دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , فَنَادَانِي شَيْخٌ , فَقَالَ : يَا يَمَانِيُّ , يَا يَمَانِيُّ , تَعَالَ . وَمَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ : لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا , وَلَا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ أَبَدًا . قُلْتُ : وَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِبَعْضِ أَهْلِهِ إِذَا غَضِبَ , أَوْ لِزَوْجَتِهِ , أَوْ لِخَادِمِهِ . قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " إِنَّ رَجُلَيْنِ كَانَا فِي بَنِي إسْرَائِيلَ مُتَحَابَّيْنِ , أَحَدُهُمَا مُجتهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ , وَالْآخَرُ كَأَنَّهُ يَقُولُ : مُذْنِبٌ . فَجَعَلَ يَقُولُ : أَقْصِرْ , أَقْصِرْ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ . قَالَ : فَيَقُولُ : خَلِّنِي وَرَبِّي حَتَّى وَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ , قَالَ : أَقْصِرْ . قَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي , أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ قَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا , أَوْ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَبَدًا . قَالَ : فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا , فَقَبَضَ رُوحَيْهِمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ , فَقَالَ للمُذْنِبِ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي , وَقَالَ لِلَآخَرِ : أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْظُرَ عَلَى عَبْدِي رَحْمَتِي ؟ قَالَ : لَا يَا رَبِّ . قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ " . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ
حَدَّثَنَا جَدِّي ، نا حَبَّانُ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ , قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , فَنَادَانِي شَيْخٌ , فَقَالَ : يَا يَمَانِيُّ , يَا يَمَانِيُّ , تَعَالَ . وَمَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ : لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا , وَلَا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ أَبَدًا . قُلْتُ : وَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِبَعْضِ أَهْلِهِ إِذَا غَضِبَ , أَوْ لِزَوْجَتِهِ , أَوْ لِخَادِمِهِ . قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , يَقُولُ : إِنَّ رَجُلَيْنِ كَانَا فِي بَنِي إسْرَائِيلَ مُتَحَابَّيْنِ , أَحَدُهُمَا مُجتهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ , وَالْآخَرُ كَأَنَّهُ يَقُولُ : مُذْنِبٌ . فَجَعَلَ يَقُولُ : أَقْصِرْ , أَقْصِرْ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ . قَالَ : فَيَقُولُ : خَلِّنِي وَرَبِّي حَتَّى وَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ , قَالَ : أَقْصِرْ . قَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي , أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ قَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا , أَوْ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَبَدًا . قَالَ : فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا , فَقَبَضَ رُوحَيْهِمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ , فَقَالَ للمُذْنِبِ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي , وَقَالَ لِلَآخَرِ : أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْظُرَ عَلَى عَبْدِي رَحْمَتِي ؟ قَالَ : لَا يَا رَبِّ . قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ