• 882
  • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا "

    وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا

    يخسفان: الخسوف : الخسوف للشمس وللقمر تغيرهما وذهاب ضوئهما كلا أو بعضا
    الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا
    حديث رقم: 1008 في صحيح البخاري أبواب الكسوف باب الصلاة في كسوف الشمس
    حديث رقم: 3054 في صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس والقمر بحسبان
    حديث رقم: 1456 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الكسوف الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس
    حديث رقم: 1323 في صحيح ابن خزيمة جُمَّاعُ أَبْوَابِ ذِكْرِ الْوِتْرِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ
    حديث رقم: 5720 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 5829 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 2885 في صحيح ابن حبان بَابُ الْإِمَامَةِ وَالْجَمَاعَةِ بَابُ صَلَاةِ الْكُسُوفِ
    حديث رقم: 1825 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ كُسُوفِ الشَّمْسِ ، وَالْقَمَرِ الْأَمْرُ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ
    حديث رقم: 1177 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْكُسُوفِ كِتَابُ الْكُسُوفِ
    حديث رقم: 12874 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمِمَّا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 5982 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ صَلَاةِ الْخُسُوفِ بَابُ الصَّلَاةِ فِي خُسُوفِ الْقَمَرِ
    حديث رقم: 1566 في سنن الدارقطني كِتَابُ الْعِيدَيْنِ بَابُ صِفَةِ صَلَاةِ الْخُسُوفِ وَالْكُسُوفِ وَهَيْئَتِهِمَا
    حديث رقم: 1951 في مستخرج أبي عوانة بَابٌ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِهِ بَيَانُ وُجُوبِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ
    حديث رقم: 68 في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي للبيهقي بيان خطأ من أخطأ على الشافعي للبيهقي حَدِيثٌ فِي الْخُسُوفِ

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلوا.
    المعنى العام:
    سبحان من خلق الكون وجعل فيه سراجاً وقمراً منيراً، {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً} [الفرقان: 62]. {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} [الأنبياء: 33]. {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون} [يونس: 5]. شاءت حكمة الله تعالى أن يخلق الشمس كتلة ملتهبة من ظاهرها وباطنها تبعث الحرارة فيما حولها، وترسل أشعة ضوئها لتنعكس نوراً على جرم القمر فيضيء ليلاً لأهل الأرض، وعلى سطح الأرض، فتنشر الحركة والحياة. شاءت حكمة الله أن تدور الأرض حول نفسها أمام الشمس، وأن تدور في فلك حول الشمس، والقمر كذلك بنظام دقيق قال عنه جل شأنه: {والشمس والقمر بحسبان} [الرحمن: 5] وقال: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} [يس: 40]. وكانت نتيجة هذا الدوران، وهذا القانون الإلهي في الكون أن تقع الأرض بين الشمس والقمر فيصبح النصف غير المواجه للشمس مواجهاً للقمر، وتصبح الأرض حينئذ حاجبة لضوء الشمس عن القمر، فيرى أهل النصف المواجه للقمر، يرون القمر مظلماً جزئياً أو كلياً، ويقال حينئذ: خسف القمر. ونتيجة للتحرك والدوران لا يلبث أن يبتعد عن الجرم الحاجب فيعود إليه الضوء. كما كان نتيجة هذا الدوران، وهذا القانون الإلهي في الكون أن يقع القمر بين الشمس وبين الأرض فيحجب وصول أشعة الشمس وضوئها إلى أهل جزء من الأرض، فلا يرون الشمس في النهار، أو لا يرون جزءاً منها، ويقال حينئذ: كسفت الشمس. ونتيجة للتحرك والدوران المحسوب لا يلبث الجرم الحاجب أن يبتعد، فيعود ضوء الشمس. علم الله الإنسان حساب هذه الحركات ليعلم عدد السنين وعدد الأيام، علمه الحساب الدقيق الذي يعلم به متى يحصل كسوف الشمس أو القمر؟ من أي شهر؟ وفي أي يوم؟ وفي أية ساعة؟ بل وفي أية دقيقة سيحصل؟ ثم كم دقيقة يستمر هذا الكسوف؟ أصبح علم الفلك في زمننا علماً محسوساً محسوباً حساباً دقيقاً لا مرية فيه، وأصبحت ظاهرة الكسوف للشمس أو القمر ظاهرة يحددها الحساب تحديداً لا يتخلف، ولا خطر منها على البشر. فلم أمر الإسلام عندها بالمبادرة إلى الصلاة والذكر والدعاء؟ إن الله تعالى خلق هذه الظاهرة تذكيراً للبشر بقدرته وهيمنته وفضله ونعمه على عباده، والإنسان لا يعرف قدر النعمة إلا عند فقدها، {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه} [الزمر: 8]. وذكر الله دعاؤه، والصلاة عند هذه الظاهرة ليس لسرعة الانجلاء، وإنما هو شكر لله على نعمة الضوء وطلب من الله دوامها، كما طلب من المسلم بعد طعامه أن يقول: اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال. وإن هذه الظاهرة في نفسها تذكر بيوم القيامة وقيام الساعة فهي صورة مصغرة أو مؤقتة لما سيكون، وقد أشار جل شأنه إلى هذا بقوله: {يسأل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر} [القيامة:
    6-10]
    . لقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بهذه الظاهرة، ويخشى الله عندها، ويظهر للمسلمين فزعه خوفاً على أمته وإشفاقاً، فالظواهر الكونية قد تنقلب عقاباً وعذاباً، كما حدث لقوم عاد حين رأوا السحاب وهم جدب فقالوا: {هذا عارض ممطرنا} [الأحقاف: 24]، فكان عذاباً، كان ريحاً فيها عذاب أليم، وإن الذي خلق الظاهرة قادر على استمرارها وإذهاب النعمة منها. لقد كان صلى الله عليه وسلم ينزعج لدرجة العجلة والاهتمام الذي يجعله يأخذ ثوب امرأته بدلاً من ثوبه ويلتحف به ويخرج حتى يدركوه بثوبه. كان يخرج فينادي مؤذنه لينادي المسلمين: الصلاة جامعة. فيجتمعون في المسجد، حتى النساء والصبيان، يصلي بهم صلاة خاصة. صلاة طويلة يقرأ في القيام الأول ما يقرب أو ما يزيد عن قدر سورة البقرة بعد الفاتحة، ثم يركع ركوعاً طويلاً يقرب من زمن الوقوف، ثم يرفع من الركوع فيقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم يظل واقفاً يقرأ الفاتحة وقرآناً قريباً مما قرأ في القيام الأول، ثم يركع ركوعاً طويلاً يقرب من قيامه الثاني يسبح فيه ويحمد، ثم يرفع من الركوع قائلاً: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم للركعة الثانية فيعمل فيها مثل ما عمل في الركعة الأولى، ثم يتشهد ويسلم، ركعتان في كل ركعة ركوعان طويلان وقيامان طويلان، وأحياناً كان يزيد ركوعاً وقياماً فتكون الركعتان في كل منهما ثلاثة من القيام وثلاثة من الركوع، وأحياناً كان يزيد ركوعاً رابعاً فيكون في الركعتين ثمانية من القيام، وثمانية من الركوع، وغاية ما وصلت إليه الزيادة خمسة من القيام وخمسة من الركوع في كل من الركعتين، أما السجود فلم يكن يتغير عن سجود الصلاة. ثم يخطب الناس، ويحمد الله ويثني عليه ويدعوه ويكثر من دعائه، ويذكر الناس: بقدرة الله ووحدانيته ونعمه التى لا تحصى، ويحذرهم من العقائد الفاسدة في هذه الظاهرة، فإن الشمس والقمر مخلوقان لله، مسيران بأمر الله، مذللان لقانون الله، لا تأثير للبشر وأحداثهم فيهما، فلا ينكسفان لموت عظيم ولا لحياته. هكذا حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قولة بعض المسلمين يوم مات ابنه إبراهيم فكسفت الشمس، فقالوا: كسفت لموت إبراهيم. وهكذا بين صلى الله عليه وسلم أن موت ابنه كموت بقية البشر، ونقى عقائد المسلمين من الخرافات والأوهام. المباحث العربية الكسوف والخسوف (خسفت الشمس) وفي كثير من الروايات الآتية كسفت الشمس يقال: كسف الشمس وكسفت الشمس، بفتح الكاف والسين، وكسف وكسفت، بضم الكاف وكسر السين، وانكسف وانكسفت الشمس. كما يقال: خسف الشمس وخسفت، بفتح الخاء والسين، وخسف الشمس وخسفت، بضم الخاء وكسر السين، وانخسف وانخسفت الشمس. ولا شك أن مدلول الكسوف لغة غير مدلول الخسوف، لأن الكسوف التغير إلى سواد، والخسوف النقصان أو الذل، ومن الواضح أن ظاهرة الكسوف أو الخسوف للشمس والقمر يجتمع فيها الأمران، التغير إلى سواد ونقصان الضوء أو زواله. لكن العلماء -والفقهاء منهم خاصة- اختلفوا في استعمال كل من اللفظين، فاشتهر عن كثير منهم استعمال الكسوف للشمس، والخسوف للقمر ويستأنسون بقوله تعالى: {وخسف القمر} [القيامة: 8]. وحكى القاضي عياض عن بعضهم عكس ذلك، أي استعمال الخسوف للشمس والكسوف للقمر، وهو غلط معارض بلفظ القرآن، ولا يصححه ما جاء في ملحق روايتنا الحادية عشرة من قول عروة: لا تقل: كسفت الشمس، ولكن قل: خسفت الشمس. فقد قال النووي: هذا قول انفرد به. اهـ والأحاديث الصحيحة الواردة ترده. والتحقيق استعمال الكسوف والخسوف مع كل من الشمس والقمر، فقد استعمل كل من اللفظين مع الشمس في أحاديثنا، واستعمال القرآن للخسوف مع القمر لا يمنع من استعماله مع الشمس ولا يمنع من استعمال الكسوف مع القمر. وقيل: بالكاف مع ابتداء الظاهر، وبالخاء في انتهائها. وقيل: بالكاف لذهاب جميع الضوء، وبالخاء لذهاب بعضه. وقد ثبت علمياً أن القمر يستمد نوره من ضوء الشمس، كمرآة يقع عليها الضوء فتعكسه، ويخيل للناظر أنها مضيئة، والحقيقة أن القمر جسم مظلم، كما أن الأرض كذلك، ولو أن إنساناً على سطح القمر، على الجزء غير المواجه للشمس، فكان في ليل القمر، لو أنه نظر إلى سطح الأرض المواجه للشمس لرأى الأرض مضيئة، كما يرى أهل الأرض سطح القمر المواجه للشمس. ولما كان الكل في فلك يسبحون بخلق الله وحكمته وإرادته، ولما كان قانونه الذي أودعه في الكون -جل شأنه- يقضي بأن تقع الأرض أحياناً بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عن القمر كله أو بعضه، وبأن يقع القمر أحيانا بين الشمس والأرض، فيحجب ضوء الشمس عن رؤية أهل بقعة من الأرض، لما كان الأمر كذلك وقعت ظاهرة كسوف الشمس والقمر لأهل الأرض. فكسوف القمر حجب ضوء الشمس عنه كلاً أو بعضاً، فيصبح هذا الجزء من القمر مظلماً حقيقة. أما كسوف الشمس فهو الحيلولة بين وصول ضوئها إلى هذه البقعة من الأرض مع بقاء ضوء الشمس فيها وفي ما بينها وبين القمر فكسوفها ظاهري لا حقيقي. وقد أشكل على ابن العربي حجب الأصغر للأكبر، فاستشكل حجب القمر للشمس كلياً وهو صغير جداً بالنسبة لها. لكن الإشكال مدفوع بأن الأصغر إذا قرب من الأصغر حجب الكبير جداً، ألا ترى أنك لو وضعت طبقاً صغيراً قريباً من عينيك حجب عنك الأفق الواسع كله؟ إذن كسوف الشمس والقمر ظاهرتان في الكون، خاضعتان لقانونه الذي أودعه الله فيه، يحسب حسابه أهل الحساب. أما لماذا تقام الصلاة ويطلب الدعاء ما دام الأمر كذلك؟ فالتوضيح يأتي في فقه الحديث إن شاء الله. (في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في زمن حياته. (فأطال القيام جداً) بكسر الجيم، منصوب على المصدر لفعل محذوف أي يجد جداً، والمراد من القيام قيام القراءة. وفي الرواية الثانية: فاقترأ...قراءة طويلة. وفي الرواية الخامسة: فقام قياماً شديداً. وفي الرواية السابعة: فقام قياماً طويلاً. وفي الرواية الثامنة: أطال القيام حتى جعلوا يخرون. وفي الرواية التاسعة: فأطال القراءة. وفي الرواية الرابعة عشرة: فقام قياماً طويلاً قدر نحو سورة البقرة. وفي الرواية الواحدة بعد العشرين: بأطول قيام. والمراد منها كلها واحد، وأن هذا القيام كان أطول من المعهود كثيراً. (ثم ركع فأطال الركوع جداً) في الرواية الثانية: فركع ركوعاً طويلاً. وفي الرواية الثامنة: ثم ركع فأطال. وفي الرواية التاسعة: ثم ركع نحواً مما قام. وفي الرواية الواحدة بعد العشرين: بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاته قط. (ثم رفع رأسه فأطال القيام جداً) هذا القيام في الصلاة العادية يعرف بالاعتدال من الركوع والرفع منه، والمطلوب فيه الطمأنينة مع استحباب قول: سمع الله لمن حمده. ربنا ولك الحمد. أما في صلاة الكسوف فزيد فيه قراءة أخرى، ففي الرواية الثانية: ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة، وهي أدنى -أي أقل- من القراءة الأولى. وفي الرواية السابعة: ثم رفع، فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول. وفي الرواية الثامنة: ثم رفع فأطال. وفي الرواية التاسعة: ثم رفع رأسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الأولى. فهو قيام قراءة يسبق الركوع الثاني. (ثم ركع فأطال الركوع جداً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد) في الكلام طي وحذف قبل قوله: ثم سجد والأصل ثم رفع من الركوع رفع الصلاة العادية، ثم سجد أي سجدتين بينهما جلسة وطمأنينة كالصلاة المعتادة، ففي الرواية التاسعة: ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين. ولم تتعرض الروايات لطول السجود، اللهم إلا ما جاء في الرواية الواحدة بعد العشرين من قوله: فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط. مما يوحي بطول السجود أيضاً، وسيأتي اختلاف العلماء في ذلك في فقه الحديث. (ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول) يحتمل أن المراد أن القيام الأول من الركعة الثانية دون القيام الأول من الركعة الأولى، فهو يشبه القيام الثاني من الركعة الأولى، وكذلك الركوع، ويحتمل أن القيام الأول من الركعة الثانية دون القيام الثاني من الركعة الأولى، فيكون كل قيام دون ما سبقه من قيام، وكل ركوع دون ما سبقه من ركوع، وهذا هو الأولى، فقد رواه الإسماعيلي بلفظ: الأولى فالأولى أطول. ومن الواضح الذي لا خلاف فيه على كل من القولين السابقين أن الركعة الأولى بقياميها وركوعيها أطول من الركعة الثانية بقياميها وركوعيها، وأن القيام الثاني في كل من الركعتين دون القيام الأول في كل منهما، وكذلك الركوع الثاني في كل من الركعتين دون الركوع الأول في كل منهما. (ثم سجد ثم انصرف) أي ثم سجد سجدتين، ثم تشهد، ثم سلم، ثم انصرف. (وقد تجلت الشمس) أي ظهرت وعاد ضوؤها وانحسرت الظلمة عنها، وزال تغيرها. وفي الرواية الثانية: وانجلت الشمس قبل أن ينصرف. وفي الرواية التاسعة: فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس أي رجعت إلى حالها. (فخطب الناس فحمد الله...إلخ) ليس الحمد وما بعده غير الخطبة وليست الفاء للتعقيب، ففي الكلام مجاز المشارفة، أي أشرف على الخطبة فحمد الله، كقولنا: توضأ فغسل وجهه ويديه ورأسه ورجليه، فما بعد الفاء بيان وتفسير لما قبلها. (إن الشمس والقمر من آيات الله) وفي الرواية الثانية: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله. وفي الرواية الرابعة بعد العشرين: ولكنهما آية من آيات الله. والآية: العظة والعبرة والعلامة على قدرة الله وحكمته ورحمته. (وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته) وفي الرواية الخامسة: لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته. وفي الرواية الواحدة والعشرين: إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا حياته. أما الروايتان الثامنة عشرة والتاسعة عشرة فلم تذكر لفظ ولا لحياته وقد استشكل على الروايات التي ذكرت هذه اللفظة بأن السياق إنما ورد في حق من ظن أن ذلك لموت إبراهيم ولم يذكروا الحياة. قال الحافظ ابن حجر: والجواب أن فائدة ذكر الحياة دفع توهم من يقول: لا يلزم من نفي كونه سبباً للفقد أن لا يكون سبباً للإيجاد، فعمم الشارع النفي لدفع هذا التوهم. اهـ أي إن ذكرها للمبالغة في نفي علاقة الكسوف بموت عظيم عن طريق نفي علاقته بالبشر مطلقاً موتاً أو حياة. (فإذا رأيتموهما) أي رأيتم الشمس والقمر مكسوفين على التتابع، أي إذا رأيتم كسوف أي منهما، وليس المراد رأيتم كسوف الشمس والقمر معاً فإنه من المستحيل -حسب القوانين الإلهية في الكون- وقوع الكسوف فيهما في وقت واحد. والرواية الثانية: فإذا رأيتموها. الإفراد، والضمير للآية، وفي الرواية الخامسة: فإذا رأيتم كسوفاً. أي لأحدهما، وفي الرواية التاسعة: فإذا رأيتم شيئاً من ذلك وفي الرواية الرابعة عشرة: فإذا رأيتم ذلك. أي الكسوف، وفي الرواية الثامنة عشرة: فإذا رأيتم منها شيئاً. أي من الآيات. (إن من أحد أغير من الله) إن حرف نفي بمعنى ما ورواية البخاري: والله ما من أحد أغير من الله. وأغير أفعل تفضيل من الغيرة بفتح الغين. قال الطيبي: وجه اتصال هذا المعنى بما قبله من قوله: فاذكروا الله من جهة أنهم لما أمروا باستدفاع البلاء بالذكر والدعاء والصلاة والصدقة ناسب ردعهم عن المعاصي التي هي من أسباب جلب البلاء، وخص منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك. وقيل: لما كانت هذه المعصية من أقبح المعاصي وأشدها تأثيراً في إثارة النفوس وغلبة الغضب ناسب ذلك تخويفهم في هذا المقام من مؤاخذة رب الغيرة وخالقها سبحانه وتعالى. اهـ ومعنى البلاء في الكسوف حجب نعمة الضوء عن البشر ولو لفترة قصيرة. (أن يزني عبده) حذف حرف الجر قبل أن مطرد وكثير، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، أي لا أحد أغير من الله لزنا عبده، أو من زنا عبده. (لو تعلمون ما أعلم) من عظيم قدرة الله وانتقامه. (ولضحكتم قليلاً) قيل: معنى القلة هنا العدم، أي لم تضحكوا لكثرة الخوف وغلبته واستيلاء الحزن عليكم. (ألا هل بلغت؟) ما أمرت به من التحذير والإنذار وغير ذلك مما أرسلت به، والاستفهام للتقرير، أي أقروا بأنني بلغت. (فاقترأ) يقال: قرأ قراءة واقترأ اقتراء بمعنى، ولذا جاء بمصدر قرأ فقال: قراءة طويلة. (حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات) أي استكمل من الركوع أربعة، اثنان في كل ركعة، ومن السجود أربعة، اثنان في كل ركعة، وفي الرواية الرابعة: أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات. أي أربع ركوعات وأربع سجدات في ركعتين وفي الرواية الثامنة فكانت أربع ركعات وأربع سجدات وخالفت في ذلك الرواية التاسعة، فجعلت في كل ركعة من الركعتين ثلاثة من القراءة وثلاثة من الركوع. وسيأتي تفصيل القول فيها. (وانجلت الشمس قبل أن ينصرف) أي قبل أن ينتهي من الصلاة ويخرج منها وينصرف عنها. (فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة) أي بادروا بالصلاة، وأسرعوا إليها ملتجئين بذلك إلى الله. (فصلوا حتى يفرج الله عنكم) حتى غائية، أي استمروا وأطيلوا في صلاتكم إلى أن يفرج الله عنكم، أو تعليلية، أي صلوا ليفرج الله عنكم. والظاهر الأول. (رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم) أي في وقوفي للصلاة. ففي الرواية التاسعة: ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه. أي كل شيء وعدتموه من جنة ونار. وفي الرواية الثامنة: إنه عرض على كل شيء تولجونه. أي تدخلونه من جنة ونار فعرضت على الجنة وعرضت على النار. وفي حقيقة هذه الرواية وكيفية هذا العرض، قال القاضي عياض: قال العلماء: يحتمل أنه رآهما رؤية عين، كشف الله تعالى عنهما، وأزال الحجب بينه وبينهما، كما فرج له عن المسجد الأقصى حين وصفه، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم -في حديث البخاري- في عرض هذا الحائط أي في جهته وناحيته، ويحتمل أنه تمثيل لقرب المشاهدة. قالوا: ويحتمل أن يكون رؤية علم وعرض وحي، بإطلاعه وتعريفه من أمورها تفصيلاً ما لم يعرفه قبل ذلك، ومن عظيم شأنهما ما زاده علماً بأمرهما وخشية وتحذيراً ودوام ذكر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً. قال القاضي: والتأويل الأول أولى، وأشبه بألفاظ الحديث، لما فيه من الأمور الدالة على رؤية العين، كتناوله صلى الله عليه وسلم العنقود، وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار. اهـ ذكره النووي في شرح مسلم. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ظاهره أنها رؤية عين، فمنهم من حمله على أن الحجب كشفت له دونها، فرآها على حقيقتها، وطويت المسافة بينهما، حتى أمكنه أن تناول منها، وهذا أشبه بظاهر الخبر، ومنهم من حمله على أنها مثلت له في الحائط، كما تنطبع الصورة في المرآة، فرأى جميع ما فيها، ويؤيده حديث أنس الآتي في التوحيد: لقد عرضت على الجنة والنار آنفاً في عرض الحائط وأنا أصلي. وفي رواية: لقد مثلت. ولمسلم: ولقد صورت. ثم قال: وأبعد من قال: إن المراد بالرؤية رؤية العلم. قال القرطبي: لا إحالة في إبقاء هذه الأمور على ظواهرها، لا سيما على مذهب أهل السنة في أن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا، فيرجع إلى أن الله تعالى خلق لنبيه صلى الله عليه وسلم إدراكاً خاصاً به، أدرك به الجنة والنار على حقيقتهما. (حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفاً من الجنة) في الرواية الثامنة: فعرضت على الجنة، حتى لو تناولت منها قطفاً أخذته. أو قال: تناولت منها قطفاً فقصرت يدي عنه. وفي الرواية التاسعة: ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل. وفي الرواية الرابعة عشرة: إني رأيت الجنة، فتناولت منها عنقوداً -أي حاولت أن أتناول- ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. والقطف بكسر القاف العنقود، وهو فعل بمعنى مفعول، أي مقطوف، كالذبح بكسر الذال يعني المذبوح. (حين رأيتموني جعلت أقدم) قال النووي: ضبطناه بضم الهمزة وفتح القاف وكسر الدال المشددة، ومعناها أقدم نفسي، أو أقدم رجلي، وضبطه جماعة بفتح الهمزة وإسكان القاف وضم الدال، من الإقدام، وكلاهما صحيح. (يحطم بعضها بعضاً) أي يكسر بعض وقودها بعضاً، لشدة لهيبها واضطرابها، كأمواج البحر التي يعلو بعضها بعضاً لعنفها وتدافعها. (ورأيت فيها ابن لحي) بضم اللام وفتح الحاء وتشديد الياء، وفي بعض النسخ عمرو بن لحي. (وهو الذي سيب السوائب) أي أطلق النوق للأصنام، وجعلها للسدنة ترعى في أي مرعى، لا يعرض لها أحد، ولا يشرب لبنها إلا السدنة وابن السبيل فهي موقوفة على الأصنام، وقد أنكر الله على أهل الجاهلية ذلك فقال: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون} [المائدة: 103]. (فبعث منادياً الصلاة جامعة) أي بعث من ينادي: الصلاة جامعة. وهما منصوبان، الصلاة على الإغراء، وجامعة على الحال، أي احضروا الصلاة حال كونها جامعة، أي ذات جماعة، وقيل برفعهما، الصلاة على الابتداء، وجامعة على الخبر، وفي الرواية الثامنة عشرة نودي بالصلاة جامعة بنصب الصلاة وجامعة كما سبق، ولم يجر بالباء لأن الجملة قصد حكايتها. (ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات) أي صلى ركعتين فيهما أربع سجدات، وفي كل ركعة ثلاثة من الركوع، كما وضحه تفصيلاً من قبل وهو المراد من قوله في الرواية السادسة: صلى ست ركعات وأربع سجدات. (أن يهودية أتت عائشة تسألها) أي تطلب صدقة وإحساناً وبراً فأحسنت عائشة إليها. (فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر) أي دعت اليهودية لعائشة بهذا الدعاء. (فقلت: يا رسول الله، يعذب الناس في القبور؟) الكلام على الاستفهام لأن عائشة لم تكن تعلم ذلك لعدم سبق الوحي به، وفي رواية البخاري: أيعذب الناس في قبورهم بإبراز همزة الاستفهام. (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذاً بالله) قال بعضهم: عائذاً منصوب على المصدر الذي يجيء على وزن فاعل، كعافية، أو على الحال المؤكد النائبة مناب المصدر. والعامل فيه محذوف، كأنه قال: أعوذ بالله عائذاً. قال الحافظ: وروي بالرفع، أي أنا عائذ. اهـ. كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من قول اليهودية، حيث لم يكن أوحى إليه به. (ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركباً) مركبا بفتح الكاف مصدر ميمى، أي ركب ركوباً ذات صباح، وهذا المركب هو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه بسبب موت ابنه إبراهيم. (فخرجت في نسوة بين ظهري الحجر في المسجد) بفتح الظاء، تثنية ظهر، وفي رواية البخاري بين ظهراني قيل: المراد بين ظهر الحجر، والنون والياء زائدتان. وقيل: بل كلمة ظهراني كلها زائدة، والأصل بين الحجر، والمراد بالحجر بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، جمع حجرة. (حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه) أي إلى مكان الإمام. (إني رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال) وفي الرواية العاشرة: وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون أي تمتحنون في القبور امتحاناً شديداً هائلاً كامتحانكم بفتنة الدجال وناره، والمراد من امتحان القبر ما صرح به في الرواية العاشرة من سؤال الملكين للميت: ما علمك بهذا الرجل؟ (فأطال القيام حتى جعلوا يخرون) أي حتى أخذ الصحابة يجلسون في صلاتهم حيث لم يقدروا على مواصلة الوقوف. (تعذب في هرة لها) أي بسبب هرة لها. (ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) خشاش بفتح الخاء، وحكى القاضي عياض كسرها وضمها، والفتح هو المشهور وهي هوام الأرض وحشراتها، وقيل: صغار الطير، والأول أقرب. (ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك) هو عمرو بن لحي، سابق الذكر. (يجر قصبه في النار) بضم القاف وسكون الصاد وهي الأمعاء، أي يجر أمعاءه في النار، من جريمته التي أجرمها، وتبديله ملة إبراهيم عليه السلام. (وإنهم كانوا يقولون) أي وإن بعض أهل الجاهلية الضلال والمنجمين منهم كانوا يعظمون الشمس والقمر، ويقولون: إنهما لا ينكسفان إلا لموت عظيم. (فصلوا حتى تنجلي) أي حتى تنجلي الآية. (يوم مات إبراهيم) جمهور أهل السير على أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة، قيل: في ربيع الأول. وقيل: في رمضان. وقيل: في ذي الحجة. وقيل: سنة تسع. وقيل: سنة الحديبية. (فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس) قال النووي: هو بهمزة ممدودة. هكذا ضبطه جميع الرواة ببلادنا. قالوا: ومعناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، يقال: آض يئيض إذا رجع. ومنه قولهم: أيضاً. اهـ. (مخافة أن يصيبني من لفحها) أي من ضرب لهيبها، ومنه قوله تعالى: {تلفح وجوههم النار} [المؤمنون: 104]. قالوا: والنفح دون اللفح، قال تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك} [الأنبياء: 46]. أي أدنى شيء منه. (وحتى رأيت فيها صاحب المحجن) بكسر الميم عصا منعقفة الطرف. قاله النووي. وفي كتب اللغة: المحجن كالصولجان، يقال: حجنت الشيء وأحجنته إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك. وحجنة المغزل بضم الحاء هي المنعقفة في رأسه. والمنعقف المنعطف. فمحجن الرجل عصا طرفها من جهة الأرض منعطف يجذب الأشياء ويقبض عليها. (عند أسماء) بنت أبي بكر، أخت عائشة من أبيها. (قالت: نعم) أي إشارة برأسها أيضاًَ، لأنها في صلاة. (حتى تجلاني الغشي) أي أصابني الغشي، بفتح الغين وسكون الشين، وروي أيضاً بكسر الشين وتشديد الياء، وهما بمعنى الغشاوة، قريب من الإغماء، ويحصل بطول القيام في الحر وببذل جهد مع الضعف. (ما علمك بهذا الرجل؟) إنما يقول له الملكان السائلان هذا السؤال، ولا يقولان له: ما علمك بالرسول. امتحاناً له وإغراباً عليه، ليجيب المتمكن الجواب الصحيح، وليضيع غير المتمكن. (فزع النبي صلى الله عليه وسلم يوماً) قال القاضي: يحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو الخوف، كما في الرواية الواحدة بعد العشرين: يخشى أن تكون الساعة. ويحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو المبادرة والإسراع إلى الشيء. (فأخذ درعاً حتى أدرك بردائه) في الرواية الثالثة عشرة: فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعد ذلك المراد من الدرع هنا ثوب المرأة، وليس حديد الحرب، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لانزعاجه وشدة سرعته واهتمامه أراد أن يأخذ رداءه فأخطأ وأخذ درع بعض أهل البيت سهواً، ولم يعلم ما فعل لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم بعض أهل البيت بذلك لحقه بردائه. (لو أن إنساناً أتى...إلخ) أي لو أن إنساناً لم يعرف أنه قائم يصلي ما ظن أنه في صلاة لطول وقوفه. (فقضيت حاجتي، ثم جئت، ودخلت المسجد) أي بعد أن رأت أسماء عائشة تصلي مع الناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن سألتها وفهمت من إشارتها ما جرى، ذهبت إلى بيتها فتوضأت، ثم جاءت ودخلت المسجد، وقامت في صفوف النساء. (حتى لو أن رجلاً جاء) لم يره قد ركع، ورفع بعد الركوع. (خيل إليه أنه لم يركع) وأنه في قيام القراءة بعد. (قدر نحو سورة البقرة) قال النووي: هكذا هو في النسخ قدر نحو. وهو صحيح. ولو اقتصر على أحد اللفظين لكان صحيحاً. اهـ. (ورأيت النار فلم أر -كاليوم- منظراً قط) أصل الكلام فلم أر منظراً قط كمنظر اليوم من حيث الفظاعة، فحذف لفظ منظر وأدخل التشبيه على اليوم، لبشاعة ما رأى فيه، وبعده عن المنظر المألوف. (بكفر العشير وبكفر الإحسان) قال النووي: هكذا ضبطناه بكفر بالباء الجارة وضم الكاف وإسكان الفاء، قال: والعشير المعاشر كالزوج وغيره. اهـ وعطف كفر الإحسان على كفر العشير للبيان، لأن المقصود كفر إحسان العشير، لا كفر ذات العشير، والمراد بكفر الإحسان تغطيته أو جحده. (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر) الخطاب لكل من يتأتى خطابه، والدهر منصوب على الظرفية، والمراد منه مدة عمر الرجل، أو الزمان كله مبالغة في كفرانهن، وفي رواية البخاري الدهر كله. (ثم رأت منك شيئاً) التنوين للتقليل، أي شيئاً قليلاً لا يوافق غرضها من أي نوع كان. (ثم رأيناك تكعكعت) أي توقفت وأحجمت. قال أهل اللغة: يقال: تكعكع الرجل إذا أحجم وجبن وتأخر ونكص على عقبيه. وفي أصل الرواية الرابعة عشرة كففت، وفي رواية البخاري كعكعت. (ثمان ركعات في أربع سجدات) أي صلى ركعتين، في كل ركعة أربعة من الركوع وسجدتان. (فركع ركعتين في سجدة) المراد من الركعة هنا الركوع، ومن السجدة الركعة، أي صلى ركوعين في ركعة. (بينما أنا أرمي بأسهمي) في الرواية الثالثة بعد العشرين كنت أرتمي بأسهم لي، وفي ملحقها بينما أنا أرتمي بأسهم لي، وكلها بمعنى أرمي، أي كان يتدرب على رمي السهام، أو كان يصطاد بالسهام. (فنبذتهن) أي فتركت السهام. (حتى حسر عنها) أي كشف عنها وعاد ضوؤها، وهو بمعنى جلي عنها. فقه الحديث صلاة الكسوف مشروعة باتفاق، والخلاف بين الفقهاء في حكمها، والجمهور على أنها سنة مؤكدة، وحكى عن مالك أنه أجراها مجرى الجمعة. ونقل الزين بن المنير عن أبي حنيفة أنه أوجبها، وكذا نقل بعض مصنفي الحنفية أنها واجبة. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح. قال النووي: ومذهب مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء أنه يسن فعلها جماعة. وقال العراقيون: فرادي. وحجة الجمهور الأحاديث الصحيحة في مسلم وغيره. اهـ. أما وقتها فمن ابتداء الكسوف إلى أن ينجلي، سواء أكان ذلك في ليل أو في أي وقت من نهار، لأن الصلاة في الأحاديث علقت بالرؤية فإذا رأيتموها فصلوا. والرؤية ممكنة في كل وقت من النهار، وبهذا قال الشافعي ومن تبعه. واستثنى الحنفية أوقات الكراهة، وهو مشهور مذهب أحمد، وعن المالكية وقتها من حل النافلة إلى الزوال، وفي رواية إلى صلاة العصر. قاله الحافظ ابن حجر. وقال: ورجح الأول بأن المقصود إيقاع هذه العبادة قبل الانجلاء، وقد اتفقوا على أنها لا تقضى بعد الانجلاء، فلو انحصرت في وقت لأمكن الانجلاء قبله، فيفوت المقصود. اهـ قال: ولو انجلت قبل أن يشرع في الصلاة سقطت الصلاة، ولو في أثناء الصلاة أتمها على الهيئة المذكورة. اهـ. وقال النووي عن حديث ابن سمرة: هذا مما يستشكل ويظن أن ظاهره أنه ابتدأ صلاة الكسوف بعد انجلاء الشمس، وليس كذلك، فإنه لا يجوز ابتداء صلاتها بعد الانجلاء، فهو [أي ما في روايتنا الثانية والعشرين] محمول على أنه وجده في الصلاة، كما صرح به في الرواية [الثالثة والعشرين] ثم جمع الراوي جميع ما جرى في الصلاة من دعاء وتكبير وتهليل وتسبيح وتحميد وقراءة سورتين في القيامين الآخرين للركعة الثانية، وكانت السورتان بعد الانجلاء تتميما للصلاة، فتمت جملة الصلاة ركعتين، أولهما في حال الكسوف، والثانية بعد الانجلاء. اهـ. أما كيفيتها فقد قال النووي: واختلفوا في صفتها: والمشهور في مذهب الشافعي أنها ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان، أما السجود فسجدتان غيرهما، سواء تمادى الكسوف أم لا. وبهذا قال مالك وأحمد وجمهور علماء الحجاز وغيرهم، وقال الكوفيون: هما ركعتان كسائر النوافل، عملا بظاهر حديث ابن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين [روايتنا الثانية بعد العشرين والثالثة بعد العشرين]. قال: وحجة الجمهور حديث عائشة من رواية عروة وعمرة [روايتنا الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسابعة] وحديث جابر [روايتنا الثامنة] وابن عباس [روايتنا الرابعة عشرة] وابن عمرو بن العاص [روايتنا السابعة عشرة] أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان وسجدتان. قال ابن عبد البر: وهذا أصح ما في الباب. وحملوا حديث ابن سمرة بأنه مطلق [صلى ركعتين ولم يبين كيفيتهما ولا الركوع فيهما] وهذه الروايات تبين المراد به. ثم تكلم عن الروايات التي زادت ركوعاً ثالثاً، كروايتنا الخامسة والسادسة والتاسعة، والتي زادت ركوعاً رابعاً، كروايتنا الخامسة عشرة والسادسة عشرة، فقال: وذكر مسلم في رواية عن عائشة وعن ابن عباس وعن جابر: ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات، ومن رواية ابن عباس: وصلى ركعتين في كل ركعة أربع ركعات. قال الحافظ: الروايات الأولى أصح، ورواتها أحفظ وأضبط، ولأبي داود من رواية أبي بن كعب: ركعتين في كل ركعة خمس ركعات. وقد قال بكل نوع بعض الصحابة. وقال جماعة من أصحابنا الفقهاء المحدثين وجماعة من غيرهم: هذا الاختلاف في الروايات بحسب اختلاف حال الكسوف، ففي بعض الأوقات تأخر انجلاء الكسوف، فزاد عدد الركعات، وفي بعضها أسرع الانجلاء فاقتصر، وفي بعضها توسط بين الإسراع والتأخر فتوسط في عدده. وهذا التوجيه بعيد، لأن تأخر الانجلاء لا يعلم في الركعة الأولى، والروايات متفقة على أن عدد الركوع في كل من الركعتين سواء، فهذا يدل على أن عدد الركوع مقصود من أول الحال. والأولى ما قاله جماعة من العلماء من أنه جرت صلاة الكسوف في أوقات متعددة، واختلاف صفتها محمول على بيان جواز جميع ذلك، فتجوز صلاتها على كل واحد من الأنواع الثابتة. وهذا أقوى [وبه أخذ الحنابلة]. قال: واتفق العلماء على أنه يقرأ الفاتحة في القيام الأول من كل ركعة واختلفوا في القيام الثاني، فمذهبنا ومذهب مالك وجمهور أصحابه أنه لا تصح الصلاة إلا بقراءتها فيه، وقال بعض المالكية: لا يقرأ الفاتحة في القيام الثاني. قال: واتفقوا على استحباب إطالة القراءة والركوع فيها، كما جاءت الأحاديث، ولو اقتصر على الفاتحة في كل قيام وأدى طمأنينته في كل ركوع صحت صلاته، وفاته الفضيلة. قال: واختلفوا في إطالة السجود، فقال جمهور أصحابنا: لا يطوله، بل يقتصر على قدره في سائر الصلوات. وقال المحققون منهم: يستحب إطالته نحو الركوع الذي قبله، للأحاديث الصحيحة الصريحة في ذلك. اهـ. ولعله يشير إلى روايتنا التاسعة، وفيها: وركوعه نحو من سجوده. أو الرواية السابعة عشرة، وفيها تقول عائشة: ما ركعت ركوعاً قط، ولا سجدت سجوداً قط كان أطول منه. لكن بقية الروايات لم تصف السجود بالطول حين أبرزت وصف القيام والركوع بالطول الشديد، مما يرجح الرأي القائل بعدمه. ويؤخذ من أحاديث الكتاب

    1- من الرواية الأولى، من قوله: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على الوضوء، فلهذا لم يحتج إلى الوضوء في تلك الحال، وفيه نظر، لجواز أن يكون في الرواية حذف، فليس نصا في أنه كان على وضوء. ذكره الحافظ ابن حجر.

    2- ومن قوله: فخطب الناس. مشروعية الخطبة في الكسوف، وهي دليل للشافعي وأصحاب الحديث، حيث قالوا: يستحب بعد الصلاة خطبتان. وقال ابن قدامة: لم يبلغنا عن أحمد ذلك. والحنفية يقولون: ليس في الكسوف خطبة ويقولون عن الأحاديث المثبتة بأنه صلى الله عليه وسلم لم يقصد لها خطبة بخصوصها، وإنما أراد أن يبين لهم الرد على من يعتقد أن الكسوف لموت بعض الناس. وتعقب هذا القول بأن الأحاديث الصحيحة صرحت بالخطبة، وذكرت كثيراً من شرائطها من الحمد والثناء والموعظة بمواعظ أخرى، كالتخويف من النار، وما رأى فيها، والترغيب في الجنة وما رأى فيها، وعذاب القبر، وكفران العشير. ونحو ذلك. والمشهور عند المالكية أن لا خطبة لها. قال الحافظ ابن حجر: والعجب أن مالكاً روى حديث هشام وفيه التصريح بالخطبة ولم يقل بها أصحابه. اهـ.

    3- وأن الخطبة لا تفوت بالانجلاء، بخلاف ما لو انجلت قبل أن يشرع في الصلاة، فإنه يسقط الصلاة والخطبة.
    4- وأن الخطبة تفتتح بحمد الله والثناء عليه، ومذهب الشافعي أن لفظة (الحمد لله) متعينة، فلو قال معناها لم تصح خطبته. ذكره النووي.
    5- وفيه إبطال ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من تأثير الكواكب في الأرض. قال الخطابي: كانوا في الجاهلية يعتقدون أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر، فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتقاد باطل، وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله، ليس لهما سلطان في غيرهما، ولا قدرة على الدفع عن أنفسهما.
    6- ومن الحث على التكبير والدعاء والصلاة والصدقة الحث على الطاعات عند البلاء، واستدفاع البلاء بالذكر والدعاء وغيرهما من القربات.
    7- ومن قوله صلى الله عليه وسلم: يا أمة محمد. إشفاقه صلى الله عليه وسلم، كما يخاطب الوالد ولده إذا أشفق عليه، بقوله: يا بني. كذا قيل. وكان قضية ذلك أن يقول: يا أمتي. لكن عدل عن ذلك لما في الإضافة إلى الضمير من الإشعار بالتكريم مما لا يتناسب ومقام التخويف والتحذير، ومثله: يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً.
    8- ويؤخذ منه أيضاً أن الواعظ ينبغي له حال وعظه أن لا يأتي بكلام فيه تفخيم لنفسه [إذ لم يقل: يا أمة رسول الله] بل يبالغ في التواضع لأنه أقرب إلى انتفاع من يسمعه. وقبوله لوعظه.
    9- ومن التنبيه على غيرة الله على المعاصي يؤخذ أن التخويف بغضب الله حين البلاء أكثر تأثيراً لرقة القلب وإخلاص الذكر واستجابة الدعاء، وهذا الأسلوب خير أسلوب للوعظ. قال الحافظ ابن حجر: فيه ترجيح التخويف في الخطبة على التوسع في الترخيص. 10- ومن تخصيص الزنا بالذكر من بين المعاصي يؤخذ قبح هذه المعصية ومدى تسببها في غضب الله. 1

    1- ومن تعبيره صلى الله عليه وسلم: عبده وأمته. يؤخذ حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى لتنزهه عن الزوجة والأهل الذين تتعلق بهم الغيرة غالباً. 1

    2- ومن الكلام عن الضحك والبكاء يؤخذ الزجر عن كثرة الضحك والحث على البكاء، والتحقق مما يصير إليه المرء بعد الموت. 1

    3- ومن قوله ألا هل بلغت؟. تحريض الأمة على حفظ الشريعة وتبليغها والقيام عليها. 1
    4- وفي الحديث استحباب رفع اليدين عند الدعاء. 1
    5- ومن الرواية الثانية من خروجه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد استحباب صلاة الكسوف في المسجد الذي تصلي فيه الجمعة، وفي الرواية الثالثة عشرة: ثم جئت ودخلت المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فقمت معه....إلخ. وفي الرواية الواحدة بعد العشرين: حتى أتى المسجد فقام يصلي...إلخ. فالمراد من مصلاه في الرواية السابعة مكان الإمام من مسجده صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ابن حجر: وصح أن السنة في صلاة الكسوف أن تصلي في المسجد، ولولا ذلك لكانت صلاتها في الصحراء أجدر برؤية الانجلاء. 1
    6- وفي الأحاديث صلاتها جماعة، وهو أمر مستحب، وليس شرطاً لصحتها، فتصح فرادى. قال الحافظ ابن حجر: وإن لم يحضر الإمام الراتب أم لهم بعضهم، وبه قال الجمهور. وقال الثوري: إن لم يحضر الإمام صلوا فرادى. 1
    7- وتقديم الإمام في الموقف. 1
    8- وتعديل الصفوف. 1
    9- ومن الدعاء بعد الرفع من الركوع، قال النووي: ويستحب أن يقول في كل رفع من ركوع: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، ويجمع بين هذين اللفظين، وهو مذهب الشافعي ومن وافقه، وهو مستحب عندنا للإمام والمأموم والمنفرد. 20- ومن قوله: فإذا رأيتموها فافزعوا. يؤخذ استحباب المبادرة بصلاة الكسوف. 2

    1- وفي الحديث أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان، وهو مذهب أهل السنة، خلافاً للمعتزلة، وهذا مبني على أن الرؤية حقيقية لما هو واقع الآن. 2

    2- ومن تأخره صلى الله عليه وسلم حين رأى جهنم يؤخذ مشروعية التأخر والبعد عن مواطن العذاب والهلاك. 2

    3- واستدل بذكر ابن لحي على أن بعض الناس معذب في نفس جهنم اليوم. 2
    4- وفي الرواية الثالثة دليل للشافعي ومن وافقه أنه يستحب أن ينادى لصلاة الكسوف بنداء: الصلاة جامعة وأجمعوا على أن لا يؤذن لها ولا يقام. 2
    5- وفي الرواية الرابعة دليل لأبي يوسف ومحمد وأحمد في قولهم باستحباب الجهر في صلاة كسوف الشمس والقمر. والجمهور على أنه لا جهر في كسوف الشمس، وحمل بعضهم قول عائشة: جهر في صلاة الخسوف بقراءته. على كسوف القمر. قال الحافظ ابن حجر: وليس بجيد، لأن الإسماعيلي روى هذا الحديث من وجه آخر بلفظ: كسفت الشمس. اهـ. وقال النووي: واحتج الآخرون بأن الصحابة قدروا القراءة بقدر سورة البقرة [في روايتنا الرابعة عشرة] ولو كانت القراءة جهراً لعلم قدرها دون تقدير. وذهب ابن جرير الطبري إلى أن الجهر والإسرار سواء. 2
    6- ومن قوله: يخوف الله عباده. يؤخذ أن الظاهرة السيئة -وإن كانت على وفق قوانين الله في الكون- يقصد بها التخويف، لأن الابتلاء بحجب النعمة يذكر بفضلها حين وجودها، ويخوف من ذهابها، فمن أسرار حكمة الكسوف التخويف، وكان -جل شأنه- قادراً على جعل الأفلاك والدوران بحيث لا يحجب شيء الآخر، وهو قادر جل شأنه على إيقاف حركتها واستمرار حجب الضوء، كما هو صريح قوله: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون} [القصص: 71]. 2
    7- وفي الرواية السابعة ثبوت عذاب القبر وفتنته، وهو مذهب أهل الحق. 2
    8- مشروعية التعوذ من عذاب القبر. 2
    9- ومن الرواية الثامنة من عذاب صاحبة الهرة أخذ بعضهم المؤاخذة بالصغائر، قال القاضي عياض: ليس في الحديث أنها عذبت بالنار، ويحتمل أنها كانت كافرة، فزيد في عذابها بذلك. ورد عليه النووي فقال: الصواب المصرح به في الحديث أنها عذبت بسبب الهرة، وهو كبيرة، لأنها ربطتها وأصرت على ذلك حتى ماتت، والإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، كما هو مقرر في كتب الفقه وغيرها: وليس في الحديث ما يقتضي كفر هذه المرأة. اهـ. 30- ويؤخذ من تقدمه وتأخره صلى الله عليه وسلم في الصلاة في الرواية التاسعة أن العمل القليل لا يبطل الصلاة، والخلاف في ضبط العمل القليل فالشافعية ضبطوه بما دون الثلاث خطوات متتابعات، وقالوا: الثلاث متتابعات تبطل الصلاة، ويتأولون الحديث على أن الخطوات كانت متفرقة، لا متوالية ويستطيعون أن يدعوا أنها كانت أقل من ثلاث، ومن الصعب قبول هذا التأويل، لأن التوالي عندهم وقوعها في ركن واحد، ولا شك أن تقدمه وتأخره صلى الله عليه وسلم كان في ركن واحد، وهو ركن القيام للقراءة، فالحديث واضح مع غير الشافعية. 3

    1- ويؤخذ من الرواية العاشرة استحباب صلاة الكسوف للنساء ولا خلاف يذكر فيه، لكن الخلاف في صلاتهن الكسوف جماعة أو في المسجد، فعن الثوري وبعض الحنفية: يصلين فرادى. وفي المدونة: تصلي المرأة في بيتها وتخرج المتجالة. أي كثيرة الخروج والتجول، نقيض ذوات الخدور، وعن الشافعية: يخرج الجميع إلا من كانت بارعة الجمال. وعن بعض الفقهاء أن الكسوف إنما يخاطب به من يخاطب بالجمعة، وهو ضعيف. وقد ناقش بعضهم في الاستدلال على استحباب صلاة الكسوف للنساء في المسجد بصلاة عائشة وأسماء، فقال: إن أسماء إنما صلت في حجرة عائشة لكن الرواية الثالثة عشرة تشير إلى أن صلاتها كانت بالمسجد فهي تقول فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً، فقمت معه. ثم إن نساء أخريات كانت تصلي بالمسجد، ففي الرواية نفسها: حتى رأيتني أريد أن أجلس، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة، فأقول: هذه أضعف مني، فأقوم. 3

    2- ويؤخذ من استمرار أسماء في الصلاة مع حصول الغشي، أن الغشي لا ينقض الوضوء مادام العقل ثابتاً. ذكره النووي. 3

    3- وفي تأخيره صلى الله عليه وسلم حتى ينتهي إلى النساء دليل على أن النساء يصلين خلف الرجال. 3
    4- وفي إشارة عائشة من غير أن تنطق يؤخذ منع الكلام في الصلاة. 3
    5- وأن الإشارة لا تبطل الصلاة، قال النووي: ولا كراهية فيها إذا كانت لحاجة. 3
    6- وفي الرواية الرابعة عشرة من سؤال الصحابة عما رأوه اهتمامهم بحركاته صلى الله عليه وسلم وسكناته. 3
    7- وسؤال التابع ومراجعة المتعلم للعالم فيما لا يدركه فهمه، وجواز استفهامه عن علة الحكم. 3
    8- ومعجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم. 3
    9- وما كان عليه صلى الله عليه وسلم من نصح أمته، وتعليمهم ما ينفعهم، وتحذيرهم مما يضرهم. 40- وبيان العالم ما يحتاج إليه التلميذ. 4

    1- وجواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق مما لا يخرج من الملة، وإن لم يكن ذلك الشخص كافراً بالله تعالى. 4

    2- وذم كفران الحقوق. 4

    3- ووجوب شكر النعم. 4
    4- وأن أهل التوحيد يعذبون على المعاصي. قال الحافظ ابن حجر: ووقع في حديث جابر ما يدل على أن المرئي في النار من النساء من اتصف بصفات ذميمة، ولفظه: وأكثر من رأيت فيها من النساء اللائي إن ائتمن أفشين، وإن سئلن بخلن، وإن سألن ألحفن، وإن أعطين لم يشكرن. 4
    5- ومن الرواية الواحدة بعد العشرين يؤخذ ما ينبغي للمسلم من تذكر الساعة وأهوال القيامة كلما رأى آية في الكون. قال النووي عن قول الراوي: فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة. هذا قد يستشكل من حيث أن الساعة لها مقدمات كثيرة لا بد من وقوعها، لم تكن وقعت، كطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار، والدجال، وأشياء أخر لا بد من وقوعها قبل الساعة كفتوح الشام والعراق ومصر وغيرها، وإنفاق كنوز كسرى في سبيل الله، وغير ذلك من الأمور المشهورة في الأحاديث الصحيحة. قال: ويجاب عنه بأجوبة. أحدها: لعل هذا الكسوف كان قبل إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمور. الثاني: لعله خشي أن يكون بعض مقدماتها. الثالث: أن الراوي ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يخشى أن تكون الساعة، وليس يلزم من ظنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خشي ذلك حقيقة، بل خرج النبي صلى الله عليه وسلم مستعجلاً مهتماً بالصلاة وغيرها من أمر الكسوف، مبادراً إلى ذلك. وربما خاف أن يكون نوع عقوبة، كما كان صلى الله عليه وسلم عند هبوب الريح تعرف الكراهة في وجهه، ويخاف أن يكون عذاباً، فظن الراوي خلاف ذلك، ولا اعتبار بظنه. اهـ. 4
    6- في الرواية الثانية والثالثة بعد العشرين دليل للشافعية في رفع اليدين في القنوت، ورد على من يقول: لا ترفع الأيدي في دعوات الصلاة. 4
    7- في اقتران القمر بالشمس في الأحاديث، وفي قوله: فإذا رأيتموها فصلوا. دليل للشافعي وجميع الفقهاء أصحاب الحديث في استحباب الصلاة لكسوف القمر على هيئة صلاة كسوف الشمس. وقال مالك وأبو حنيفة: لا تسن لكسوف القمر هكذا، وإنما تسن ركعتان كسائر الصلوات فرادى. والله أعلم

    وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عَبْدِ، اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ ‏ "‏ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا ‏"‏ ‏.‏

    Abdullah b. 'Umar reported that the Messenger of Allah (ﷺ) observed:Verily the sun and the moon do not eclipse on account of the death or life of anyone. They are in fact the signs among the signs of Allah. So when you see them, observe prayer

    Abdoullâh Ibn 'Omar (رضي الله عنهما) transmet ces paroles d'après le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) : "Ni le soleil ni la lune ne s'éclipsent à cause de la mort ou de la vie de quiconque. Ils sont plutôt des signes de Dieu. Priez, quand vous les voyez

    Dan telah menceritakan kepadaku [Harun bin Sa'id Al Aili] telah menceritakan kepada kami [Ibnu Wahb] telah menceritakan kepadaku [Amru bin Al Harits] bahwa [Abdurrahman bin Qasim] telah menceritakan kepadanya dari bapaknya [Al Qasim bin Muhammad bin Abu Bakar Ash Shiddiq], dari [Abdullah bin Umar] bahwa ia telah mengabarkan dari Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, bahwa beliau bersabda: "Sesungguhnya tidaklah terjadi gerhana matahari dan bulan karena kematian seseorang atau pun kelahirannya, akan tetapi keduanya adalah ayat-ayat Allah. Karena itu, bila kalian melihat (gerhana), maka shalatlah

    Bana Hârûn b. Saîd El-Eyli rivayet etti. (Dediki): Bize îbni Vehb rivayet etti. (Dediki): Bana Amr'u'bnü Hârîs haber verdi. Ona da Abdurrahmân b. Kaasim, babası Kaasim b. Muhammed b. Ebi Bekr-i Sıddık'dan, o da Abdullah b. Ömer'den naklen rivayet etmiş; Abdullah, Resulullah {Sallallahu Aleyhi ve Sellem) «Şüphesiz ki güneşle ay hiç bir kimsenin mematı veya hayâtı için tutulmazlar. Lâkin onlar Allah'ın âyetlerinden bir âyettir. Siz, onları gördüğünüz zaman hemen namaz kılın.» buyurduğunu haber vermiş. İzah 915 te

    حضرت عبداللہ بن عمر رضی اللہ تعالیٰ عنہ سے روایت ہے ، وہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم سے یہ خبر سنایا کرتے تھے ۔ کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا : " یقیناً سورج اور چاند کو کسی شخص کی موت یا زندگی کی وجہ سے گرہن نہیں لگتا بلکہ یہ اللہ کی نشانیوں میں سے نشانی ہیں ، جب تم انھیں ( اس طرح ) دیکھو تو نماز پڑھو ۔

    হারূন ইবনু সাঈদ আল আয়লী (রহঃ) ..... 'আবদুল্লাহ ইবনু উমার (রযিঃ) থেকে বর্ণিত। রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেনঃ চন্দ্রগ্রহণ ও সূর্যগ্রহণ কারো জীবন ও মৃত্যুর কারণে লাগে না। বরং এ দুটি আল্লাহর নিদর্শনসমূহের অন্যতম। অতএব তোমরা যখন এ দুটি (গ্রহণ লাগতে) দেখ, তখন সালাতে মশগুল হও। (ইসলামী ফাউন্ডেশন ১৯৯০, ইসলামীক সেন্টার)

    அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் கூறினார்கள்: சூரியனும் சந்திரனும் யாருடைய இறப்புக்காகவோ பிறப்புக்காகவோ கிரகணம் காண்பதில்லை. உண்மையில் அவை இரண்டும் இறைவனின் சான்றுகளில் உள்ளவை ஆகும். ஆகவே, கிரகணங்களை நீங்கள் கண்டால் (இறைவனைத்) தொழுங்கள். இதை அப்துல்லாஹ் பின் உமர் (ரலி) அவர்கள் அறிவிக்கிறார்கள். அத்தியாயம் :