حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْعَاقِبُ , وَالطَّيِّبُ , فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ , فَقَالَا : أَسْلَمْنَا يَا مُحَمَّدُ قَبْلَكَ قَالَ : كَذَبْتُمَا إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ ؟ قَالَا : هَاتِ أَنْبِئْنَا قَالَ : حُبُّ الصَّلِيبِ , وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَأَكْلُ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ , فَلَا مَالَ وَلَا حَيَاةَ قَالَ : وَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُلَاعَنَةِ , فَوَاعَدَاهُ عَلَى أَنْ يُغَادِيَاهُ الْغَدَاةَ , فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ , وَفَاطِمَةَ , وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَأَبَيَا أَنْ يَجِئَا , وَأَقَرَّا لَهُ بِالْخَرَاجِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ عَلَيْهِمُ الْوَادِي نَارًا قَالَ جَابِرٌ : فِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : {{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ }} قَالَ الشَّعْبِيُّ : أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ , وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ : فَاطِمَةُ , وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْجَوْزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَسِيحُ , وَمَعَهُ الْعَاقِبُ , وَقَيْسٌ أَخُوهُ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ الْمَسِيحِ وَهُوَ غُلَامٌ , وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ جَبَّارًا فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَسِيحِ , فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنُنْكِرُ مَا تَقُولُ ؟ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ {{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلْقَهُ مِنْ تُرَابٍ }} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ : فَنَخِرَ نَخْرَةً إِجْلَالًا لَهُ , مَا تَقُولُ ؟ بَلْ هُوَ اللَّهُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ }} الْآيَةُ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ ذِكْرَ الْأَبْنَاءِ غَضِبَ , فَأَخَذَ بِيَدِ ابْنِهِ هَاتِ لِهَذَا كُفُوًا قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ دَعَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ , وَعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , فَأَقَامَ الْحَسَنَ عَنْ يَمِينِهِ , وَالْحُسَيْنَ عَنْ يَسَارِهِ , وَعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ إِلَى صَدْرِهِ , وَقَالَ : هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأَنْفُسُنَا , فَائْتِنَا لَهُمْ بِأَكْفَاءٍ قَالَ : فَوَثَبَ يَعْنِي أَخَاهُ الْعَاقِبُ , فَقَالَ : إِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُلَاعِنَ هَذَا الرَّجُلَ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ كَاذِبًا مَا لَكَ فِي مُلَاعَنَتِهِ خَيْرٌ , وَلَئِنْ كَانَ صَادِقًا لَا يَحُولُ الْحَوْلُ وَمِنْكُمْ نَافِخُ صَرْفَةٍ أَوْ صَرْفٍ - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - قَالَ : فَصَالَحُوهُ كُلَّ الصُّلْحِ وَرَجَعَ
وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ , فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }} قَالَ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ , وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ قَالَ : فَاطِمَةُ , وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ