عنوان الفتوى : ما يترتب على من ترك الصلاة جهلاً أيام مرضه حتى مات
كان الوالد محافظاً على واجباته الدينية و في آخر أيامه ابتلي بمرض فشل كلوي أعاذنا الله وإياكم وتقريبا في ستة شهوره الأخيرة لم يصل لأنه ليس عنده طهاره كاملة وظناً منه بأن صلاته غير جائزة. وفي اليوم الذي توفي فيه طوال24ساعة فقد الوعي تماما، ولم ينطق الشهادة. أفيدونا أفادكم الله ما هو مصير الوالد في هذه الحالة؟ و شكراً لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فههنا عدة أمور:
أولاً: بخصوص مصير الوالد، فأمره إلى الله العليم الخبير، ونسأل الله أن تكون عاقبته إلى خير.
ثانياً: وبالنسبة لترك الوالد الصلاة في فترة مرضه الأخيرة، فإنه قد تركها ظناً منه بأن صلاته في هذه الحالة غير جائزة، وسبب ذلك في الغالب هو الجهل، وكان الواجب عليه سؤال العلماء حيث إن الصلاة لا تسقط عن المريض البالغ العاقل، بل يجب عليه الصلاة حسب استطاعته، ونظراً لأنه قد توفي، ولا يمكنه تدارك هذا، فنرجو أن يكون معذوراً عند الله سبحانه، فهو الغفور الرحيم القائل مرشدا لعباده: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة:286].
قال الله تعالى: (قد فعلت) رواه مسلم.
ولقول الله سبحانه: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:5].
فأكثروا من الدعاء له والاستغفار، وتصدقوا عليه بالأعمال الصالحة من عمرة، وصدقة، وإحسان، وما إلى ذلك...
عسى أن يتجاوز الله عنه، ويرحمه إنه جواد كريم.
ثالثاً: أما بالنسبة لفقدانه الوعي تماماً في اليوم الذي توفي فيه، فيقتضي أنه غير مكلف في هذا اليوم خاصة، ومرفوع عنه القلم.
وننبه إلى أن مسألة النطق بالشهادة قبل الموت لا تحصل لكل المسلمين، وعدم النطق لا يعني أن الشخص مات على غير الفطرة، فقد يكون نطق بها سراً، وقد تكون آخر كلامه قبل فقدان الوعي... إلى غير ذلك.
والله أعلم.