عنوان الفتوى : تستر من وقع في الخطيئة بستر الله

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود أن أسألكم في موضوع أرقني كثيراً وهو أنني كنت على علاقة بشاب وأخطأت معه ولكني تبت إلى الله وندمت ندماً شديداً، والآن أصلح من أعمالي كي يتقبل الله توبتي، لكن قرأت في فتوى لموقع الإسلام اليوم أن الفتاة التي تخطئ عليها أن تخبر زوجها بذلك، فهل إذا تقدم لي شخص يجب أن أخبره بما حصل، على العلم بأنني لا أدري إن كنت بكراً أم لا، لأنني لا أستطيع أن أكشف خوفاً من النتيجة، ولأنني لا أعرف طبيبة تستر علي أمري، وهل يجب أن أتزوج من الشخص الذي أخطأ معي، على العلم بأن العلاقة انتهت ولا أرغب بالزواج منه لما سببه لي إلا إذا تاب وتغير، وسؤالي الأخير: إن كان يجب أن أستر ما فعلته عندما يتقدم لخطبتي شخص فماذا أفعل تجاه تأنيب الضمير الذي سوف يلازمني إن لم أبدأ حياتي الزوجية بالصراحة وإحساسي بأنني أخفي شيئا عن زوجي وأغشه، وأخيراً: ادعوا لي بالهداية وأن يستر الله علي بزوج يعفني ويعوضني عما مضى، فأنا في حاجة لزوج يعينني على طاعة ربي؟ وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يقبل توبتك، ويغسل حوبتك، ويغفر خطيئتك؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأما ما سألت عنه فجوابه أن عليك أن تستتري بستر الله عليك، ولا تذكري ما كان منك لخاطب أو زوج أو غيره من الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه السيوطي وحسنه العراقي، وقال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.

فلا يجب ذكر ما وقع منك للزوج، وإن سأل عن سبب فقدان البكارة فيمكنك التعريض والكناية، وأنها قد تزول بأسباب كثيرة كالوثوب والقفز وغير ذلك دون أن تخبريه بخطيئتك، لكن إن اشترط البكارة عند العقد فذلك يثبت له الخيار إن تبين عدم وجودها، ولعل ذلك هو ما ذكر في الموقع المشار إليه لا أن تتطفل المرأة فتخبر زوجها بسوابقها. فلا تخبري أحداً بما كان، واستتري بستر الله، وأحسني التوبة والإنابة إليه، وأبشري بمغفرته وعفوه، ولا يجب عليك أن تتزوجي بذلك الرجل، ولكنه إن تاب فلا حرج عليكما أن تتزوجا، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 1677.

وأما تأنيب الضمير والإحساس بالذنب فينبغي ألا يكون بعد صدق التوبة فحسبك أن الله وفقك للتوبة، وهداك للاستقامة، فينبغي أن تفرحي بذلك فرحاً ينسيك كل ما كان، ففي الحديث: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

وربما كان العكس إذا فضحت نفسك، وكشفت ستر الله عليك، فيلومك زوجك، وربما احتقرك، وأفشى سرك لغيره، وشهر بك فتجدين حينئذ من الذلة والصغار وتأنيب الضمير ما لم يكن لو سترت نفسك، كما أرشدك إلى ذلك نبيك عليه الصلاة والسلام فيما بيناه آنفاً.

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. وننصحك بالإكثار من الدعاء، بقول الله عز وجل: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}، وقوله تعالى:  رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}، ولمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 78157، والفتوى رقم: 5047.

والله أعلم.