حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، أنا أَبُو الْهَيْثَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى الْجَزِيرَةِ ، قَالَ : فَرَكِبْنَا السَّفِينَةَ فَأَرْفَقَتْ بِنَا إِلَى جَانِبِ قَرْيَةٍ عَادِيَّةٍ فِي سَفْحِ جَبَلٍ خَرَابٍ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَطَوَّفْتُ فِي ذَلِكَ الْخَرَابِ أَتَأَمَّلُ آثَارَهُمْ وَمَا كَانُوا فِيهِ ، قَالَ : إِذْ دَخَلْتُ بَيْتًا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَأْهُولًا ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ لِهَذَا شَأْنًا ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ : إِنَّ لِيَ إِلَيْكُمْ حَاجَةً ، فَقَالُوا : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : تُقِيمُونَ عَلَيَّ لَيْلَةً ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ ذَلِكَ الْبَيْتَ ، فَقُلْتُ : إِنْ يَكُنَ لَهُ أَهْلٌ فَسَيَئُوبُ إِلَيْهِ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ، فَلَمَّا أَظْلَمَ اللَّيْلُ سَمِعْتُ صَوْتًا قَدِ انْحَطَّ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ يُسَبِّحُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُكَبِّرُهُ وَيَحْمَدُهُ ، فَلَمْ يَزَلِ الصَّوْتُ يَدْنُو بِذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ، قَالَ : وَلَمْ أَرَ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ شَيْئًا إِلَّا جَرَّةً لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ، وَوِعَاءً لَيْسَ فِيهِ طَعَامٌ ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى ذَلِكَ الْوِعَاءِ ، فَأَكَلَ مِنْهُ طَعَامًا ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ أَتَى تِلْكَ الْجَرَّةَ فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ ، فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، دَخَلْتَ بَيْتِي بِغَيْرِ إِذْنِي ، قَالَ : قُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، لَمْ أُرِدْ إِلَّا الْخَيْرَ ، قُلْتُ : رَأَيْتُكَ أَتَيْتَ هَذَا الْوِعَاءَ فَأَكَلْتَ مِنْهُ طَعَامًا ، وَقَدْ نَظَرْتُ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمْ أَرْ فِيهِ شَيْئًا ، قَالَ : أَجَلْ ، مَا مِنْ طَعَامٍ أُرِيدُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ إِلَّا أَكَلْتُهُ مِنْ هَذَا الْوِعَاءِ ، وَلَا شَرَابًا أُرِيدُهُ مِنْ شَرَابِ النَّاسِ إِلَّا شَرِبْتُهُ مِنْ هَذِهِ الْجَرَّةِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ أَرَدْتَ السَّمَكَ الطَّرِيَّ ؟ قَالَ : وَإِنْ أَرَدْتُ السَّمَكَ الطَّرِيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ لَمْ تُؤْمَرْ بِالَّذِي صَنَعْتَ ، أُمِرَتْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْمَسَاجِدِ ، وَتَفْضيِلِ الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَةِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ ، قَالَ : هَا هُنَا قَرْيَةٌ فِيهَا كُلُّ مَا ذَكَرْتَ ، وَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَكَاتَبَنِي حِينًا ثُمَّ انْقَطَعَ كِتَابُهُ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَاتَ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ لَمَّا مَاتَ وُجِدَ مِنْ قَبْرِهِ رِيحُ الْمِسْكِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الْبَارُّ الصَّادِقُ الْمَأْمُونُ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي فَكُنَّا فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ ، فَرُفِعَ لَنَا سَوَادٌ فَظَنَنَّاهُ شَجَرَةً ، فَلَمَّا دَنَوْنَا إِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَانْتَظَرْنَاهُ لِيَنْصَرِفَ فَيُرْشِدَنَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي نُرِيدُ فَلَمَّا لَمْ يَنْصَرِفْ قَالَ لَهُ أَبِي : إِنَّا نُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا ، فَأَوْمِئْ لَنَا قِبَلَهَا بِيَدِكَ ، فَفَعَلَ ، وَإِذَا حَوْضٌ مُحَوَّضٌ يَابِسٌ لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ ، وَإِذَا قَرْيَةٌ يَابِسَةٌ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : إِنَّا نَرَاكَ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَاءٌ فَنَجْعَلُ فِي قِرْبَتِكَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي عِنْدَنَا ، فَأَوْمَأَ أَنْ لَا ، فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ فَامْتَلَأَ حَوْضُهُ ذَلِكَ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْقَرْيَةَ ذَكَرْنَا لَهُمْ ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، فُلَانٌ لَا يَكُونُ فِي مَكَانٍ إِلَّا سُقِيَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبِي : كَمْ لِلَّهِ مِنْ عَبْدٍ صَالِحٍ لَا نَعْرِفُهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ ، نا الْأَعمشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ لَنَا فِي لَيْلَةٍ مُخِيفَةٍ فِي يَوْمٍ مُخِيفٍ وَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فَأَيْقَظْنَاهُ ، وَقُلْنَا : تَنَامُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : إِنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّ الْعَرْشِ أَنْ يَعْلَمَ أَنِّي أَخَافُ شَيْئًا دُونَهُ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَأْسَهُ فَنَامَ