عنوان الفتوى : مدى انتفاع النبي بمال خديجة
هل هذا الحديث صحيح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة. وهل صحيح ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال أريد ان أرى نفسي في مالي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قال: ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة، أو أنه قال: أريد أن أرى نفسي في مالي، لم نقف على أي منهما في شيء من الكتب التي أتيح لنا الاطلاع عليها، وبالتالي فلا نراهما صحيحين.
وقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، قال: فبكى أبو بكر، وقال: يا رسول الله، هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله. قال الشيخ الألباني: صحيح، وهذا الحديث لا يفهم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتفع بمال خديجة رضي الله عنها، بل إنها رضي الله عنها بذلت مالها مواساة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال عنها صلى الله عليه وسلم: ... وواستني بمالها إذ حرمني الناس... وهذا بعض حديث رواه أحمد في مسنده وصححه الأرناؤوط.
وجاء في تفسير قوله تعالى: وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى {الضحى:8}، أي بمال خديجة رضي الله عنها، ففي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي قال المباركفوري: قوله تعالى (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) أي بمال خديجة رضي الله عنها على ما قاله المفسرون. انتهى.
هذا ولا يفهم مما سبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان محتاجاً إلى مال خديجة؛ كلا بل كان غنياً عنه، ولكن الله تعالى يسره له ليستعين به على إقامة الطاعة والإيمان، قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: فإن الله قد أغنى رسوله عن مال الخلق أجمعين؛ بل كان معونة له على إقامة الإيمان، فكان إنفاقه فيما يحبه الله ورسوله لا نفقة على نفس الرسول. انتهى.
والله أعلم.