حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : ثَنَا أَبِي ، قَثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ : انْطَلِقَا ، فَادْعُوَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَبَشِّرَا ، وَلَا تُنَفِّرَا ، وَيَسِّرَا ، وَلَا تُعَسِّرَا ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفْتِنِي فِي شَرَابَيْنِ كُنَّا نَصْنَعُهُمَا بِالْيَمَنِ : الْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ يُنْبَذُ ، حَتَّى يَشْتَدَّ ، وَالْمِزْرُ مِنَ الشَّعِيرِ ، وَالذُّرَةِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَدْ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلَامِ بِخَوَاتِيمِهِ : أُحَرِّمُ كُلَّ مُسْكِرٍ أَسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ ، فَانْطَلَقْنَا ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْيَمَنَ نَزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا فِي ، قُبَّةٍ عَلَى حِدَةٍ ، ثُمَّ جَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ ، قَالَ : فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى يَوْمًا ، وَهُوَ فِي فَنَاءِ ، قُبَّتِهِ فِي الظِّلِّ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ عِنْدَ أَبِي مُوسَى ، وَأَبُو مُوسَى يُرِيدُ قَتْلَهُ ، قَالَ : مُعَاذٌ مَا هَذَا يَا أَبَا مُوسَى ؟ ، قَالَ : يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ إِلَى يَهُودِيَّتِهِ ، قَالَ : مُعَاذٌ مَا أَنَا بِجَالِسٍ حَتَّى يُقْتَلَ ، فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ جَلَسَا يَتَحَدَّثَانِ ، قَالَ : يَا أَبَا مُوسَى كَيْفَ تَفْعَلُ بِالْقُرْآنِ ؟ ، قَالَ : أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، قَالَ : أَتَنَقَّصُهُ تَنَقُّصًا ، أَقْرَأُ عَلَى فَرْشِي ، وَفِي صَلَاتِي ، وَعَلَى رَاحِلَتِي ، ثُمَّ قَالَ : أَبُو مُوسَى : كَيْفَ تَفْعَلُ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ ، قَالَ مُعَاذٌ : سَأُنَبِّئُكَ كَيْفَ أَفْعَلُ ، أَمَّا أَنَا ، فَأَبْدَأُ فَأَتَقَوَّى بِنَوْمَتِي عَلَى قَوْمَتِي ، فَأَحْتَسِبُ فِي نَوْمَتِي ، كَمَا أَحْتَسِبُ فِي قَوْمَتِي
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَنْبَأَ شُعْبَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ ، وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ : أَبُو مُوسَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يَصْنَعُونَ شَرَابًا مِنَ الْعَسَلِ ، يُقَالُ لَهُ الْبِتْعُ يُسْكِرُ ، وَشَرَابًا مِنَ الشَّعِيرِ ، يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ ، يُسْكِرُ قَالَ : أَعْلِمُوهُمْ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، قَالَ لَهُمَا : بَشِّرَا ، وَلَا تُنَفِّرَا ، وَيَسِّرَا ، وَلَا تُعَسِّرَا ، وَتَطَاوَعَا ، قَالَ : فَقَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى : كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ ، قَالَ : أَقْرَؤُهُ قَائِمًا ، وَقَاعِدًا ، وَمَاشِيًا ، وَرَاكِبًا ، وَعَلَى فِرَاشِي ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ ، أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، فَقَالَ : مُعَاذٌ لَكِنِّي أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، أَتَقَوَّى بِهِ عَلَى آخِرِهِ ، قَالَ : فَفَضُلَ فَعَلُ مُعَاذٍ ، فَلَمَّا قَدِمَا الْيَمَنَ نَزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ ، فَأَتَى مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى ذَاتَ يَوْمٍ ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مُوثَقٌ ، فَقَالَ : لَهُ مُعَاذٌ : مَا هَذَا ؟ ، قَالَ : كَانَ يَهُودِيًّا ، فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَهَوَّدَ ، قَالَ يَزِيدُ : قَالَ : لِي شُعْبَةُ : وَاللَّهِ لَا أَزِيدُكَ ، وَلَا غَيْرَكَ عَلَى هَذَا ، وَلَوْ ضُرِبَتْ عُنُقِي
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : ثَنَا شُعْبَةُ ، بِإِسْنَادِهِ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ بِمِثْلِهِ ، فَلَمَّا قَدِمَا الْيَمَنَ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، فُسْطَاطًا ، فَأَتَى مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَهَوَّدَ ، وَقَدْ أَقْسَمْتُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَقْتُلَهُ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : وَأَنَا أُقْسِمُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَقْتُلَهُ