عنوان الفتوى : معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة..)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية السورية، باعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة إيمان عباس من سوريا، الأخت إيمان لها أكثر من قضية في إحدى قضاياها تقول: وضحوا لنا قول المصطفى ﷺ: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء رواه مسلم ، وأنه قد يسبق هذا الحديث قصة، لابد أنكم تعرفونها يا سماحة الشيخ، ولا مجال لذكرها في هذا البرنامج، فالمقصود أن تبينوا لنا السنة الحسنة وتشرحوا لنا كلام الحبيب ﷺ؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب: نعم هذا الحديث صحيح، وجاء في معناه أحاديث يقول النبي ﷺ من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ويقول ﷺ في حديث جرير: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عملها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً، وأسباب هذا الحديث أن جماعة من الفقراء، جاءوا إلى النبي ﷺ فلما رآهم النبي ﷺ ورأى فقرهم، خطب الناس وحثهم على الصدقة، ورغبهم فيها وقال: تصدق رجل بدرهمه، بديناره، بصاع بره، بصاع تمره، بثوبه، ورغبهم في ذلك عليه الصلاة والسلام، فجاء رجل بصرة من فضة كادت كفه تعجز عنها ثم تتابع الناس في الصدقات، حتى رأى بين يديه كومين من طعام وثياب، فلما رأى النبي ذلك عليه الصلاة والسلام استنار وجهه، حتى كأنه مذهبة، سروراً منه بعملهم وحرصهم على الخير، ومسارعتهم إلى الصدقة، ثم قال هذا الحديث: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، والمعنى أن الإنسان إذا فعل خيراً، وتأسى به الناس في ذلك، يكون له مثل أجورهم، فإذا تصدق على الفقراء تابعه الناس لما رأوه تصدق، فله مثل أجورهم، وإذا دعا إلى سنة كالتراويح في رمضان في بلد ما كانوا يصلون تراويح ثم تابعوه يكون له مثل أجورهم، أو دعا إلى صيام ست من شوال بين أناس لا يعرفونها فتابعوه صار له مثل أجورهم، أو دعا إلى صيام الإثنين والخميس، وبين فضل ذلك بين أناس لا يعرفون ذلك فعملوا بذلك بسبب نصيحته وصاموا الإثنين والخميس، يكون له مثل أجورهم وهكذا. كل من دل على خير، فتابعه الناس على ذلك، وتأسوا به، وانتفعوا بدعوته، يكون له مثل أجورهم، وهذا معنى الحديث الآخر: من دل على خير فله مثل أجر فاعله خرجه مسلم في صحيحه، وفق الله الجميع. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.