قَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ خَالِي الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَاءَنَا وَفِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ رَأَيْنَا وَجْهَهُ يُسْفِرُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ بَقِيَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ ، فَخَرَجْتُ لِأُبَيِّنَهَا لَكُمْ ، فَلَقِيتُ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ رَجُلَيْنِ يَتَلَاحَيَانِ ، أَوْ قَالَ : يَقْتَتِلَانِ ، مَعَهُمَا شَيْطَانٌ ، فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا ، فَنَسِيتُهُمَا ، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا ، أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ ، فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ ، عَرِيضُ النَّحْرِ ، كَأَنَّهُ فُلَانُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ
قَالَ أَبِي : فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ ، كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا دُعِيَ الْأَشْيَاخُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَعَانِي مَعَهُمْ ، وَقَالَ : لَا تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا ، فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ فِي لَيَّةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمُ : الْتَمِسَوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ . أَيُّ الْوِتْرُ هِيَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ : تَاسِعَةٌ ، سَابِعَةٌ ، خَامِسَةٌ , فَقَالَ لِي : مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ ، فَقَالَ : مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ . قَالَ : إِنَّمًا أَقُولُ بِرَأْيِي , قَالَ : عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُ . فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ أَكْثَرَ ذِكْرَ السَّبْعِ ، فَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا ، وَالْأَرَضِينَ سَبْعًا ، حَتَّى قَالَ فِيمَا قَالَ : وَمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ سَبْعًا , فَقَالَ : كُلُّ مَا قُلْتَ عَرَفْتُهُ غَيْرَ هَذَا , مَا تَعْنِي بِقَوْلِكَ : وَمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ سَبْعًا ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {{ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ، وَعِنَبًا وَقَضْبًا ، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ، وَحَدَائِقَ غُلْبًا ، وَفَاكِهَةً وَأَبَّا ، مَتَاعًا لَكُمْ }} ، فَالْحَدَائِقُ كُلُّ حَدِيقَةٍ ، وَالْأَبُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ ، مِمَّا لَا يَأْكُلُ النَّاسُ . فَقَالَ عُمَرُ : أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ يَسْتَوِي سِوَى رَأْسُهُ . ثُمَّ قَالَ لِي : إِنِّي قَدْ نَهَيْتُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ ، فَإِذَا دَعَوْتُكَ ، فَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ . قُلْتُ : رَوَى أَحْمَدُ حَدِيثَ عُمَرَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَحَسْبُ
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَالِهِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَرَأَيْتُ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ ، وَرَأَيْتُ رَجُلَانِ يَتَلَاحَيَانِ ، فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا ، فَأُنْسِيتُهُمَا . فَأَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ ، فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، عَرِيضُ النَّحْرِ ، فِيهِ دَقٌّ , كَأَنَّهُ فُلَانُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ فُلَانٍ
وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْفَلْتَانِ ، مُخْتَصَرًا : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ ، ثنا مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فِي رَمَضَانَ أْمَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؟ فَقَالَ : بَلْ فِي رَمَضَانَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَهِيَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا ، فَإِذَا قُبِضَ الْأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ ، أَمْ هِيَ إِلَى الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : لَا بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ ؟ قَالَ : الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي ، فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ ؟ ، فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَقَالَ : لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَطْلَعَكَ عَلَيْهَا ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ، وَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا . وَقَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ ، فَسُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ : الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ . قُلْتُ : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُمَيْلٍ أَيْضًا ، وَلَيْسَ بِتَمَامِهِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ ، فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ فِيهِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَخْبِرْنَا بِهَا ؟ قَالَ : لَوْ أُذِنَ لِي فِيهَا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِهَا . وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ ، ثنا مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي مَرْثَدٌ ، سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
وَقَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى هُذَيْلٍ قَالَ : جَاوَرْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، فِي قُبَّةٍ لَهُ يَسْتُرُ عَلَى بَابِهَا بِقِطْعَةِ حَصِيرٍ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ لَهُ ، إِذْ رَفَعَ الْحَصِيرَ عَنِ الْبَابِ ، وَأَشَارَ إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ : أَنِ اجْتَمَعُوا , فَاجْتَمَعْنَا ، فَوَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَوْعِظَةً لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا مِثْلَهَا ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ . ثُمَّ رَدَّ الْحَصِيرَ وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى مَوْضِعِهِ . فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : إِنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ شَأْنًا ، وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيهَا ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ . قُلْتُ : جَعَلَهُ إِسْحَاقُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ . وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الِاعْتِكَافِ مِنْ طُرُقٍ أَكْثَرُهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ الْبَيَاضِيِّ . وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ قِصَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ ، بِالْقِرَاءَةِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ . وَاخْتُلِفَ فِي أَبِي حَازِمٍ هَذَا ، فَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَةِ ، أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ ، وَاسْمُهُ دِينَارٌ ، وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ، أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ خُوطٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ : {{ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ }} فَمَا أَشُكُّ ، وَلَا أَسْتَثْنِي
وَقَالَ الْحَارِثُ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ ، يَقُولُ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ . قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ }} . قَالَ جَعْفَرٌ : بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، ثنا خَدِيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ كَأَنَّهُ شَقُّ جَفْنَةٍ
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : أُخْبِرْتُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهِ , فَسَمِعَ لَغَطًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَاخْتُلِسَتْ مِنْهُ
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ الْجُهَنِيَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ غَيْبٌ ، قَدْ عَلِمْتَ ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْضُرَ هَذَا الشَّهْرَ ، فَأَخْبِرْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذِهِ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَهِيَ لِثَمَانٍ يَبْقَيْنَ ، قَالَ : كَلَّا ، هَذَا الشَّهْرُ يَنْقُصُ ، وَهِيَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ