قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حِينَ قُدِّمَتِ الْبَيْعَةُ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِمَا : " إِنِّي مُشِيرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ ثَلَاثٍ قَالَ : وَمَا هِيَ قَالَ : تَعْتَزِلُ مَقَامَكَ فَإِنَّكَ تَقُومُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَوْ تَخْرُجُ مُعْتَمِرًا قَالَ : وَمَا كُنْتُ لِأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدَ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ نِيَّةٌ قَالَ : فَمَا الثَّالِثَةُ ؟ قَالَ : تُبَايِعْ ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ ؟ - قَالَ : وَكَانَ أَعْمَى - قَالَ رَجَاءٌ : فَدَعَاهُ هِشَامٌ إِلَى الْبَيْعَةِ فَأَبَى فَكَتَبَ فِيهَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا لَكَ وَلِسَعِيدٍ مَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ ، فَأَمَّا إِذَا فَعَلْتَ فَاضْرِبْهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبِسْهُ تُبَّانَ شَعْرٍ وَأَوْقِفْهُ لِئَلَّا يَقْتَدِي بِهِ النَّاسُ فَدَعَاهُ هِشَامٌ ، فَأَبَى فَقَالَ : لَا أُبَايِعُ لِاثْنَيْنِ قَالَ : فَضَرَبَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ تُبَّانًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ ، قَالَ رَجَاءٌ : حَدَّثَنِي الْأَيْلِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي الشُّرَطِ بِالْمَدِينَةِ قَالُوا : عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَلْبَسُ تُبَّانًا طَائِعًا ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ الْقَتْلُ ، فَاسْتُرْ عَوْرَتَكَ قَالَ : فَلَبِسَهُ قَالَ : فَلَمَّا ضُرِبَ فَتَبَيَّنَ لَهُ أَنَّا خَدَعْنَاهُ فَقَالَ : يَا مُعَجِّلَةَ أَهْلِ أَيْلَةَ لَوْلَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْقَتْلُ مَا لَبِسْتُهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُذَامِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْجَرَوِيُّ قَالَ : كَتَبَ إِلَيْنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ جَمِيلٍ الْأَيْلِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حِينَ قُدِّمَتِ الْبَيْعَةُ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِمَا : إِنِّي مُشِيرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ ثَلَاثٍ قَالَ : وَمَا هِيَ قَالَ : تَعْتَزِلُ مَقَامَكَ فَإِنَّكَ تَقُومُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَوْ تَخْرُجُ مُعْتَمِرًا قَالَ : وَمَا كُنْتُ لِأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدَ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ نِيَّةٌ قَالَ : فَمَا الثَّالِثَةُ ؟ قَالَ : تُبَايِعْ ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ ؟ - قَالَ : وَكَانَ أَعْمَى - قَالَ رَجَاءٌ : فَدَعَاهُ هِشَامٌ إِلَى الْبَيْعَةِ فَأَبَى فَكَتَبَ فِيهَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا لَكَ وَلِسَعِيدٍ مَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ ، فَأَمَّا إِذَا فَعَلْتَ فَاضْرِبْهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبِسْهُ تُبَّانَ شَعْرٍ وَأَوْقِفْهُ لِئَلَّا يَقْتَدِي بِهِ النَّاسُ فَدَعَاهُ هِشَامٌ ، فَأَبَى فَقَالَ : لَا أُبَايِعُ لِاثْنَيْنِ قَالَ : فَضَرَبَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ تُبَّانًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ ، قَالَ رَجَاءٌ : حَدَّثَنِي الْأَيْلِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي الشُّرَطِ بِالْمَدِينَةِ قَالُوا : عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَلْبَسُ تُبَّانًا طَائِعًا ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ الْقَتْلُ ، فَاسْتُرْ عَوْرَتَكَ قَالَ : فَلَبِسَهُ قَالَ : فَلَمَّا ضُرِبَ فَتَبَيَّنَ لَهُ أَنَّا خَدَعْنَاهُ فَقَالَ : يَا مُعَجِّلَةَ أَهْلِ أَيْلَةَ لَوْلَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْقَتْلُ مَا لَبِسْتُهُ