عنوان الفتوى : تتأخر عن صلاة الفجر بسبب انتظار زوجها
زوج يتأخر كثيرا في السهر خارج البيت ولا يعجبه أن يعود ويجد زوجته نائمة وهذا السهر يؤدي إلى عدم صلاته للفجر وتأخر الزوجة للاستيقاظ لصلاة الفجر فهل يجوز للزوجة أن تنام عن زوجها وذلك لنتائج هذا السهر من باب أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصلاة في وقتها أهم ما يتقرب به العبد إلى الله بعد الإيمان بالله تبارك وتعالى، فقد فرض الله تعالى على المسلم أداء الصلاة في أوقات محددة. قال الله تعالى: فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: من الآية103} وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في وقتها. قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. متفق عليه.
وبناء على ذلك، فإن كان السهر لانتظار الزوج هو السبب في تأخرك عن الاستيقاظ لصلاة الفجر فلا حرج عليك أن تنامي حتى تستطيعي القيام لصلاة الفجر في وقتها، ولكننا نود أن ننبهك إلى أنه يمكنك النوم قبل مجيء الزوج واخذ قسط من الراحة حتى قبيل موعد حضوره بوقت قليل ثم القيام للاستعداد لمقابلته وانتظار وصوله، كما أن هناك وسائل آخرى تعينك على القيام لصلاة الفجر كاستخدام المنبه أو توصية أحد الأشخاص من الأهل لإيقاظك لصلاة الفجر، وفي هذه الحالة يمكنك الجمع بين طاعة الله تبارك وتعالى وطاعة زوجك وإدخال السرور عليه في انتظاره حتى وصوله.
وأهم من ذلك كله نصح زوجك بأسلوب طيب رقيق بأن يحافظ على صلاة الفجر، وأن تذكريه بثواب من أدى الصلوات في أوقاتها، وبالعقاب الذي توعد الله به من يفرط في الصلاة ويتكاسل عن أدائها في الوقت، وأن تذكريه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى البردين دخل الجنة. رواه البخاري ومسلم، والبردان: الصبح والعصر، وقوله صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. فالإنسان بطبيعته كسول عن كل ما فيه مشقة وخاصة إذا كان من أعمال الطاعة، فإن الشيطان يثبطه عنها، فلا بد له من دافع خوف ورجاء حتى يرفع همته ويقوي عزمه.
فعليك أن تسددي وتقاربي وتتخذي الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعد ذلك عن الصلاة فلا يكون عليك إثم؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.
والله أعلم.