب بفتح النون والصاد هو التعب وزنا ومعنى والسقم بفتح السين والقاف وبضم السين وإسكان القاف لغتان وهو طول المرض والحزن بفتح الحاء والزاي وبضم الحاء وسكون الزاي الغم قال تعالى {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر 34] وقال {وابيضت عيناه من الحزن} [يوسف 84] فهو حزن بفتح الحاء وكسر الزاي وحزين وفي رواية للبخاري ولا غم وهو من أمراض الباطن كالهم والحزن وقد قيل في هذه الأشياء الثلاث إن الهم ينشأ عن الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل والحزن يحدث لفقد ما يشق على المرء فقده وقيل الهم والغم بمعنى واحد وقال الكرماني الغم يشمل جميع أنواع المكروهات لأنه إما بسبب ما يعرض للبدن أو النفس والأول إما بحيث يخرج عن المجرى الطبيعي أولا والثاني إما أن يلاحظ فيه الغير أو لا وإما أن يظهر فيه الانقباض أو لا وإما بالنظر إلى الماضي أو لا اهـ وقوله في الرواية التاسعة حتى الهم يهمه قال القاضي بضم الياء وفتح الهاء على البناء للمجهول وضبطه غيره بفتح الياء وضم الهاء أي يغمه قال النووي وكلاهما صحيح وقوله في الرواية العاشرة حتى النكبة ينكبها قال النووي وهي مثل العثرة برجله وربما جرحت أصبعه وأصل النكب الكب والقلب وقوله في الرواية السادسة ما من مصيبة يصاب بها المسلم ... حتى الشوكة يشاكها وفي الرواية السابعة لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة جوزوا في الشوكة الحركات الثلاث فالجر بمعنى الغاية أي حتى ينتهي إلى الشوكة أو عطفا على لفظ مصيبة فإنها مجرورة بحرف الجر الزائد والنصب بتقدير عامل أي حتى وجدانه الشوك والرفع على الابتداء وأما يشاكها فبضم الياء أي يشوكه غيره بها وفيه وصل الفعل لأن الأصل يشاك بها أي يدخلها غيره أو تدخل من غير إدخال أحد وأصل المصيبة الرمية بالسهم ثم استعملت في كل نازلة وقال الراغب أصاب يستعمل في الخير والشر قال تعالى {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة} [التوبة 50] وقيل الإصابة في الخير مأخوذ من الصوب وهو المطر الذي ينزل بقدر الحاجة من غير ضرر وفي الشر مأخوذة من إصابة السهم وقال الكرماني المصيبة في اللغة ما ينزل بالإنسان مطلقا وفي العرف ما نزل به من مكروه خاصة وهو المراد هنا (إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها) يقال حط الرجل الشيء أنزله وألقاه وحط من الدين كذا أي أسقط وأنزل وحط الله وزره وضعه عنه والمضارع يحط بضم الحاء وقد اختلف العلماء في المصائب وهي تكفر الخطايا بلا خلاف هل ترفع الدرجات أو لا وفي رواياتنا ما يؤيد القول بنعم ففي الرواية الثالثة إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة وفي الرواية الرابعة إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة وفي الرواية الثامنة إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة وسيأتي تفصيل القول في فقه الحديث وفي الرواية السابعة إلا قص بها من خطاياه بضم القاف مبني للمجهول قال النووي هكذا هو في معظم النسخ قص وفي بعضها نقص وكلاهما صحيح متقارب المعنى اهـ والقص القطع وفي رواية للبخاري إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر حات بتشديد التاء كما تحات بتشديد التاء أيضا يقال حت الورق عن الشجر يحت بضم الحاء حتا سقط وتحات الشيء تناثر والورق عن الغصن سقط ويقال تحاتت الشجرة بتشديد التاء الأولى تساقط ورقها وتحاتت عنه ذنوبه أي محيت وسقطت كناية عن إذهاب الخطايا وغفرانها (دخل شباب من قريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط) خر أي سقط ووقع وطنب الفسطاط بضم الطاء والنون وبإسكان النون هو الحبل الذي يشد به الفسطاط والفسطاط الخباء أو الخيمة ويقال له فستاط بالتاء قبل الطاء وفساط بحذف الطاء الأولى مع تشديد السين والفاء مضمومة ومكسورة فيهن فصارت ست لغات (فكادت عنقه أو عينه أن تذهب) هذا من قبيل قولهم علفتها تبنا وماء بارد بحذف عامل أي وسقيتها ماء وهنا حذف معمول كادت أي كادت عنقه تدق وعينه تذهب (لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا) أي بلغت هذه الآية من خوف المسلمين مبلغا كبيرا أي خافوا من عقوبات الآخرة لكثرة ما يعملون من السوء فإن الآية تتوعد كل من عمل سوءا كبيرا أو صغيرا بالمجازاة عليه بالنار فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفهم بأن الكثير من السوء يكفر ويغفر بسبب ما يصيب المسلم من البلاء (قاربوا وسددوا) أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا وسددوا أي اقصدوا الصواب والسداد (دخل على أم السائب أو أم المسيب) قال الحافظ ابن حجر في الإصابة أخرج أبو نعيم عن جابر قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من الأنصار يقال لها أم المسيب فذكر نحو الحديث وعند ابن منده أم السائب قال الحافظ ولم أر في شيء من طرق الحديث أنها أنصارية بل ذكرها ابن كعب في قبائل العرب بين المهاجرين والأنصار (فقال مالك يا أم السائب تزفزفين) بزاءين وفاءين مع ضم التاء قال القاضي تضم وتفتح اهـ وعند فتحها تكون إحدى التاءين محذوفة تخفيفا أي تتزفزفين ووقع في بعض النسخ بالراء والفاء ورواه بعضهم في غير مسلم بالراء والقاف قال النووي ومعناه تتحركين حركة شديدة أي ترعدين اهـ يقال رفرف المحموم براءين وفاءين أي ارتعد ورفرف الطائر بسط جناحيه وحركهما ويقال رفرفت الريح إذا هبت في مضي ورفرف فلان أي ارتعد (قالت الحمى) خبر لمبتدأ محذوف أي سبب زفزفتي الحمى (لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم) اعتبر الدعاء عليها سبا لها (كما يذهب الكير خبث الحديد) المراد من الكير النار التي تنفخ بالكير وهو منفاخ الحداد (ألا أريك امرأة من أهل الجنة) ألا بتخفيف فتحة اللام (هذه المرأة السوداء) في كتاب الصحابة للمستغفري فأراني حبشية صفراء عظيمة فقال هذه سعيرة الأسدية بضم السين وفتح العين على التصغير (قالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي) أن يشفيني من الصرع وهو بفتح الصاد وسكون الراء وأصرع بضم الهمزة مبني للمجهول والصرع علة في الجهاز العصبي تصحبها غيبوبة وتشنج في العضلات وقولها إني أتكشف بالتاء المفتوحة وفي نسخة بالنون الساكنة والمراد أنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر وعند البزار إني أخاف الخبيث أن يجردني فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها وقيل إنها كانت ماشطة خديجة التي كانت تتعاهد النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة فقه الحديث يؤخذ من الأحاديث

    1- من الرواية الأولى والثانية أن الأنبياء أشد بلاء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثرهم قال العلماء والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل أنهم مخصوصون بكمال الصبر وصحة الاحتساب ومعرفة أن ذلك نعمة من الله تعالى ليتم لهما الخير ويضاعف الأجر ويظهر صبرهم ورضاهم

    2- وتكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصايب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها

    3- ومن الرواية الثانية وما بعدها بشارة عظيمة للمسلمين فإنه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور
    4- وفيها رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات قال النووي وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء وحكى القاضي عياض عن بعضهم أنها تكفر الخطايا فقط ولا ترفع درجة ولا تكتب حسنة قال وروى هذا عن ابن مسعود قال الوجع لا يكتب به أجر لكن تكفر به الخطايا فقط واعتمد على الأحاديث التي فيها تكفير الخطايا ولم تبلغه الأحاديث التي ذكرها مسلم المصرحة برفع الدرجات وكتابة الحسنات اهـ ومن الذين نفوا رفع الدرجات بالمصائب الشيخ عز الدين بن عبد السلام حيث قال ظن بعض الجهلة أن المصاب مأجور وهو خطأ صريح فإن الثواب والعقاب إنما هو على الكسب والمصائب ليست منها بل الأجر على الصبر والرضا وتعقب بأن الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر بمجرد حصول المصيبة وأما الصبر والرضا فقدر زائد يمكن أن يثاب عليهما زيادة على ثواب المصيبة وظاهر كلام القرافي أن المصائب تكفر الذنوب وأن الصبر والرضا أيضا هما في دائرة تكفير الذنوب وليس فيه زيادة أجر حيث قال المصائب كفارات جزما سواء اقترن بها الرضا أم لا لكن إن اقترن بها الرضا عظم التكفير وإلا قل قال الحافظ ابن حجر والتحقيق أن المصيبة كفارة لذنب يوازيها وبالرضا يؤجر على ذلك فإن لم يكن للمصاب ذنب عوض عن ذلك من الثواب بما يوازيه وزعم القرافي أنه لا يجوز لأحد أن يقول للمصاب جعل الله هذه المصيبة كفارة لذنبك لأن الشارع قد جعلها كفارة فسؤال التكفير طلب لتحصيل حاصل وهو إساءة أدب على الشارع قال الحافظ ابن حجر وتعقب بما ورد من جواز الدعاء بما هو واقع كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له وأجيب عنه بأن الكلام فيما لم يرد فيه شيء وأما ما ورد فهو مشروع ليثاب من امتثل الأمر فيه على ذلك وعندي أنه ليس تحصيلا لحاصل بكل حال فالدعاء بالواقع المحقق دعاء بزيارته أو استمراريته كما قيل في قوله تعالى {يا أيها النبي اتق الله} [الأحزاب 1] وقوله {ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب 1] وقد أبى قوم أن تكون المصائب مكفرة بمفردها ومنهم القرطبي إذ قال في المفهم محل ذلك إذا صبر المصاب واحتسب وقال ما أمر الله به في قوله تعالى {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة 156] فحينئذ يصل إلى ما وعد الله ورسوله به من ذلك اهـ فكأنه حمل الأحاديث المطلقة على الواردة بالتقييد بالصبر لكنها مقيدة بثواب مخصوص باعتبار الصبر فيها ومثل ذلك أحاديث الطاعون وفيها من صبر واحتسب فله أجر شهيد قال الحافظ ابن حجر والذي يظهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير ورفع الدرجات وإن لم يحصل الصبر نظر إن حصل شيء من الجزع لكن لم يحصل ما يذم عليه من قول أو فعل فالفضل واسع ولكن المنزلة منحطة عن منزلة الصابر وإن حصل ما يذم عليه كان ذلك سببا لنقص الأجر الموعود به أو التكفير فقد يستويان وقد يزيد أحدهما على الآخر فبقدر ذلك يقضي لأحدهما على الآخر
    5- أن البلاء في مقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد
    6- قال ابن الجوزي كلما قويت المعرفة هان البلاء ومن الناس من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه وأعلى من ذلك درجة من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ولا يعترض وأرفع منه من شغلته المحبة عن طلب رفع البلاء وأعلى المراتب من يتلذذ بالبلاء
    7- أخذ بعضهم من إطلاق تكفير الذنوب أنه يشمل الكبائر والصغائر لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر والمراد بالتكفير ستر الذنب أو محو أثره المترتب عليه من استحقاق العقوبة
    8- من الرواية الثالثة النهي عن الضحك من مثل هذا الذي حصل إلا أن يحصل غلبة لا يمكن دفعه أما تعمده فمذموم لأن فيه شماته بالمسلم وكسرا لقلبه
    9- ومن الرواية الحادية عشرة النهي عن سب المرض والدعاء عليه 10- ومن الرواية الثانية عشرة أن الصرع يثاب عليه أكمل ثواب ذكره النووي 1

    1- وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة 1

    2- وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة 1

    3- وفيه دليل على جواز ترك التداوي 1
    4- قال الحافظ ابن حجر وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير وأن تأثير ذلك وانفعال البدن به أعظم من تأثير الأدوية البدنية ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم.

    حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ فَقَالَ ‏"‏ مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيَّبِ تُزَفْزِفِينَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتِ الْحُمَّى لاَ بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ لاَ تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ‏"‏ ‏.‏

    Jabir b. Abdullah reported that Allah's Messenger (ﷺ) visited Umm Sa'ib or Umm Musayyib and said:Umm Sa'ib or Umm Musayyib. why is it that you are shivering? She said:" It is fever and may it not be blessed by Allah, whereupon he (the Holy Prophet) said: Don't curse fever for it expiates the sin of the children of Adam just as furnace removes the alloy of iron

    Telah menceritakan kepadaku ['Ubaidullah bin 'Umar Al Qawariri]; Telah menceritakan kepada kami [Yazid bin Zurai']; Telah menceritakan kepada kami [Al Hajjaj Ash Shawwaf]; Telah menceritakan kepadaku [Abu Az Zubair]; Telah menceritakan kepada kami [Jabir bin 'Abdullah] bahwa Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam datang berkunjung ke rumah Ummu Saib atau Ummu Musayyab, maka beliau bertanya: "Sakit apa kamu sampai menggigil begitu?" Jawab Ummu Saib; "Demam! Yang Allah Ta'ala tidak memberi berkah dengannya." Nabi shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Janganlah kamu menyalahkan penyakit, karena penyakit itu dapat menghilangkan kesalahan (dosa-dosa) anak Adam, seperti halnya Kir (alat peniup atau penyala api) membersihkan karat-karat besi

    Bana Ubeydullah b, Ömer Eİ-Kavârîrî rivayet etti. (Dediki): Bize Yezid b. Zürey' rivayet etti. (Dediki): Bize Haccâc Es-Savvâf rivayet etti. (Dediki): Bana Ebû'z-Zübeyr rivayet etti. (Dediki): Bize Câbir b. Abdillah rivayet etti ki, Resûlullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) Ümmü Sâib'in — yahut Ümmü Müseyyeb'in — yanına girmiş de: «Sana ne oldu ey Ümmü Sâib —yahut ey Ummü Müseyyeb— titriyorsun.» diye sormuş. (O da) : — Sıtma! Allah hayrını vermesin! demiş. Bunun üzerine : «Sıtmaya sitem etme! Çünkü o âdemoğullannın günahlarını körüğün demir pasını giderdiği gibi giderir.» buyurmuşlar. İzah 2576 da

    ابوزبیر نے کہا : ہمیں حضرت جابر بن عبداللہ رضی اللہ عنہ نے حدیث بیان کی کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم ( ایک انصاری خاتون ) حضرت ام سائب یا حضرت ام مسیب رضی اللہ عنہا کے ہاں تشریف لے گئے ، آپ نے فرمایا : " ام سائب یا ( فرمایا : ) ام مسیب! تہیں کیا ہوا؟ کیا تم شدت سے کانپ رہی ہو؟ " انہوں نے کہا : بخار ہے ، اللہ تعالیٰ اس میں برکت نہ دے! آپ نے فرمایا : " بخار کو برا نہ کہو ، کیونکہ یہ آدم کی اولاد کے گناہوں کو اس طرح دور کرتا ہے جس طرح بھٹی لوہے کے زنگ کو دور کرتی ہے ۔

    উবাইদুল্লাহ ইবনু উমার আল কাওয়ারীরী (রহঃ) ..... জাবির ইবনু আবদুল্লাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত যে, রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম একদিন উম্মু সায়িব কিংবা উম্মুল মুসাইয়্যাব (রাযিঃ) এর কাছে গিয়ে বললেন, তোমার কি হয়েছে হে উম্মু সায়িব অথবা উম্মুল মুসাইয়্যাব! কাঁদছ কেন? তিনি বললেন, ভীষণ জ্বর, একে আল্লাহ বর্ধিত না করুন। তখন তিনি বললেন, তুমি জ্বরকে গালমন্দ করো না। কেননা জ্বর আদম সন্তানের পাপরাশ মোচন করে দেয়, যেভাবে হাপর লোহার মরিচিকা দূরীভূত করে। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৬৩৩৬, ইসলামিক সেন্টার)