حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التَّسْنِيمِيُّ ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ ، ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ رِعْيَةَ السُّحَيْمِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ ، فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَرِيَّةً فَلَمْ يَدَعُوا لَهُ سَارِحَةً وَلَا بَارِحَةً وَلَا أَهْلًا وَلَا مَالًا إِلَّا أَخَذُوهُ ، فَأَفْلَتْ عُرْيَانًا عَلَى فَرَسٍ ، فَأَتَى ابْنَتَهُ وَهِي مُتَزَوِّجَةٌ فِي بَنِي هِلَالٍ ، وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ بِفِنَاءِ بَابِهَا ، فَدَخَلَ مِنْ وَرَاءِ الْبُيُوتِ عَلَيْهَا فَقَالَتْ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : كُلُّ شَرٍّ قَدْ نَزَلَ بِأَبِيكِ ، مَا تُرِكَ لَهُ سَارِحَةٌ وَلَا بَارِحَةٌ وَلَا أَهْلُ وَلَا مَالُ إِلَّا أُخِذَ ، قُلْتُ قَدْ دُعِيَتِ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَانَتْ قَدْ أَسْلَمَتْ هِي ، قَالَ : فَطَرَحْتُ عَلَيْهِ ثَوْبًا ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ : أَيْنَ بَعْلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي الرَّحْلِ فَأَتَاهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إِذَا غُطِّيَ بِهِ رَأْسُهُ انْكَشَفَتِ اسْتُهُ ، وَإِنْ غُطِّيَ اسْتُهُ انْكَشَفَ رَأْسُهُ ، فَقَالَ : مَا الَّذِي أَرَى بِكَ ؟ قَالَ : كُلُّ الشَّرِّ قَدْ نَزَلَ بِي ، فَأَعَادَ الْكَلَامَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا قَالَ لِابْنَتِهِ ، قَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ مُحَمَّدًا قَبْلَ أنْ يُقسِّمَ مَالِي ، قَالَ : خُذْ رَاحِلَتِي ، قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي بِهَا ، وَلَكِنْ أَعْطِنِي الْقَعُودِ ، قَالَ : فَأَخَذَهَا وَمَضَى إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ مَعَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ : ابْسُطْ يَدَيْكَ أُبَايِعُكَ ، فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ ، فَلَمَّا أَرَادَ أنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا ، قَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَضُدِهِ ، فَرَفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : هَا هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِي كَتَبْتُ إِلَيْهِ كِتَابًا ، فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ ، وَقَالَ رَعْيَةُ : مَالِي وَوَلَدِي ، قَالَ : أَمَّا مَالَكُ فَهَيْهَاتَ قَدْ قُسِّمَ ، وَأَمَّا وَلَدُكَ وَأَهْلُكَ فَمَنْ أَصَبْتَ مِنْهُمْ ، قَالَ : فَمَضَى ثُمَّ عَادَ ، وَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَذَا ابْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا بِلَالُ اخْرُجْ مَعَهُ ، فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ ابْنُهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ ، فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَقَالَ : هَذَا ابْنِي فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ، وَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : ذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُهُ ، وَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمُ اسْتَعْبَرَ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ذَاكَ جَفَاءُ الْأَعْرَابِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، قَالَا : ثنا أَبُو كُرَيْبٍ ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ رِعْيَةَ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ ، فَمَرَّتْ بِهِ سَرِيَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاسْتَاقُوا إِبِلًا لَهُ ، فَأَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَا مَا أَدْرَكْتَ مِنْ مَالِكَ بِعَيْنِهِ قَبْلَ أنْ يُقَسَّمَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ