عنوان الفتوى : المساجد مبنية للعبادة بمعناها الواسع
بسم الله الرحمن الرحيمالمسجد في أي مكان في المعمورة هو بيت الله فهل يجوز للمترددين عليه الخوض في أمور الدنيا بداخله، وما الواجب الذي يليق بحرمته علي المتددين؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فلا مانع من الحديث المباح في المسجد ما لم يكن فيه تشويش على المصلين، قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: "فرع" يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات، وإن حصل فيه ضحك ونحوه مادام مباحاً لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم. رواه مسلم . انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: وأما الكلام الذي يحبه الله ورسوله في المسجد فحسن، وأما المحرم فهو في المسجد أشد تحريماً، وكذلك المكروه، ويكره فيه فضول المباح. انتهى. وقال ابن حزم في المحلى: والتحدث في المسجد بما لا إثم فيه من أمور الدنيا، مباح وذكر الله تعالى أفضل. ونص الحنفية والحنابلة على كراهته، والراجح ما سبق لحديث جابر عند مسلم ورواد المساجد عليهم أن يعمروها بما بنيت له من عبادة الله تعالى وصلاة ، وتلاوة قرآن ، ودراسة علم ، ووعظ وتذكير بالله عز وجل ، وغير ذلك من القربات. قال الله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال *رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )[النور 36/37] . والله أعلم.