عنوان الفتوى : تعاني من مشكلة التأتاة فهل هناك أدعية لعلاجها ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخت تسأل : أنا مبتلاة بمشكلة ( التأتأة ) أي : صعوبة النطق وتردد الحروف ، والحمد لله مازلت صابرة على قدر الله ، هل هناك أدعية ما في الكتاب والسنة يدعو بها لإنسان لحل هذه المشكلة ؟ وإذا كانت نعم فما هي ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يُعظم للأخت المبتلاة الأجر ، ونسأله تعالى أن يشفيها ويعافيها ، ونوصيها بالصبر والاحتساب ، وهذا من صفات أهل الإيمان .
ولتعلم هذه الأخت أن مثل هذه الابتلاءات لها حكَم بالغة ، وهي مما يُكفَّر بها عنها الخطايا ، ويرفع بها لها الدرجات .
عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ) رواه مسلم ( 2999 ) .

قال علماء اللجنة الدائمة : " الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده ، عليم بهم ، لا يخفى عليه شيء ، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في أنفسهم ، وأولادهم ، وأحبابهم ، وأموالهم ؛ ليعلم الله سبحانه - علماً ظاهراً - المؤمن الصابر المحتسب من غيره ، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل شأنه ، وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ، أو لا يصبرون على المصائب ، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم ، قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ، وقال سبحانه وتعالى : ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ) إلى أن قال : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ، وقال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ، والعلم الظاهر : الموجود بين الناس ، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره .
كما أن المصائب - من الأمراض والعاهات والأحزان - سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب المؤمن ، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا ، فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سقم ولا حزَن حتى الهمّ يهمّه ، إلا كفر الله به سيئاته ) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً ، قال : أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " قلت : أذلك بأن لك أجرين ؟ قال : أجل ، ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ) أخرجه البخاري ومسلم .
هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة ، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب ؛ لعموم ما تقدم من النصوص ؛ ولقوله سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (8/336) .

ثالثاً :
لا نعلم شيئاً في السنَّة النبوية يقال عند الابتلاء بهذا ، وفي الطب الحديث – كذلك – لا يوجد ـ فيما نعلم ـ دواء لهذا الداء ؛ لأنه ـ في الغالب الأعم من حالاته ـ لا يعد مرضاً بل مشكلة يحتاج علاجها إلى عناصر مهمة أن توجد في المبتلى ، وهي : الثقة بالنفس ، والبيئة البيتية والمدرسية والسكنية الواعية التي لا تتسبب في ضغط نفسي على المبتلى ، والتدرب على طريقة الكلام المناسبة ببطء ومهل حتى يتخلص من مشكلته – بإذن الله – نهائيّاً ، ويحتاج هنا لمساندة أخصائي النطق والتخاطب .
وفي السنة النبوية أدعية يقولها المريض أيّاً كان مرضه ، ويمكن الاطلاع عليها في جواب السؤال رقم : ( 20176 ) .
والله أعلم